المقالات
السياسة
أن تختار الانفصال.!
أن تختار الانفصال.!
11-04-2017 05:27 AM

يبدو أنَّ تجربة انفصال جنوب السودان التي مكنت إقامة دولة فاشلة جديدة سوف تظل نموذجاً في الحماقة الوطنية، بل وتحولت إلى مثال صارخ يُشار إليه بعين الاعتبار.

تابع العالم باهتمام وقلق إجراءات استفتاء إقليم كردستان – العراق، وقادت عدد من الدول على رأسها الحكومة المركزية في بغداد ما يشبه الحملة ضد هذا الإجراء، فلم يدعم استفتاء كردستان أحد.. الخلاصة أنَّ الأمر برمته تم تعليقه، على أن يبدأ حوار سياسي بين أربيل عاصمة الإقليم وبغداد العاصمة المركزية.

وليس بعيداً.. إقليم كتالونيا، أجرى استفتاءً على استقلاله عن اسبانيا، جدل متطاول، دستوري وسياسي، انتهى إلى أن ألغت المحكمة الدستورية العليا في اسبانيا قانون الاستفتاء لمخالفته الدستور.

قبيل استفتاء اسكتلندا الذي جرى في عام 2014م، طرحت الأحزاب الرئيسية في بريطانيا مبادرة لإغراء الاسكتلنديين لاختيار الوحدة، أبرزها منح البرلمان الاسكتلندي صلاحيات أوسع، قبل كل ذلك، استطاع المسؤولون البريطانيون على مدى سنوات استخدام الاقتصاد عاملاً أساسياً لترجيح كفة الوحدة.

فكانت نتائج الاستفتاء أقرب لانقسام في الناخبين، حيث صوت نحو 55 بالمائة لصالح الوحدة مع المملكة المتحدة، مقابل 45 بالمائة اختاروا الانفصال.

في عام 2011م كان مواطنو جنوب السودان يختارون الانفصال بنسبة 99% وسبق هذه النتائج التاريخية خطاب سياسي يحرض على اختيار الانفصال بالدرجة القصوى.. فقد سيطر الانفصاليون والعنصريون على المشهد السياسي وتحولت المنابر إلى راعٍ شامل لخطابات الكراهية المنفرة.

كان عتاة الاقتصاديين يروجون لاقتصاد شمالي مرفه بعد انفصال جنوب السودان، كانوا يرسمون لوحة خيالية للأوضاع بعد الانفصال.. رغم أنَّ العالم كله يعلم أنَّ اقتصاد الشمال سوف يقع أرضاً بعد ذهاب النفط جنوباً.

المتاجرون بالشريعة كانوا يبشرون عبر منابرهم أنَّ السودان سوف يصبح مسلماً بالأغلبية الساحقة.. كنا في الشمال ندفع الجنوب دفعاً إلى إعلان دولته كنا ننقاد إلى حتفنا بأفعال الحمقى.

بل كان خطاب الكراهية مستشرياً حتى في أقوال من يعتقدون أنَّهم يروجون للوحدة.. لا تزال تصريحات كمال عبيد “ذات الحقنة” حاضرة في الأذهان، حيث حرم على الجنوبيين حق الحصول على حقنة إذا ما اختاروا الانفصال.

النتيجة أن استأسدت نخبة الخرطوم بـ”شريعتها” واستأسدت نخبة الجنوب بنفطها، والنتيجة الآن معلومة للجميع.

تجربة انفصال جنوب السودان وما ترتب على السودان أولاً قبل جنوبه الوليد، سوف تظل نموذجاً مهماً ليس فقط للسودانيين شمالهم وجنوبهم.. بل لكل العالم.

التيار





تعليقات 3 | إهداء 0 | زيارات 4473

خدمات المحتوى


التعليقات
#1707397 [مدحت عروة]
0.00/5 (0 صوت)

11-05-2017 03:14 PM
بريطانيا دولة ديموقراطية واسبانيا كذلك اتفقت جميع اجزاء اسبانيا بعد حكم الديكتاتور فرانكو على دستور وقانون يمنح صلاحيات واسعة للحكم الذاتى ويمنع الانفصال بموجب المادة 155 من الدستور فى ظل الحرية والديموقراطية اما فى دول العهر والدعارة السياسية باسم الشيوعية او الاشتراكية او الاسلاموية وغياب الحرية والديموقراطية ودولة المواطنة وسيادة حكم القانون والمحاسبة والشفافية الخ الخ فلا بد ان يحصل الانفصال العدائى وتكون دول الانفصال فاشلة اذا حكمت بالديكتاتورية والقبلية الخ الخ كما حدث فى دولة جنوب السودان كمثال!!!
كسرة:الف مليون ترليون تفووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو على اى حكم ديكتاتورى عسكرى او مدنى عقائدى عطل التطور الديموقراطى فى السودان اخ تفووووووووووووووووووووووووووووووووووو على العهر والدعارة السياسية خاصة بتاعة الحركة الاسلاموية السودانية بت الكلب وبت الحرام!!!


#1707070 [Samuel A Loduku]
5.00/5 (1 صوت)

11-04-2017 10:29 AM
WHICH COUNTRY IS A FAIL STATE?IS IT SOUTH SUDAN OR SUDAN? HERE I WOULD LIKE TO TELL YOU THAT SUDAN IS THE FAIL STATE NUMBER ONE IN THE WORLD NOT SOUTH SUDAN BECAUSE IT FAIL SINCE 1956 WHEN BRITISH HAND OVER THE COUNTRY TO YOU VISION LESS PEOPLE TO PROVED TO THAT DESPITE SEPARATION OF THE SOUTH SUDAN YET THE WAR IN SUDAN DID NOT STOP AND DISCRIMINATION OF THE OTHER PEOPLE STILL THERE IN WHICH SOUTH SUDANESE FOUGHT FOR EQUALITY TILL THEY SEPARATE FROM SUDAN WITH 99% VOTE.PLEASE DON'T CRY FOR THE BROKEN BOWL OF THE MILK.SOUTH SUDAN SEPARATED FOR EVER AND EVER .REGARDING YOUR POOR ARTICLE ABOUT SOUTH SUDAN A FAIL STATE HERE I WOULD LIKE TO TELL YOU THAT THE FAILURE OF SOUTH COMES DUE TO THE FACT THAT SOUTH SUDANESE CHOSE THE WRONG NAME IN THE BEGINNING AND THEY DID NOT CHASE THE NORTHERNERS IN THE SOUTH SUDAN AFTER THE SEPARATION AND ALLOW THEM TO CONTROL THE ECONOMIC OF THE NEW COUNTRY IN WHICH THEY PLAY WITH IT AND A LOT OF NORTHERN SPIES PENETRATE IN TO THE SOUTH SUDAN GOVERNMENT BUT I WOULD LIKE TO INFORM YOU THAT SOUTH SUDAN WILL REVERTED ALL THE PROGRAM SOON AND WILL CLEAR ALL THE PARASITE IN THE COUNTRY.SOUTH SUDAN FAILURE IS MADE BY YOU AND THE TIME WE CLEAR YOU OUT OF THIS COUNTRY,OUR ECONOMIC WILL IMPROVE AND WHEN OUR ECONOMIC IMPROVE THERE WILL BE NO WAR IN THE COUNTRY WHICH YOU ARE THE INSIDERS'


#1707021 [مهدي اسماعيل]
0.00/5 (0 صوت)

11-04-2017 05:58 AM
ومع ذلك، يدعم حزب الأمة حق تقرير المصير لجبال النوبة!!!.

متى يرشد الصادق المهدي وقد تجاوز الثمانية عقود؟!


شمائل النور
شمائل النور

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة