لكما التحية لاستاذ زين العابدين صالح عبد الرحمن وعبرك للأستاذ صديق الزيلعي
طرحتما قضية هامة وضروري تتبناها التنظيمات السياسية الجادة في تطوير حياتها.
اود فقط ان امدد النقد ليشمل علاقة الشيخ الحوار نفسها.
بدون إطالة، شهدت بنفسي وسمعت شيخا بعد ختم الاذكار يخاطب الذاكرين قائلا: اياكم وطلب الاسرار من الشيخ شيخ الطريقة. فالأسرار هنا في هذا الذكر.
ما معناه ان الطريق الذي تسلكه عبر الاذكار يغنيك حتى عن شيخ الطريقة.
وهاكم سر من اسرار الصوفية الكبار أنفسهم. فهم يعتقدون بأنهم ادركوا تقنيات النبوة. أي الوسائل التي تنتهي بالكشف الصوفي، فتكبدوا مشاقها فبلغوا ووصلوا لتلكم المراقي العالية كما الأنبياء. فليس مزاحا ان يقول الجيلاني.:
شَهِدْتُ بِأَنَّ الله مَوْلَى الْوِلاَيَةِ وَقَدْ مَنَّ بِالتَّصْرِيفِ فِي كُلِّ حَالَةِ
سَقَانِي إِلهيِ مِنْ كؤوس شَرَابِهِ فَأَسْكَرَنِي حَقَاً فَهِمْتُ بِسَكْرتِي
وحَكْمَنِي جِمْع الدِّنَانِ بِمَا حَوَى وَكُلُّ مُلُوكِ الْعَالمِينَ رَعِيَّتي
الشاهد ان للتصوف والوصول والكشف طريق من تحمل مشقته بلغ تلك الذرى. واضحي في غنى تاما عن غيره.
هذا كلام عن التصوف في اصوله لكن كغيره من وجوه حياتنا يعيش انحرافات وتلاعب. فليس في أصله خضوع.
وفي الحق ان الكتلة الصوفية ضخمة جدا وهي حقيقة راسخة مؤثرة في حياة البلاد فلا يمكن تجاوزها. وهي جديرة بالنقد.