حب الأسير
11-04-2017 12:08 PM

٭ قال لي المسؤول الكبير.. في معرض نقاش سياسي.. وأنت.. لماذا لا تكون وزيراً؟
قلت له: انني أرفض عرش ملك.. لا منصب وزير والسؤال كان مجرد افتراض.. والجواب أيضاً مجرد افتراض.. بل لعله افتراض مستحيل.. فلا توجد عروش ملكية تعرض على العبد لله.
٭ ولكنني أقصد تماماً معنى جوابي.. ان عرشي هو مكتبي في دار «أخبار اليوم» وإذا ابتعدت عنه.. فانني لن أعوضه بعرش ملك.
٭ الصحفي لا يصلح لأي عمل آخر غير الصحافة.. هناك صحفيون يملكون مزارع خاصة.. أو عمارات.. أو يسهمون في أعمال تجارية.. ولكنهم لا يستطيعون أن يتركوا القلم أو أن يبتعدوا عن الحبر الأسود.
٭ وكثيراً ما يرهقني العمل.. وأسعي إلى اجازة ولكنني أمل الراحة وأتعجل يوم العودة إلى هموم الصحافة.
٭ وعندما أجريت جراحة خطيرة في أحد مستشفيات واشنطن بدأت أكتب بمجرد أن أفقت من البنج واستطعت أن أقرأ وأن أتحرك… نعم أصبحت مدمناً بعد قرابة أربعين عاماً في هذه المهنة الساحرة الغادرة اللعوب..!
٭ لقد أحببت واستعبدني هواها
والعشاق لا يفيقون ولا يعتبرون من عبث الغواني
لا أعرف الآن حقيقة مشاعري
هل أنا محب أم أسير؟
وأياً كان الوصف الصحيح.. فليس أمامي إلا أن أعيش الحاضر واجتر الذكريات.
٭ وهذه السطور.. هي نبض قليل من الذكريات ولعلها تغري شباب جيل جديد ان يستعذب أسر الهوى.. فيعيش حاضره ليصبح ذكريات أو لعله يتمرد ويصنع من هذه المهنة حباً لا يأسر العاشقين.
٭ إنها ليست مهنة البحث عن المتاعب كما يقولون.. كل مهنة في الوجود.. فيها بحث عن المتاعب ولكنها مهنة القلق.. والنهم إلى الوصول إلى مشاعر الجماهير.. والمعارك المستمرة في سبيل البقاء.
٭ مهنة تعطي ولكنها لا ترحم
مهنة تجذب بسحرها.. من يخدعهم هذا السحر.. ثم يعانون لوعته ومرارته ولكنهم يستعذبون اللوعة والمرارة
انه الحب الأعمى.. الحب الأوحد!!
حب أسير.. يستمتع بالأغلال
٭ هذه مقدمة كتاب عشاق صاحبة الجلالة للصحافي المصري موسى صبري..
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 661

خدمات المحتوى


التعليقات
#1707634 [انور النويري]
0.00/5 (0 صوت)

11-06-2017 09:59 AM
انها مهنة جميلة ممتعة كما تعلمنا منكم استاذتي الراقية والرائعة امال عباس كم اشتاق ان اكون معك في الصحيفة


#1707111 [حامد الشيخ]
0.00/5 (0 صوت)

11-04-2017 01:40 PM
كلال الاستاذ ما صاح بدليل ان الامير حسن اسماعيل كان احسن صحفي وهو اليوم يخدم الوطن كأحسن سياسي


امال عباس
امال عباس

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة