جموح الدولار في السودان الى أين؟

المقالات

السياسة

11-09-2017 11:42 AM

الدولار أصبح مثله مثل أي سلعة أخرى متداولة في السوق، خاضعة للعرض والطلب... فكثيرا ما تقول الحكومة بأن الدولار يعكس غير قيمته الحقيقية وهذا صحيح ولكنّا نتساءل أيضا ، فأي سعلة في السودان تباع وتشترى بقيمتها الحقيقية؟... فأنظر الى الأراضي على سبيل المثال، قيمة المتر المربع الواحد منها تتجاوز الألف دولار، فالخرطوم بما فيها من كوش وأوساخ أغلى منطقة سكنية في العالم... وقس على ذلك بقية السلع الأخرى والدولار ليس بمنأىً عنها...
دائما ما يقولون في السودان بأن الدولار يرتفع وهذا خطأ شائع عندنا، والحقيقة أن قيمة الدولار ثابتة لا تتغير فانما الجنيه السوداني هو الذي ينخفض وينهزم ويفقد قيمته أمام الدولار لأنها بلا غطاء يحميه وقت الشدائد والملمات فهو كالغنم القاصية أمام مجموعة من الذئاب الجائعة...
وكلما انخفضت قيمة الجنية أمام الدولار تتسارع الحكومة في القبض على بعض تجار العملة الصغار ليدفعوا ما تيسر لهم حتى تطلق سراحهم ليعودوا سيرتهم الأولى من جديد فكأنما الحكومة إستمرأت هذه اللعبة وارتكنت اليها...
فالحكومة إذا فعلا جادة في توفر الدولار في السوق وهي تعلم أنها خاضعة للعرض والطلب، إما أن تترك تجار العملة على حريتهم وترفع يدها عن التدخل وتعترف بهزيمتها أمام الدولار وإما أن توفر الدولار في السوق للذين بأمس الحاجة اليه من التجار والمرضى والمغتربين وغيرهم... فلماذا تلجأ الناس للسوق الموازي (السوداء) إذا كان الدولار متوفرا في البنوك الحكومية؟ فالقبض على تجار العملة ليس حلا طالما أن يد الحكومة شحيحة تجاه الدولار وليس بمقدورها توفير هذه السلعة (الدولار) لشعبها متى ما أرادوا... فبهذه السياسة الاقتصادية العرجاء التي تتبعها الحكومة فيمكن للدولار أن تصل الى الخمسين جنيها في غضون بضعة شهور ليس أكثر...
فالحكومة التي لا تستطيع أن توفر سلعة الدولار في السوق، فلماذا تتباكى عن انخفاض قيمة الجنية السوداني أمام الدولار...
آخر السطر... ننصح الحكومة بأن تدخل السوق كتجار السوق السوداء وتوفر الدولار للمحتاجين اليه بالسعر الموازي فبهذا لا يمكن للدولار أن ينظر للجنيه السوداني من برجه العالي كما يفعل الآن...
[email protected]