العجوز الخربانة
11-10-2017 01:24 AM
جاء في خبر بصحيفة السوداني أن حكومة ولاية كسلا كشفت عما أسمته تلاعباً في مشروعات تنموية، كانت قد رهنت لها منازل دستوريين...
وطبعاً النتيجة بيع المنازل بعد فشل تلك المشروعات... والمشروعات بالطبع أفشلها الفساد الذي أسموه "تلاعب"، وفي رواية أخرى "تجاوز"...
وما أوردته الصحيفة هي معلومات جديدة تفسر ما أثير حول بيع منازل تابعة لمسؤولين كبار ودستوريين آخرين ومزارع وقطع أراضي حكومية في مزاد علني...
وتفيد بعض المعلومات المتواترة في هذا الصدد أن حكومة الولاية كانت قد رهنت هذه المنازل والعقارات والمزارع والقطع للبنك وأخذت بالمقابل تمويلاً لبعض مشروعات التنمية، والتي فشلت بامتياز وعجزت الحكومة عن السداد، مما دفع البنك إلى عرض هذه المنازل والمباني في مزاد علني ....
ولاية كسلا ليست وحدها التي اعتمدت على بيع الأراضي والميادين والعقارات والمؤسسات والمباني الحكومية في إنشاء وتقويم مشاريع التنمية، نعم كسلا ليست وحدها لكن (شقي الحال بقع في قيد الإعلام وكشف الحال)... بالله عليكم أروني ولاية واحدة أو محلية واحدة لم تعرض الأراضي والميادين والعقارات والمنازل الحكومية للبيع لإقامة "المشيريعات" التنموية الفاشلة التي عادة ما تفشل بسبب الفساد.. عفواً "التلاعب..."
بيع الأراضي والميادين سنة إنقاذية سيئة ابتدعتها ولاية الخرطوم التي (باعت الوراها والقداما)، ولم تستبقِ شيئاً للأجيال القادمة، وسارت بقية الولايات على نهجها المشبوه، صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون...
لايرجعون عن هذا النهج البليد الانتهازي غير المسؤول حتى انتهى كل شيء ولم يبقَ شيء ...
خطورة هذا النهج أنه في زمن غياب الرقابة والمحاسبة والوازع الديني يفتح الباب واسعاً للفساد و"التلاعب" وإهدار وتبديد موارد البلاد دون رقيب أو حسيب، ولعل النهم والتكالب على بيع المؤسسات والمباني الحكومية والميادين العامة هو ما يدلل على هذه الصورة الانتهازية التي تترآى للكثيرين مثلي...
والأخطر من كل ذلك أن هذه الحكومات ترتكب خطأ جسيماً وقاتلاً وظالماً للأجيال التي تأتي من بعدنا حينما تنضب الثروات والمعادن ويقل الإنتاج الزراعي فتلتفت فلا تجد ما تبيعه لسد رمق التنمية... وحينها ليس لها من السلوى سوى مقولة الحبوبة الشهيرة التي تعبر عن الندم حين لا ينفع الندم... فقد قالت العجوز: (وا ندمي كملت عيشي زمن الموية بتقيت..)، وذلك عندما دخل عليها فصل الشتاء بكل برده القارس وصهيل ريحه الهادرة بعواصفها الثلجية القاتلة ولم يجد عندها ما تقيم به صلبها، لأنها بددت "عيشها" وأهدرته في زمن الصيف عندما كانت الموية "بتقيت".. فما فعله أهل الإنقاذ اليوم في الأجيال القادمة هو ما فعلته "العجوز الخربانة" في نفسها...
اللهم هذا قسمي فيما أملك...
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..
الصيحة
|
خدمات المحتوى
|
احمد يوسف التاي
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|