المقالات
السياسة
عبد الحكيم في بيت الكاردينال
عبد الحكيم في بيت الكاردينال
11-11-2017 12:58 AM

-فى مُنتصف نهار اليوم الثانى من أيّام العزاء فى والدة الدكتور أشرف الكاردينال، رئيس نادى الهلال الحالى، ;. وذلك بحي كافُورى بكوبر، جنوب شارع عزيز كافُورى إتّجاه البحر. دلف عبد الحكيم إلى صيوان العزاء، وغسل المكان بنظرة فاحصة سريعة، وتخيّر موضعاً، وجلس. !!. -
=:فدار فى رأسه شريطٌ سينمائيٌّ سريع مُفعمٌ بسُوء الحظّ، مشحُونٌ بالألم. فقد كان حكيم خارجاً لتوّه من حراسات الشُرطة بعد أن ظلّ موقُوفاً بها ستّين يوماً. ، مُتّهماً فى جريمة تحت أحكام المادّة {130} القتل العمد. أو كما سمّاها هُو المادّة ميّة وتلتلة!. تمّ تعديل المادّة بواسطة النيابة إلى ;{132;} القتل الخطأ.
*** *** *** *** *** *
-فى ساعةٍ مُتأخّرةٍ من اللّيل، كان عبدالحكيم يقفُ غرب البوّابة الشماليّة لمسجد السيّد على الميرغني، تماماً أمام منزل الشريفة آمنة. وكان الشارع خالياً تماماً من الكائنات الحيّة. ;فجأةً;ظهر رجُلٌ يمشى ببُطء، وتوجّه نحو حكيم، وطلب منهُ سفّة. فأعطاهُ حكيم سفّة. ولكن الرجُل لم يُرجع الكيس بل أخذهُ ومضى. فلحق به حكيم، وجرّ الكيس من يده، فسقط الرجُلُ على الأرض، ومات. !!-
*** *** *** *** *** *
-فى لمح البصر كان حكيم يقف فى حوش مسجد الوهابية خلف مسجد السيّد على، وإتّصل بي ناقلاً الحدث الكارثة بأمانة ومعقُوليّة. --
=:فى تلك اللحظة كُنتُ داخل البار الكينيّ ، خلف مبنى ولاية الوحدة ببانتيو جُنوب السودان. واستوعبتُ الحدث سريعاً كما لو أنّهُ حدث أمام عيني. فأشرتُ لهُ بلهجةٍ آمرة بالرُجُوع والوُقُوف عند جُثّة الرجُل بنفس الوضع الذى كان. والإنتظار قليلاً قبل الإتّصال بالرقم {999};حتى أتمكّن من الإتصال بالأخ نبيل من الأدلّة الجنائية مسرح الحادث. وبالإخوة عمر إسماعيل وهبيلا وخميس من المباحث المركزية. وتحريكهم ليصلُوا فى وقت واحد مع شُرطة الدوريّة. --
*** *** *** *** ***
-مع شروق الشمس فى اليوم التالى، كُنتُ أُودّع صاحب قلّاب التُراب الذى أوصلني معه من ربكونا إلى هجليج. وذهبتُ مُباشرة إلى منزل الباشمهندس فرحات مُدير العمليات بشركة النيل للبترول، والذى أوصى الشباب بأخذي فى أوّل رحلة إلى الخرطوم. فتوجّهتُ مُباشرة من المطار إلى قسم المدينة بحري. وكُنت أقُول لحكيم داخل الحراسة أنّ القضيّة لو كانت سرقة كسرقاتك لم أكُن أقطع مُهمّتي فى الجنوب وأحضر. ولكن قضايا القتل خطيرة وتحتاج إلى إدارة. ولا تقلق فخلفك قُلُوبٌ مُخلصة. --
*** *** *** ****
-كان تقرير المشرحة يقُول بوُضُوح تامّّ أنّ المرحوم مات بالسكتة القلبية. وليس هُناك شُبهة جنائية. --
=-تمّ تلخيص البلاغ، فوضعناه أمام مولانا زاهر بمُجمّع المحاكم. وعند فراغ مُمثّل النائب العام من خُطبة الإدّعاء. والمُتحرّى من شرح ما قام به من إجراءات. قال مُحامي أولياء الدم أنّ هُناك شاهد عيان. فقرصني حكيم على ظهري، وهُو داخل قفص الإتّهام. وقال بصوت هامس:الأصلى ده بقُول شُنُو. !? . شاهد وين يا أصلى. .
-فأشرتُ إليه بالصمت، وأفهمتُه أنّ الوضع تحت السيطرة. --
=:عندما ظهر الشاهد فى باب القاعة، وقبل وُصُوله إلى المنصّة. كُنتُ فرغتُ من إفهام الأُستاذ/معاوية خضر المحامى، الذى تطوّع للدفاع عن حكيم، أنّ هذا الشاهد شاهد زُور مُحترف. لديه ملف ضخم قُمتُ بإدخال بياناته على الجهاز بنفسي. وأنّهُ لا يجلسُ مع شُهُود الزُور المُعتادين فى سُوق أُمدرمان شرق الجامع الكبير، حول دار الحزب الإتّحادي الديمقراطي، ولكن لديه مكتب لهذا النشاط فى عمارة الضرائب القديمة.
*** *** *** *** ****
-عند وُقُوف الشاهد على المنصّة، قام الحاجب بتلقينه القسم، فأقسم. وجعل الشاهد يُملي ومولانا زاهر يكتُب. :-
الإسم:عمر الأمين الطيب
العمر:45سنة
المهنة:أعمال حُرّة
السكن:أُمدرمان، أُمبدّة، الحارة العاشرة القديمة.
-وضع مولانا زاهر قلمهُ وحدّق بشدّة فى وجه الشاهد. ثُمّ إنكبّ على يوميّة التحرّى وسائر أوراق البلاغ طويلاً. ثُمّ رفع رأسهُ وحدّق مرّةً أُخري فى وجه الشاهد. ثُمّ قال:انت يا زول قبل سنتين ما جيت قدّامي كشاهد فى قضيّة أشجان البدرى عمارة أصيلة. ?!
-قال الشاهد:نعم، ، يا مولانا.
--فرفع مولانا الجلسة لنصف ساعة--
*** *** *** ****
-عند بدء الجلسة بعد نصف ساعة، كان زاهر قد أتى بأوراق قضيّة عمارة أصيلة. وكان هذا الشاهد قد ذكر هناك أنّ إسمه مختار عبد الرحمن الضو،وعمره52سنة، ، وأنّه يسكن الكلاكلة. --
-كان مُحامى أولياء الدم يُحاول أن يشرح للمحكمة أنّ السودانيين بطبعهم لا يعرفُون أعمارهم، ويأخُذُون الأمر ببساطة وعفوية. فقال مولانا زاهر:-
-{إنّ الشخص الذى يكذب بعد أداء القسم فى قضيّة قتل، ويأخُذ الأُمُور ببساطة وعفوية هُو شاهدٌ لا تثقُ فيه هذه المحكمة، ولا تلتفت إلى شهادته. فإن ابتلعنا مسألة العمر الذى نقص سبع سنوات، والسكن الذى ربما رحل منه، فكيف نهضُم مسألة الإسم??. }-
-قال مولانا زاهر:هل لديك شُهُود آخرُون. فأجاب المُحامي بالنفي والتمس من عدالة المحكمة تسليمه قراراً برفض سماع الشاهد قبل قفل قضيّة الإتّهام.
*** *** *** *****
-إلتفت عبد الحكيم إلى الجالسين حوله فى الصيوان، فوجد على يساره مجموعة من وُجهاء المُجتمع، منهُم الفنان كمال ترباس. فأُقيمت صلاة الظُهر. فهرع الناس إلى الأباريق ودورات المياه. وهبّ كمال ترباس ووضع عمّته جنب حكيم على الكُرسي وتوجّه إلى الحمّام، فتناول حكيم العمّة وتوجّه خارج الصيوان مُغادراً المكان بغنيمته. !
*** *** ******
-فى زُقاق ميّت بسُوق بحرى وقف حكيم وبدأ بقياس طُول العمّة. وعندما وصل تسعة متر ظهر بعض العوارض فوضعها فى الكيس وتوجّه إلى قهوة أدروب. --
-فى القهوة كان حكيم يعرض العمّة للبيع ويجزم أنّ طُولها فوق التسعة أمتار. فساومهُ رجُلٌ عليها. فتوقّفا عند180 جنيه. وعندما إستلم حكيم المبلغ ودفع بالعمّة إلى الرجُل كان يقُول له:-
-{يا أصلى، خلّى بالك، البتاعة دى تشيلها معاك بيتكُم تتغطّى بيها من البعُوض. انت أصلاً شكلك ساكن أُم ضريوة. فاهم يا أصلى;;ما تقشر بيها برّة البيت. البضاعة دى سُخنة، يا أصلى. . }.
"شُكرى"
[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 1493

خدمات المحتوى


التعليقات
#1709607 [زول]
0.00/5 (0 صوت)

11-13-2017 04:12 AM
يا اصلي لكن حكيمك دا ما برض عليه دية القتل الخطأ كيف تصرفتوا في دي وبعدين لو ترباس سمع بالقصة دي حيتربسكم انتوا الاتنين فاعل أصلي ومتستر على جريمة سرقة !!


شكري عبدالقيوم
شكري عبدالقيوم

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة