وما نيلُ الأماني بالتغني ..!
11-12-2017 03:19 AM

الأصل في التراجع عن الخطأ في الحالات العادية بين عامة الناس .. هوالإعتذارعنه لمن أصابه الضرر أياً كانت درجته .. ثم تأتي في المرحلة الثانية مسألة سرد الدوافع الى ذلك الغلط دون تبريره بالطبع ..ومن ثم أخذ العبرة التي تجنب المخطي الوقوع مستقبلا في ذات الخطأ .. إذ ان العصمة منه بصورة مطلقة لا يمكن للمرء مهما بلغ مستوى من الفهم أو العلم أن يبلغها مع تفاوت نسبته ..وذلك النوع من الذلل ينطبق على الأشخاص العاديين في تعاملهم الإنساني فيما بينهم .
إلا أن خطأ الشخص المكلف أو من يسمى بالشخصية الإعتبارية ويؤدي مهمة عامة أوهوتصدى لها بضرب الصدر ..سواء كان فردا أو مجموعة قالت أنا من يأتي بها الى البر دون غيري فإن الإعتذار عن الخطأ الذي يتمثل في الفشل أو إنتهاك حقوق الغير أو التغول على الصالح العام بالضرر او الإستثار دون وجه حق أوبطرق غير مشروعة فهويصبح واجب أخلاقي بل وقانوني حتى لو لم يكن الضرر ماحقاً وهو في حدود سلوك فردي مشين يذهب صاحبه بالإستقالة مثل وزير الدفاع البريطاني الذي نبشت له إحدى الصحف فضيحة تحرش لم تتعدى لمس ركبة إحدى محاوراته وكانت الواقعة قبل خمسة عشر عاما ..فاستقال الرجل وهو نادم ومعتذر في الأيام القليلة الماضية من منصبه معترفا بشجاعة ( الكفار ) ودون تنكرٍ أو مكابرة بما إقترفه في ذلك الزمان وقال إنه يقدر تقييم فعله بعقلية اليوم التي تعتبرما قام به تحرشا جنسيا فيما كان يظنه في وقت حدوثه دعابة لا ترقى لتك الدرجة المشينة!
ياترى كم هي ركب المشروعات والأنظمة التى لامسها تحرش حكام الإنقاذ وحطم عفتها بترصد التمكين وكم هي النفوس التي أزهقتها أياد الذين يتمخطرون الآن في ممرات السلطة أوما جاورها ولا زالوا ..يمنون الأنفس بقرن آخر من التلذذ تلاعبا بمقدرات هذا الوطن التي باتت مستباحة باياد التسلط وشهوة الفساد وقد زحفت من مستوى الركب الى ابعد منها ..ولا أحد قال عفواً فقد أخطأت يدى الطريق .. فإني أعتذر مستقيلا لانني مسلم و شريعتي تحتم أن تُقطع يدي إن هي سرقت أوتلام حتى عيني لواسترقت النظر بسوء القصد .. وأقوال السلف الصالح تحض الأمة إن تقومني بحد السيف إن أنا قصرت فيما كلفت به أو تصديت له من تلقاء ذاتي !
كرست الإنقاذ القبلية والجهوية التي أثارت النعرات وأججت حروب الفتن والضغائن وغين التهميش وهاهي تتنكر لها بنبذها بعد أن أصبحت سرطاناً ينهش في بنية المجتمع ولم تعتذر بنقطة تحتها حرف ..و تسعى حكومتها لجمع السلاح بالوعيد والتهديدوهي التي مولت وروجت لإمتلاك المتفلتين له وجيشت المليشيات التي تعمل خارج منظومة الإنضباط النظامي . ولم تعترف .. و دمرت الإقتصاد بالعزلة التي جلبتها شعاراتها الفضفاضة ثم علقت على رقبتها جرس الكارثة ولم تقر بأنها هي البادي الأظلم وإن أمريكا لم تأتي بارجلها لتستعديها في عقر الدار !
وهاهو الدولار يمد لسانه للجنيه السوداني ويتباهى بارتفاع كعبه على كل قامات التفاؤل الرسمي الكذوب ليقول لها إن المشكلة في نظامكم وليست في الحظر الذي رفع عاليا .. ثم ارتد ساقطا على رؤوس الأشهاد بكل ثقله وعنفه !
ودمرت التعليم العام بفرض مناهج عقلية الهوس الواهم بلا تعمق أو دراسة لمآلاته كما هو ماثل في ساحات الإرهاب التي أضرت بالدين وابادت شباب الأمة .. مثلما جعلت من جامعات السوق كما بلا كيف وهاهي تتباكى على تبطل خريجيها وهي التي قذفت بهم الى الشوارع لمصلحة منسوبي الحركة وأبناء النظام بلا أهلية !
و هدمت صروح الصحة لصالح وفائدة المتاجرين بالعافية وهم الحماة السارقون ..وتهلل حينما يتبرع أهل الخير من أثرياء الجوار ببناء المستشفيات دون خجل وكان ينبغي عليها أن يجعلها ذلك تتوارى خلف الحدث ولاتحتفي به وكأنها صانعته !
وعقلية البكور التي دارت دائخة خارج فلك
المعقول بعد أن قدمت زمن الناس هنا ساعة أضاعت منا ثمانية عشر عاما في مشاترة ناموس الكون ..ثم عادت لترجع عقارب الساعة لويا بأنامل المكابرة الواجفة ولم تشر لخطئها ولو ببنت شفة.. و إن هي إعتذرت وهذا لن يحدث طبعاً..ولكنها هيهات أن تعيد كل ذلك الزمن الضائع بنا في دروب التراجع في كل مشاوير التجريب ..مثلما أضاعت علينا ثلاثين عاما في فراغ لا نهاية له إلا برحيلها ..ولكنها بدلا عن ذلك عادت قياداتها المتحجرة في مكانها تتغنى بالأماني غير العذبة وتعد بجبر الكسر المركب بل المفتت في عضد زماننا ..وتحلم في غفلتها البعيدة عن اليقظة أن تحقق المعجزات في بضعة شهورهي المتبقية من تجديد ولاية عام 2020.. والكل يعلم أن الأمنيات لا تتحقق بالتغني فقط ولو كان زمن تلك الولاية أوالمتبقي من الحالية عشرون عاما بحالها طالما أن حنجرة المُغني ظلت تؤذي المسامع بقبح نبرتها المشروخة دون أن يطرب لها إلا الذين ينافقون نشاز التغني بطول الفشل الذريع رقصا مع طبول المصالح الخاصة !
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
محمد عبد الله برقاوي ..
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|