المقالات
السياسة
في أي عصر نعيش ؟! .....
في أي عصر نعيش ؟! .....
11-12-2017 01:46 PM

image


في الواقع الزمني من المفترض ، أننا نعيش في القرن (الحادي والعشرين) ، لكننا نتسآءل هل تعيش بلادنا وشعبنا ، حقيقة هذه الحقبة الآنية ؟ تحت ظل نظام يتعايش بفكر القرون الوسطي ، ويتغذي بأفكار خارج الإطار الزمني المعاش ، بقرون عديدة ، ويتخلف عن ركب الحضارة الإنسانية تخلفاً مريعاً ، ولا تربطه أي صلة بهذا الزمن المعاصر ، غير صلات شكليه تتمثل في التشبه الأعمي بالأنماط الشكلية ، كالملبس والمسكن ، وامتطاء صهوات الجياد من المركبات الفخمه ، ويمتد التشبه بأنواع الأطعمه ، والمشروبات ، والتداوي في أرقي ، وأغلي دور العنايه الطبيه في مشافي الدنيا ، مهما بعدت . وكل هذا خاص بالطبقة الحاكمة ، ومنسوبيها ممن يعيشون حياة مختلفة تماما داخل أبراج عاجية بعيدة المنال .
أما داخل الوطن ، فحياة المواطن البسيط تسير بخطي متسارعه ، نحو الإنحطاط ، وتتراجع مؤشرات النمو ، والتقدم بخطوط بيانية واضحة المعالم ، بوتيرة مخيفه تجعلنا نحس بواقع لا مراء في أنه واقع مؤلم ، ومؤشر خطير لغياب كامل لأمة ووطن من خارطة العالم ، وزوال بلد بكامل مكوناته البشرية ، وحدوده السياسية ، وثرواته وثقافاته .
الواقع حولنا يقول شئ ، ونحن وما يدورحولنا ، يقول شيئا آخر ، مما يجعلنا نتسآءل ، ونلح في السؤال في أي عصر نعيش ؟؟ .
نحن نعيش في عصر (الدولة الغابه ) ، التي يحكمها قانون الغاب ؛ لابقاء فيها الا لمن يملك القوة ؟ ويمرح ، ويسرح فيها الأقوياء الذين استولوا علي حقوق الضعفاء ، ولايزالون يطمعون في المزيد .
الدولة دولة الأسود والنمور ، مع أشرس الحيوانات ، وأكثرها ضراوة ، وعجاف الثعالب الذين يتكسبون بدهائهم. أما البقية الباقية من الاغلبية ، فهي تعيش علي الفتات ، وما يتبقي من موائد اللئام يتخطفونها للبقاء علي قيد الحياة ، ثم يختبئون خوفاً ورعباً ؛ من أن يكونوا فرائساً للنهم الذي لا ينتهي ، ولا تحده حدود وبلا رحمة أو شفقه .
نحن دولة الغاب التي تعيش خارج إطار الزمن .....لماذا !!؟
لأن شمس الحق غيبت ، بإصرار ممن امتطوا صهوة الحق ، وصولاً لسدة الحكم ، يقتلون بلا خوف ، وينهبون ويسرقون بلا مساءلة .
والأدهى والأمر ، الراعي الأكبر يقوم بدوره كراعي للهمجية ، وعاملاً بلا تواني في تكريس الظلم ، والاستبداد والفساد .
الكذب الصريح البواح ديدن نظام الحكم ، في منهجيته العجيبه ، يمارسه الرئيس ومساعديه ، ووزرائه وولاته ، وصغار موظفيه ، واتباع حزبه ، وجلاوزة اجهزته الرهيبه القمعية ، والاستبداديه ، ومليشياته السارقه ، القاتلة ، الناهبه والمغتصبه .
نحن نعيش في عصر بعيد كل البعد عن الحضارة الانسانية ، باتخاذ ثروات العامه املاكاً خاصة أمام أعينهم يتقاسمها القتلة واللصوص ، ونظام يدين أهل الحقوق هضما ، ويحاكمهم ، بينما يبرئ المجرم المعتدي علي رؤوس الاشهاد .
وظهور بعضاً من التطورات المنسوبة لهذا النظام المستلب للحريات تعد تطورات زمنية تزول بزوال المؤثر ، فما صنعه النظام من مشاريع وهمية ، وكباري قرضية ، وجامعات اسمية ، ومباني كرتونية ، تتهاوي ، وتندثر ؛ قبل ان يحل موعد مديونيتها ، جميعها مبنية علي زخم إعلامي !! فيباشر القائمين عليها لملمة اطراف مشروعاتهم بعد الدعاية الإعلامية مباشرة ، إيذاناً بنهاية المشروع ، ويسرح جميع موظفيه ، وعماله ، بعد إحتفائية تدشينه او إفتتاحه ! فقد اكتملت الادوار ، واغلق المسرح أبوابه ، والامثلة علي مرئ المواطنين ، وعندما يعود الزمن وتضبط الساعة من جديد سيكون علينا معايشة ما بعد الإستعمار مباشرة .
نحن نعيش خارج إطار الزمن المعاصر ؛ لأن النظام يريد تغييب الناس ، وارهابهم ، وتجريدهم من كل حقوق المواطنه ، وحقوقهم الحياتية ، كل ذلك بمباركة رئيس غاب عقله ، وعميت بصيرته وانتهي الي مجرم مطارد دوليا دنيويا ، ومطلوبا للقصاص بحكم الشرع .
( الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) (14) الفجر
(صدق الله العظيم)
متي نعود لإطار الزمن ؟ .
ومتي نخرج من قبضة الدولة الغابه ؟.
هذا ما نرجوه باذن الله ، والله للمظلومين خير نصير ...

[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 754

خدمات المحتوى


التعليقات
#1709518 [salam]
0.00/5 (0 صوت)

11-12-2017 03:37 PM
حبيبي لا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم اتمني ان تكون الرسالة قد وصلت


غالب طيفور
غالب طيفور

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة