العودة الطوعية الى الحصار

المقالات

السياسة

11-12-2017 03:11 PM

الساعة 25

ان القوم يأتمرون بالصحافة... وكأنهم أكثر ذكاءً من العقل الامريكي ـ مبدع المسارات الخمسة، والإشتراطات التي إرتكز عليها قرار رفع العقوبات ، ومن عجب تزاكي العقل المتكلس على العقل المؤسسي الذي بلغت به امريكا مبلغا عظيما من التطور والتقدم، حتى أضحى العالم عندها قطعانا من السائمة تديرهم كيفما اتفقت مع مصالحهم ،مستهدية بأمثولتنا الشعبية الدارجة ـ (الجَفلن خَلهِن .. أقرع الواقفات) والسيد بلال وزير الإعلام في بلاد إعلامها يدار كما قطعان امريكا تلك ، يظن وكل ظن قبيلته الحاكمة إثم، خلال تلاوته بيانه عن أداء وزارته للنصف الأول من العام الحالي وخطة العام المقبل، يدلف الى مسألة تعديل قانون الصحافة والمطبوعات مؤكدا انه شمل إلغاء عقوبة الرقابة القبلية على الصحف وإستبدال عقوبة السجن للصحفي بالحرمان من الكتابة لفترة يحددها القانون، مشيراً إلى أن وزارة العدل تخطط لإعادة النظر في القوانين والتشريعات المنظمة للعمل الإعلامي كقانون الصحافة ومشروع القانون الوطني للإعلام وقانون البث الإذاعي والتلفزيوني، إضافة إلى قانون تنظيم الإعلان بغية حفظ حقوق المستهلكين والمعنيين وقيم المجتمع، ولعل بلال الذي ـ (شيلوه وش القباحة) من هذا التعديل الذي نسب للقانون جزافا، وماله بالقانون صلة، بل هو حكم القوي على الضعيف، وما اضعفها صحافتنا وما أتعس إتحادها ،وبئس الإتحاد في دورته هذي، ولولا دورة الأيام التي دارت على البلاد ذات صحافة وذات سودان خالٍ من الأورام الخبيثة ،لكان اتحاد اليوم في مكان يليق بـ(إستسلامه وخنوعه وخضوعه) واكان في أحضان بيئة تلائم إذعانه ... ويا حيف عالرجال!!! ومن عجب ثورة للإتحاد وليتها إحتجاجا على التعديل ، ولوانها كذلك ـ (لبرد الحشا) ولو الى حين، الا انها ثورة تهتف راياتها بـ(أن الإتحاد ليس جزءا من مؤامرة التعديل، ولا ندري متي إنفصل الاتحاد عن مؤامرة القوم الكبرى على الأمة دعك من الصحافة !وبلال من شهدت الفضائية الرسمية الناطقة باسم القوم، كما الرجل لسان حالهم الذي نجح نجاحا يحسد عليه في التعبير عن همجية وغوغائية جماعته... تصريحاته الشهيرة بين يدي المصريين أهو... وهذا مجرد نموزج ،فالرجل موسوعة في الغباء الخلاق ومبدع في السياق، وهذا النظام يليق به ،كما يليق بهم ،وكل من بعضه،الفضائية التي ألحق بها بلال كساحا فأمتنعت الوكالات العالمية عن التعامل معها، و(فرت عنها الخبرات الإعلامية فرار حُمرٍ مستنفرة ،فرت من قسورة) هاهو بلال ـ "الواحد دا"ـ جَزِلا يتلو قولا هزل إصطلح عليه مشرعو القوم بـ(القانون)، ومن سذاجتهم وجهلهم يرون فيه مراوغة لتشدد مسار حقوق الإنسان فيما يلي حرية التعبير وباقي اخواتها من حرية الحركة والتنقل.. الخ، ولعل التقرير الاممي الاخير لم يجف مداده بعد، مطالبا السلطات القضائية والعدلية بالبلاد بإجراء تعديلات جوهرية في القوانين والتشريعات بحيث تتلاءم مع الإنسان، ولم يبق امام التقرير الا تلقين القوم دينهم بلاحقة ـ الإنسان الذي كرمه الله، وها أنتم تهينونه بتضييق ما وسَّع الله على العباد، وفي الذاكرة آخر التصريحات الخجولة على ذكر المشروع الحضاري... (والشريعة نِحنا ما خجلانين منها ... و(إتفرج يا سلام) أو هكذا قال ـ (لُك.. لُك..لُك) وقد يقرأ عبث القوم في سياق فشلهم الذريع في تأكيد ما طفقوا يبشرون به الناس من خيرات الإستثمار المرتقبة بعد رفع العقوبات وإنتعاش الإقتصاد، أما وقد رفعت العقوبات، وجفت الصحف ،بعد ان كلت من التبشير الاستثماري

وملت من أكاذيب القوم التي تسببت في بوار الصحف وكسادها بعد أن كُتبت عند القاريء كذابة، فتركوها بارِكةً ولاذوا بالمواقع والصحف الإلكترونية التي لا تكذب أو تتجمل، ولعل القوم بعد فشلهم المبين هذا وبعد ان مد الدولار لسانه في وجههم على إمتداد 25 جنيها ويزيد، فلعلهم تخيروا العودة الطوعية الى الحصار الذي وفر لهم شماعة يعلقون عليها خيباتهم طيلة عشرين عاما.

وحسبنا الله ونعم الوكيل

[email protected]