من المقرر أن يشهد الأسبوع الأول من ديسمبر المقبل فعاليات الملتقى الأول لحل قضايا التعليم بمحلية الدندر، وهي مبادرة شعبية مائة بالمائة، دعمتها الجهود الرسمية ودفعتها إلى الأمام على النحو المطلوب، وفي تقديري أن المشهد برمته حتى كتابة هذه السطور، كان عبارة عن لوحة وطنية جسدت تكامل الجهود الشعبية والرسمية في أبهى وأروع صورة، ونموذج ينبغي الاقتداء به في حلحلة جميع المشكلات..
قبل سنوات أربع احتلت محلية الدندر المركز الأخير في امتحانات الأساس "طيش ولاية سنار"، الأمر الذي حدا بنا وقتذاك إلى إجراء تحقيق شامل نشر بصحيفة الانتباهة في مطلع العام 2013م خلصنا فيه إلى جملة من الأسباب التي أدت إلى تدهور العملية التعليمية بالمحلية، وتراجع نسبة التحصيل وهشاشيتها، وكان سوء البيئة المدرسية والإهمال الحكومي البائن، وضعف الإمكانيات، ونقص الفصول والمعلمين والكتاب المدرسي كل ذلك كان حاضراً ضمن أسباب الفشل الذريع...
عندما طرقنا ذلك الباب في الإعلام قامت الدنيا ولم تقعد، وشكلت مجالس المحاسبة لكل معلم، أو مدير مدرسة أدلى بمعلومة للصحيفة، وعوقبوا عقاباً قاسياً لكونهم قالوا البغلة في الإبريق.. منذ ذلك الوقت ظل المستوى المتدني للتعليم بالمحلية يلفت الانتباه وهو يترنح فيصل الحضيض، وتارة ينهض قليلاً ثم ينخفض تارة أخرى، مما شكل هماً عاماً تبلورت حوله الآراء والأفكار ..
قبل بضعة أشهر تبنت منظمة الدندر الطوعية الخيرية ومجموعة "أهل الدندر" - قروب واتساب - قيام ملتقى تفاكري للتداول حول قضايا التعليم والبحث عن حلول جذرية لوقف الانهيار الذي بدأ يترآءى في الأفق، ووجد هذا الأمر اهتماماً شعبياً ورسمياً وحماساً فاق ما هو متوقع ومنتظر، حيث انهالت التبرعات من أبناء المحلية بالداخل والخارج، وتنافسوا لإنجاز هذه المهمة على نحو يثلج الصدور، ويشرح النفوس خاصة بعد أن تضافرت الجهود الشعبية والرسمية واتسقت خطى الجميع في المسير نحو بلوغ الهدف المنشود في أروع مشهد يجسد التعاون المثمر من أجل تحقيق المصالح العامة بتجرد تام ونكران ذات لم تشهده المنطقة من قبل...
يضاف إلى ذلك، أن موضوعية معتمد المحلية الأستاذ عبد العظيم يوسف وحماسه واهتمامه بالقضية وتفاعله الجاد أزال كثيراً من الأشواك والعراقيل أمام الهدف النهائي وتحقيق المنال.. اللهم هذا قسمي فيما أملك...
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..
الصيحة
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.