مفارقات * في صيف (٨٠/٨١) ونحن مجموعة من السودانيين وبعض الإخوة من السعودية واليمن.. خرجنا بعد سقوط أمطار المساء إلى جبال عسير من قرية (درب بني شعبة) لقضاء السهرة في نهاية الأسبوع وسط الجبال.. في أحد المقاهي الشعبية التي يرتادها الكثير من السائقين وعابري السبيل.. وما بين لعب (الورق) ومشاهدة التلفزيون أطل علينا المذيع ببرنامج من (التراث) العربي الضارب القدم.. كان المتحدثون الشاعر السوري عمر أبي ريشة والمؤرخ السعودي الشيخ حمد الجاسر والشاب الجميل عبد الكريم الكابلي.. والنقاش حول قصيدة شهيرة في زمانها حتى اليوم (تعلق قلبي بفتى عربي).. أظنها لأحد شعراء العصر الجاهلي زهير بن أبي سلمى (الكندي).. أرجو التصحيح إن أخطأت..!! * كل ادلى بدلوه التاريخي وجاء دور (الكابلي) أفاض في الشرح وسط دهشة الحضور.. مناسبة القصيدة وتاريخها وهجرة شاعرها.. ثم أخذ (عوده) وغنى منها مقطعاً أدهش الجميع وكل من بالمقهى أحد الإخوة قال هذا (ما هو سوداني.. هذا سعودي) الآخر قال (لا هذا يمني) هو يشبهنا.. ونحن في قمة الضحك والفخر والاعزاز بالفتى. * هذا قليل عن الرجل.. موظف القضائية إدارة المحاكم قسم التفتيش.. الرجل الوسيم الأنيق.. المثقف.. الموسوعة التاريخية.. حتى في الأدب الانجليزي الذي نهل من كل (المعين والعيون) والمواعين العلمية حتى العالمية منها خاصة الأدب العربي القديم..!! * الرجل ترك لنا إرثاً ثقافياً وفنياً ضخماً من الصعب تتبعه وملاحقته لأنه حتى حديثه بأدب.. كان طرباً خالصاً يشنف الآذان ويمتع القلوب ويزيل الكدر والهم..!! في مجتمع أصبح كله كدر وهم وغم.. سياسياً أو حتى اجتماعياً أما اقتصادياً فحدث ولا حرج.. كان متعة طرب وبلسم شفاء..!؟ * والحديث يطول والمساحة لا تسع.. ولكن يهاجر الرجل إلى الولايات المتحدة..!؟! * قلنا إن الرجل تراث ثقافي وفني ضخم هل نتركه يعيش وسط حضارة بكماء مصنوعة صنعها cawboy على جماجم أهلها من الهنود الحمر وفتحت أبوابها لكل أجناس الأرض حتى المجرمين.. ورجال المافيا كان لهم نصيب وهذا لعمري لا يشبه شفافسة الرجل..! * كل الدول تعيد رموز حضارتها إليها.. الرجل جزء من إهرامات مروي وجزء من نهر النيل العظيم.. وأرضه الخصبة على الضفاف هو (قطعة) من مقرن النيلين هو جزء من (نور) حلة نوري التي نورت به.. وهي مهد حضارة عريقة سرت مع النيل إلى أماكن بعيدة حتى مريدي وجوبا.. وكردفان ودارفور وكسلا والقضارف.. هو بين رمال وجبال التاكا وأمواج البحر الأحمر (الرجل) ترك أثراً باقياً حتى اليوم من الصعب أن ينساه أحد.. وهو يمشي بين الناس بكل تواضع ويغني لهم وبأدبه الجم يتحدث إليهم.. أعيدوه لنا.. * اذا لم يعد فنحن لا نستحقه أبداً.. ونكون من بعده لا نعرف الجمال.. ولا معنى الحب حتى للوطن ناهيكم عن (حبيبة عمري)!! * الكابلي يعيش الآن في بلاد باردة حتى باردة العواطف.. وحرارة الحب والمعرفة.. أعيدوه لنا نحن أحق به..!؟ بعيداً عن حرارة الصدق.. فإن لم تفعلوا فأنتم كالعادة.. لا تعرفون ولن تعرفوا.. معنى الثقافة أو الحضارة..!! الجريدة ______

4 | 0 | 1957

• أدوات :
• [إرسال لصديق]
• [طباعة]
• [حفظ بإسم]
• [حفظ PDF]

( تعلق قلبي بفتي عربي)!! يا راجل لعلك تقصد قصيدة إمرؤ القيس ( تعلق قلبي طفلة عربية) وطفلة هنا (بفتح الطاء) يعني ( ناعمة)
تعلق قلبي طفلة عربية*** تنعم في الديباج والحلي والحلل
لها مقلة لو أنها نظرت بها*** إلي راهب قد صام وابتهل
لأصبح مفتونا معني بحبها *** كأن لم يصم يوما ولم يصل
لك تحياتي،،

الكابلى سافر باختياره one way ticket .ماذا سوف نفعل ؟ نظل نبكى على الاطلال ؟ مشكلة السودان الازلية فى النخب تعلموا على حساب دافع الضرائب وتنكروا له . عاشوا فى بروج عاجية يتفلسفون ويسفسطون فى الفارغة والمليانة. كل همهم مصالحهم الشخصية من السودنة وحتى اليوم .عندما يحمى الكوع يهربون وعند المغنم يتقدمون الصفوف وهاك ياتنظير . على الغلابة الغبش التعابة اصحاب القضية الحقيقون القابضين على الجمر شق طريقهم وعدم انتظار النخب اصحاب الاجنده والمصالح الشخصية .

وهل يرضيك ان يعود يا استاذ صلاح لبلاد يكفره بعض مجانينها؟؟ وهل تريده ان يعود وبحدث له ما حدث لحمدي بدر الدين وعبد الرحمن عبد الله وغيرهم؟؟ هل تريده ان يعود لبلاد منع ائمة مساجدها مجرد الترحم على محمدية ؟؟ هل تريده ان يعود لبلد منع سلطانها ان يقام حفل تأبين لفاطمة أحمد ابراهيم ؟؟؟
نعم افتقاد كابلي عظبم و مؤلم ، لكن لندع الرجل يعيش كريما" ومحترما" رغم مرارة الإغتراب،،
عزيزنا الكابلي: أتمنى ألا تعود ،،، بل وألا تفكر في العودة..... مجرد تفكير.

cowboy

الاكثر مشاهدةً/ش

الاكثر تفاعلاً