المقالات
منوعات
تعزية خاصة
تعزية خاصة
11-17-2017 04:28 AM

حين جاءني نبا رحيلك المر . . الشهر القادم . . عند مجيء (بابا ) كنت ستكملين سنواتك الخمس . . ستنتظرين بلهفه هذا الدبدوب (الاصفر ) الذي طلبتي احضاره في اخر هاتف لي معك . . لم انس قط تلك النظرات المتشبثة ونت تقولين بصوتك العذب المحبب الي النفس . . وانا اودعك الوداع الاخير . . بابا . . مع السلامه . . وتبتسمين ببراءه محببه فيك جعلتني حتي وانا اهم بالذهاب اعود اليك كانها النفوس تكتشف هذا الوداع الاخير . . . . وانا في البلاد البعيده . . كلما امر بمتجر للعبات اتفحص هل من بينها دبدوب بلون اصفر . . لماذا تطلبين اللون الاصفر بالذات ؟؟ . . وهل لهذا اللون علاقه بالرحيل ؟؟ . . ربما . . حين هاتفوني برحيلك . . جلست قباله المحيط الكبير اقطر دموعي في مياهه المالحه . . وجدت نفسي اغوص واغوص كما المجنون تماما . . افقدني الشجن الاليم لحاسة العقل . . وصلت مرحله الخطر حتى افاقتني صرخات العابرين وموجه عنيفة تدفع جسدي المنهك من الحزن عليك لتجعلني اعود ادراجي الي الشاطئ . . جلست وجسمي مبلل بالماء المر .. والدموع . . تغلبني . . جلست بين من افاقوني بصرخاتهم . . لا يتحدثون اللغات التي نالفها . . ولكنهم عرفوا لغه الدموع التي يفهمها كل بني البشر . . حاولوا مواساتي بعبارات لا افهمها . . ولما اطمانوا لاستقرار حالتي ذهبوا لحالهم . . جاء بعدهم اخرون . . وغادروا . . واخرون واخرون . . ليدفنوا ارجلهم في الرمال المالحه . . بعضهم جاء لتمضيه لحظه عشق وبعضهم قد اثقلته هموم الحياه . . والبعض لعله من مقهوري ديكتاتوريات حكومات بلادهم ولعل بعضهم مفجوع مثلي بامر ما جاء ليقذف همومه في امواج هذا المحيط الكبير الممتد . . فلا شيء يمتص الاحزان العظيمه اكثر من امواج المحيط . . حفرت لقدمي (قبرا) بقدر جسدها النحيل . . وطمرت عليها الرمال المالحه . . بعض من يجلس بجواري قد اعجبتهم الفكره . . فعلوا نفس الشيء . . يقولون ان رمال المحيط تمتص السموم من الجسم وتخلص الارجل من الرطوبه والاملاح فيشعر الانسان بدفء خاص . . لعلهم من هذا الباب قد فعلوا مثل ما افعل . . اما انا . . فكنت في الحقيقه احفر قبرا اواسي به فجيعتي . . كومت التراب علي رجلي . . طبطبته مثل قنطور الارضه . . وضعت عليها شاهدا صغيرا وجلست اتامل قبرها الصغير . . ان العين لتدمع . . والقلب ليحذن . . واني ا لفراقك يا صغيرتي لمحزون . . استغفر الله العظيم . . انا لله وانا اليه راجعون .


الزبير كبور
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 765

خدمات المحتوى


الزبير كبور
مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة