العنف ضد المرأة - صحيفة الراكوبة

المقالات

السياسة

العنف ضد المرأة

11-17-2017 08:35 AM

٭ الشرط النسوي ظل محل وقفة ونقطة نقاش دائم على كل الأصعدة والنظم والأزمان.
موضوع المرأة ناقشته كل الديانات السماوية والنظريات الوضعية ومازال وسيظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
٭ حددت الأمم المتحدة اليوم الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام.. يوماً لتسليط الضوء على أنماط العنف التي تقع على المرأة.. بغرض محاربتها والقضاء عليها بكل أصنافها فالعنف قد يكون بالكلمة أو الاضطهاد أو بسلب الحقوق.
٭ نعود لقرار الأمم المتحدة الذي اتخذ عام 9991م وفي الشهر الأخير من القرن العشرين.. القرن الذي شهد تخصيص الثامن من مارس يوماً عالمياً للمرأة من أجل مناقشة كل قضاياها.. وشهد القرن الماضي أيضاً اهتمام الأمم المتحدة بقضية المرأة وحدد من العام 5791-5891م عقداً للمرأة خصص لمناقشة دورها في قضايا التنمية والسلام وشهدت العشر سنوات تحركاً فاعلاً على صعيد العالم افتتح في برلين الشرقية وقتها عام 5791م وانتهى في نيروبي عام 5891م واستمر الاهتمام وانعقد مؤتمر بكين عام 5991م باختصار قد كان القرن العشرين زاخراً بالعديد من المكاسب للمرأة أو بالأصح الانسانية جمعاء لأن قضية المرأة هي قضية المجتمع.
٭ قصة اختيار يوم 52 نوفمبر يوماً عالمياً للقضاء على العنف ضد المرأة تعبر عن رغبة المجتمع الدولي في تخليد ذكرى الشقيقات الدومنيكيات الثلاث «باتري وماريا وترايز ماربيل» فقد كن مناضلات ضد الحكم الدكتاتوري في بلادهن وفي بداية عام 0691م الحاكم الدكتاتوري تروجيلو رأى أن حكمه يجب أن يواجه الكنيسة والاخوات ماربيل وبعدها تم اعتقال الشقيقات الثلاث وتم تعذيبهن واغتيالهن في الخامس والعشرين من نوفمبر ومن ذلك اليوم أطلق على الشقيقات الثلاث الفراشات الخالدات غير المنسيات.
٭ هناك أنواع كثيرة من العنف تقع على المرأة لكن من ضمنها ألوان من العنف تأتي ضمن التقاليد والمفاهيم مثلاً عندنا في السودان تتم عملية الشلوخ ودق الشفاه بدعوى التجميل وأيضاً علمية «الختان» وهذا ما يتطلب نوعاً آخر من المحاربة تجاه المفاهيم والدعاوى وهذا بالطبع إلى الأنواع الأخري المتمثلة في الضرب المباشر والحرمان من الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
٭ قصدت القول بأن مع وجود أشكال من العنف تقع على المرأة في السودان إلا ان هناك كثيرا من التقاليد والأمثال والأشعار تمجد المرأة وتذم من يعتدي عليها.. علينا أن نعلي من شأن هذه التقاليد والأمثال والأشعار.. مثلاً الشاعر ود الفراش يقول:
أنا التوب العشاري الباهي زيقو
أنا فرج الرجال وقتين يضيقو
أنا الدابي ان كمن للزول بعيقو
أنا المأمون على بنوت فريقو
٭ وهناك الصفات التي تطلق على الرجال في المدح مثل عشا البايتات ومقنع الكاشفة قشاش دمع الوليه.
٭ نأمل أن تلاقي قضية المرأة المزيد من الاهتمام.. الاهتمام بقيمة المرأة هو موقف ايجابي مع الحياة وتطوراتها لأن قضية المرأة هي قضية المجتمع وهي تلخيص صادق لرفض كل أنواع القهر والظلم وهي فوق هذا ليست ضد الرجل بل مع الرجل من أجل العدل والمساواة.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة