ساخر سبيل - الرشوة
11-17-2017 02:52 PM


خطبة الجمعة
الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله أما بعد:
عباد الله:
لقد تشدد الإسلام في النهي عن الكسب الحرام، باعتباره شؤماً وبلاءً على صاحبه، فبسببه يقسو القلب، وينطفئ نور الإيمان، وتتفشى مساوئ الأخلاق إن ومن أنواع الكسب الحرام الرشوة فهي داءٌ عضال، وهي أمرٌ محرَّم شرعًا بكتاب ربنا وبسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- وبإجماع المسلمين، والله يقول في كتابه العزيز: {ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْولَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَـاطِلِ} [النساء:29]، فالرشوة أخذُ مال بالباطل، وأخذ مالٍ بلا سبب، وأخذ مالٍ بلا موجب، وإنما هو ظلمٌ وعدوان وإساءةٌ ودناءة وسوءُ فعل، وهو سحتٌ كما قال الله في حق اليهود: {سَمَّـاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّـالُونَ لِلسُّحْتِ} [المائدة:42]، وقد فسَّر الصحابة السحت بأنه الرشوة، كما فسّره عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، وأن قوله: { أَكَّـالُونَ لِلسُّحْتِ} أن اليهود من أخلاقهم تعاطي الرشوة والسعي فيها، فالرشوة سحتٌ، والسحتُ خبيث، وكلّ جلد نبت من سحت فالنار أولى به. لذلك: “لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الراشي والمرتشي”. (رواه أبو داود والترمذي)
عباد الله:
إن الرشوة هي من أشد الأمراض التي ابتليت بها المجتمعات والتي إستشرت في مجتمعنا مؤخراً بصورة لافتة للنظر، والرشوة هي ما يعطى لإبطال حق، أو إحقاق باطل، بالرشوة يفلت المجرم، ويدان البريء، بها يفسد ميزان العدل الذي قامت به السماوات والأرض، وقام عليه عمران المجتمع، فهي تخفي الجرائم، وتستر القبائح، وتزيف الحقائق وإنها بلا شك هي معول هدام للدين والفضيلة والخلق.
أيها الناس:
إن الرشوة تلبس عند أهلها ثيابًا مستعارة تخفف عنها إسمها القميئ فتارة تسمى هدية، وأخرى إكرامية، وثالثة (كوميشن) ويمارسها أهلها في صور عديدة لا تتناهى في كافة المرافق والمؤسسات والشركات حكومية كانت أم غير ذلك.
أما أغراضها عندهم فمتعددة، منها طمس الحق والسكوت على الباطل، وتقديم المتأخر وتأخير المتقدم، ورفع المن ليس هو أهل لذلك، ومنع لكفءٍ، وإخلال بالمواصفات، وعبث بالعطاءآت والمناقصات، وتلاعب في المواعيد، إلى ما غير ذلك من أغراض لا حدود لها.
أما الراشي والمرتشي والرائش فإنهم متساعدون على تضييع الحقوق، مروجون لأكل أموال الناس بالباطل، زارعون للسيئ من الأخلاق، وهم ملعونون عند الله على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مطرودون من رحمة الله ممحوق كسبهم، زائلة بركتهم، خسروا دينهم وأضاعوا أمانتهم، استسلموا للمطامع، واستعبدتهم الأهواء، وأغضبوا الرب، وخانوا الإخوان، وغشوا الأمة، فهم ذوي نفوس خسيسة وهمم دنيئة.
أيها المسلمون:
لقد استهان كثير من الناس بهذا الباب الخطير، وهو سبب فساد الذمم، وشراء الضمائر، والمماطلة في الحقوق، والتقاعس عن أداء الواجبات إلا برشوة أو هدية أو خدمة يبذلها صاحب الحق، بصور عديدة؛ وأغراض خسيسة.
عباد الله:
إن لجريمة الرشوة آثاراً خطيرة وعواقب وخيمة على الفرد والمجتمع، منها ما يلي:
– تدمير المبادئ والأخلاق: فإن انتشار ظاهرة الرشوة في مجتمع من المجتمعات يعني تدمير أخلاق أبناء هذا المجتمع، وفقدان الثقة بين أبنائه، وتوقف دولاب العمل فيه وانتشار الأخلاقيات السيئة كالتسيب واللامبالاة، وفقدان الشعور بالولاء والانتماء، وسيطرة روح الإحباط لمن لا يتعاملون بالرشاوى.
• أسناد الأمر لغير أهله: فإن الإنسان حين يدفع رشوة للحصول على وظيفة معينة لا تتوافر فيه مقوماتها وشروطها فهو ليس أهلاً لهذه الوظيفة، مما يتسبب في قصورالإنتاج وإهدار للموارد وهذا ما نراه الآن من وجود أشخاص في مواقع ليست (مقاسهم).
– إهدار الأموال وتعريض الأنفس للخطر: فلو تخيلتم معي أن الرشوة قد سادت في مجتمع حتى وصلت إلى قطاعاته المهمة كالصحة وإنتاج الدواء، فكيف ستكون أحوال الناس الصحية حين يستعملون أدوية مغشوشة أُجيز استعمالها عن طريق الرشوة ولكم أن تعملموا بأن أحد المسؤولين عن قطاع الصيدلة بالبلاد سبق وأن صرح بأن ثلثي الأدوية التي بالصيدليات (مغشوشة)!
– ومن آثارها السيئة على صاحبها أنها تمنع استجابة الدعاء، وروى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}، وقال تعالى: ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}”. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام، وغذي بالحرام، “فأنى يستجاب له”؟
عباد الله:
اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم، قومو إلى صلاتكم يرحمكم الله.
كسرة:
فى الحديث: (إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به).
الجريدة





تعليقات 3 | إهداء 0 | زيارات 10482

خدمات المحتوى


التعليقات
#1711416 [FATASHA]
0.00/5 (0 صوت)

11-18-2017 01:05 PM
شوف يا الفاتح كل العالم وكل الاديان تعرف ان الرشوة عمل غير
اخلاقي ضرره يصيب الجميع. اما دين الكيزان فيسميها عمولة
مشروعة ولكنه لا يعرف مدى ضررها، فمثلآ عندما تعاقد وزير
المالية ليتحصل على قرض صيني لانشاء كهرباء الفولة بكردفان
قبل كافة الشروط الصيينية وتم اعطاؤه ٥ مليون دولار كعمولة
اشترى بها منزل ب ٢ مليون لاحدى زوجاته. ثم خسر السودان
مبلغ ٥٠٠ مليون دولار سيتم دفعها للصين.
وبعدين يا الفاتح شنو قصة ( عباد الله) و(ايها الناس)، تكون ناوي
تنافس امام مسجد الكيزان البتموا (عقد القران) فيه .......


#1711249 [خواجة]
0.00/5 (0 صوت)

11-17-2017 06:53 PM
المعتمد تسهيلات.


#1711247 [عبدالمنعم]
0.00/5 (0 صوت)

11-17-2017 06:50 PM
الاستاذ / ساخر سبييل لك منى كل التحايا و فائق الاحترام لقد حدثتنا عن الرشوة فى حديث عقلى جميل و قد اظهرت فيها الفواحش ما ظهر منها و ما بطن ولكن لم تحدثنا عن اهم شئ فى مايتعلق بأسبابها و مسبباتها ؟؟؟؟!!! فالجوع و الحوجة كافرة يا ارباب ـ( و أسأل الله أن لا تضوق حوجة) فسياسة الدولة الاقتصادية افقرت الحكومة والشعب و افقرت ايضا حاملى المناصب الدستورية ، وجعل مقررو ومشرعو السياسات الاقتصادية رزق الدولة ومصاريفها من جبايات الناس لذلك افقرت الدولة الشعب و حملته مصاريف ينوء من حملها الجبال فوضعت رسوم للانتاج على جميع السلع طواقى على السلع الواردة من الخارج بما يسمى بالجمارك و
و ضعت ضرائب على الانتاج المحلى ففاقمت من اسعار السلع و اضعفت القيمة الشرائية للجنية السودانى بوضعها تلك الاتاوات وقد تأثر بها جميع المواطنين مما جعل المواطن العامل فى الدولة عرضة للوقوع فى شباك الرشوة أيا كان موقعه وتعثرت قدماة للوصول للعلاج المجانى و التعليم المجانى ووصل الامر الى معيشة وحياة الناس مما اضطر السواد الاعظم من المواطنين لإمتهان مهنة الرشوة فى سبيل البقاء مهما كان الموقع فأنه مرتشى لا محاله !!!!!! فالحكومة حكومة عواطلية تعيش من جيوب الناس ، فتعطيهم مرتبات و حوافز باليمين و تأخذ منهم اضعاف مضاعفة بالشمال !!!
حديث كثير من الناس بما فيهم الطبقة المستنيرة تشير بأن الضرائب و الجمارك موجودة فى جميع انحاء العالم ، نعم ،ولكن تقابلها خدمات ولكن فى حقيقة الامر بأن تلك الدول ايضا تعانى فى اقتصادياتها معظم الدول المتقدمة تبنى اقتصادها على صادرات السلاح زليس على الضرائب و الجمارك وبما ان معظمها لايوجد فيه فساد مالى مثلنا، تجد بأن مايؤخذ من ضرائب ينعكس فى شكل خدامات علما باننى قد أوكد بأن الضرائب فى ديننا الحنيق ممنوعة وتعيق الدورة الانتاجية وتفاقم من اسعار السلع و تفرض التضخم و تقلب حياة الناس الى جحيم لا يطاق و هى تسمى فى الاسلام بالمكوس و قد نهى عنها القران و السنة النبوية الشريفة و قد كان فوز الرئيس الامريكى ترامب الذي هو ضد الضرائب حيث قال ( كلتتون سوف تزيد لكم الضرائب و انا سوف اخفض الضرائب حتى لايهرب رأس المال من امريكا لبلدان آخري ) وهذا حديث فيه فهم اقتصادي عميق لا يعلمه إلا من رحم ربى ، وحديث الناس بأن الضرائب موجودة فى جميع انحاء العالم وأن كان هذا حديث اجوف لا يستند على نظرية اقتصادية فالضرائب و جميع الجبايات ليست نظريات فى علم الاقتصاد و انما هى قرارات سياسية يشرطها صندوق النقد الدولى عندما يمنح التمويل لإحدي دول العالم الثالث ويشترط عليها و يخدعها بأن تزيد من فرض الضرائب و تعوم عملتها و ترفع من دعمها للسلع ليعطل عجلت انتاجها ومن ثم تترتب عليها الفوائد المركبه ويأتى ويأخذ مواردها بالمجان عن طريق الفوائد( انظر كتاب – جون بيركنز الاغتيال الاقتصادي للامم)
اخى الفاتح لن ينصلح الحال و لن ينصلح !!!؟؟إلا بظهور اقتصاديين ذو خبرة و اختصاص مدعومين ومنصورين من اصحاب القرار فى السلم الاعلى للدولة يفهمون بأن السودان مشكلته الاساسية سوء ادارة و ليس قصور فى الانتاج وانما القصور فى دولة لا تعرف او تعلم كيف تسوق أنتاجها من السلع الاستراتيجية مثل الذهب و القطن و الصمغ العربى و السمسم و الفول السودانى و البذرة و الذرة بأنواعها المختلفة جزء كبير يصدر عن طريق التهريب و الجزء الآخر يصدر عن طريق الافراد !!!!!علما بأن الصحيح هو بقيام الشركات الوطنية الحكومية بشراء الانتاج من المنتجين و تصديره للخارج كما كان يحدث فى ستينيات و سبعينات القرن المنصرم وذلك لتوفير النقد الاجنبى و جتى يتمكن بنك السودان من السيطرة على اسعار العملات الاجنبية ؟؟؟؟!!!فلا بد للدولة ان تقوم بالصادرات بنفسها و ليس عبر صادرات الافراد!!!!!
كسرة من كسراتك :،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
( الاقتصاد يقوم على الصادرات و السياحة وليس على الجبايات والضرائب )
والله المستعان
أخوك /عبدالمنعم على التوم


ردود على عبدالمنعم
[Amir] 11-18-2017 02:08 PM
الفقراء والمساكين والجوعى لا يدفعون رشاوي لانهم لا يملكون قيمة الرشوة وليس لديهم ما يرشون لاجله اما اصحاب الاموال فلديهم الكثير من الاشغال والمواضيع التي تحتاج الى تمرير او تسريع او تصديق الى اخره فهم من يدفع الرشوة والمظفين الذين يستلمون الرشاوي فهم الوزراء والمدراء وكبار الموظفين وحتى صغار الموظفين على سبيل المثال شرطي المرور المرتسي لا ياخذ القليل الذي يسد به حاجته انما يوميا ياخذ من كل سيارة تمر به المخطئ وغير المخطئ بقوة القانون
ويظل الخطا خطا مهما كانت المبررات


الفاتح جبرا
 الفاتح جبرا

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة