المقالات
السياسة
تيم العمالقة
تيم العمالقة
11-20-2017 08:23 AM

الدولار يتراجع إلى 25 جنيها"...عنوان بارز لخبر أوردته صحف الخرطوم أمس، احتفالاً وابتهاجاً توهماً بانخفاض سعر الدولار..!!!. بعد الفراغ من قراءة العنوان عاليه وجدت نفسي أضحك كالمعتوه، لكنه ضحك بقلب صديع، وخاطر كسير، وبصر حسير ، أي والله..!!.
بالطبع تذكرت الطرفة التي كان يتندر بها الشارع السوداني في أوقات سابقة وهي طرفة "تيم العمالقة"، وتيم العمالقة هذا اسم مرادف لأحد أتيام ولاية الجزيرة وهو تيم يجسد الفشل في كل شيء.. في "لاعبيه" الأساسيين... وفي"كباتنه"... وفي المدربين... وفي الإداريين... تقول الطرفة: إن تيم العمالقة الفاشل "اتلطش" ستة أهداف دون مقابل حتى الدقيقة 40 من الشوط الثاني زمن المبارة، وفي الدقيقة الـ"41"حدثت معجزة كروية إذ أحرز فريق العمالقة هدفاً في شباك منافسه بموجب ضربة من "نقطة الجزاء" وحينها اشتعلت النيران في العمم والشالات والعراريق والسراويل من جانب مشجعي فريق العمالقة احتفاء وابتهاجاً بالهدف الوحيد في مقابلة "الستة" النارية، واقتحم المشجعون من أهالي قرية العمالقة الميدان وأنهوا ما تبقى من زمن المباراة وأشعلوا النيران وحملوا "اللعيبة" على ظهورهم وأكتافهم...
أمس فعلتها صحف الخرطوم وهي تحتفي وتبتهج بالفشل وتصفق لفريقنا الاقتصادي الفاشل ومدربيه وكباتنه وإدارييه لكون "جنيهنا"حقق هدفاً واحداً في مرمى الدولار مقابل "28" هدفاً... قال إيه انخفاض سعر الدولار إلى 25 جنيهاً...يا سلام ؟!!!... اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه...
انظروا إلى طموحاتنا إلى أي مدى تقزمت وإلى أي مدى تقاصرت عندنا سقوفات الأمل والعشم فأصبحنا نحتفل حتى بالهزيمة ونبتهج بخيباتنا في محاولة يائسة لإرضاء النفس وإيهامها بالفوز والانتصار الكاذب...
نحن نعيش أوهاماً خطيرة وكوابيس نغوص في لججها المعتمة وظلامها الدامس، فهل من سبيل إلى خروج لنصحو على حقيقة أننا أصبحنا نعيش بالأوهام ونقتات منها وبها نحلم ونبني مستقبلاً من تلكم الأوهام... اللهم هذا قسمي فيما أملك...
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..
الصيحة





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 1161

خدمات المحتوى


التعليقات
#1712029 [abdulbagi]
0.00/5 (0 صوت)

11-20-2017 12:18 PM
يقول الجواهرى فى رائعته دجلة الخير ( يادجلة الخير قد هانت مطامحنا...حتى لادنى طماح غير مضمون ) هذا حال هذا الشعب الطيب الذى صار كل طموحه فى هذا الزمان الاغبر زمن الابالسة الفاسدين الحرامية .هو قفة الملاح غير المضمونة و التى صار الحصول عليها كالعنقاء والخل والوفى .


احمد يوسف التاي
احمد يوسف التاي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة