مثلما في الدنيا على مختلف الأزمنة و الأماكن نساء عظيمات سطرن أأسمائهن بأحراف من نور على صفحات التاريخ التي ظلت وستظل تتدارسها الأجيال المتعاقبة ماضيا وحاضرا ومستقبلا.. سواء اللائي حكمن بأنفسهن أو كن وراء عظمة أزواجهن أو أبنائهن من الأباطرة و الملوك و الحكام والقادة أوحتى الفلاسفة والأدباء والفنانين وغيرهم ممن تركوا بصمات واضحة في حياة الأمم .
نجد هناك بالمقابل نساء كان لهن الأثر الفعال والسلبي في جر أزواجهن من الحكام تحديداً الى الإنحرافات والفساد و بطش الشعوب وغير تلك المساوي التي عصفت بامكانات الدول و عطلت تنميتها وأوردت الشعوب موارد الهلاك !
لا نريد بالطبع أن نغوص في بحور التاريخ القديم في هذا الصدد..مثلما أن التاريخ الحديث حافل بكثيرمن نماذج النساء اللاتي سيطرن على مقاليد الأمور وتسيير دفة الحكم في غمرة تغييب الحاكم الذي يتحول دوره الى صورة على جدار القصر ويتصدرنشرات الأخبار دون أن يكون الماسك على زمام الأمور حقيقة ..وتكون السيدة الأولى التي غالبا ماتستقطب الإنتهازيين والطفيليين من عبدة السلطة والمال وتجعل منهم سياجا يحيط بالزعيم لتعزله معهم بعيدا عن قضايا الوطن وهموم المواطن و تدفعهم ليحيطوا به في زفة التبجيل الزائف وإظهار الولاء و الطاعة وينافقوه بمختلف التقارير الكاذبة التي تقلب له صورة الواقع المزري خارج أسوار قصره ..ويرسمون له واقعا خادعاً عن رضاء الأمة عنه وحبها له في ظل رفاهية وهمية يخطونها على الورق ورخاء ليس له وجود..بينما الواقع هوالجوع والفقروالبطالة و الفساد المستشري في كل زاوية والدمار الذي يحيق بكل مناحي الحياة غير الكريمة لهذه الأمة أو تلك !
وهاهو يسقط اليوم الديكتاتور الزيمبابوي العجوز السيد روبرت موغابي الذي حكم بلاده لمدة تناهزالأربعة عقود ..!
وكان قد جاء الى سدة السلطة بعد التحرير على رافعة نضاله الطويل ضد نظام الفصل العنصري وقد تحكم قروناً في تلك البلاد التي كانت تسمى روديسيا ..ولكن ما أن استقرت الأمور في يد موغابي وسيطر على زمام الحزب و الحكم حتى تخلص من رفاق مرحلة الكفاح المريرة وأولهم صديقه ورفيق دربه الطويل الراحل جوشوأنكومو .. وتحول من ثائر الى ديكتاتور طاغية أحال الدولة الغنية بمواردها و التي فيها اقل نسبة أمية بين مواطنيها ..الى ضيعة خاصة ..بعد أن تزوج من صبية في سن أحفاده وسلمها الخيط والمخيط لتعيش ثراءً فاحشاً عبر الفساد علانية استغلالا لتغييب الرجل المتيم بها فأمتلكت هي واسرتها العقارات والمال داخل وخارج الدولة الأفريقية التي صارت من أفقر بلاد الدنيا بل أن عملتها المحلية أصبحت ضمناً بلا قيمة شرائية ..بينما قيل أن زوجة الرئيس الجميلة اشترت في
الآونة الأخيرة كأبسط مثال على استهتارها بحالة شعبها الضائع خاتما قيمتة مليون دولارلتضعه في اصبعها مثلما وضعت رئيس البلاد وثلة المنافقين المنتفعين المحيطة به!
لكن رفاق الأمس من قدامى المحاربين الشرفاء اقالوه وزوجته من زعامة حزب زانوالحاكم وقالوا له إنتهت اللعبة ..بعد أن مهد الجيش طرقات وفضاءات العاصمة هراري لخطوات الزحف الكاسحة و أصوات الغضب الهادرة لتخرج معلنة نهاية حقبة الرجل الواحد الذي قادته إمرأة في الطريق الخطأ ..وأصبح الآن يعاند ويكابر بعدم ترك الكرسي ابتغاءً لضمان المخارج الأمنة له ..ولكنه في النهاية سيرضخ لواقع الحال الذي فرضه على نفسه ..إن هو رصي أوأبى فالأمر سيان .. وهي حالة تذكرنا بما فعلته في الأمس القريب السيدة ليلى الطرابلسي وعائلتها بزوجها الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن على والذي آثر الهرب قبل أن يجد نفسه يستجدي الرفق به من كل الذين طغى عليهم .
وهكذا فعلت بالرجلين الغفلة خلف الهيام بنساء ما أحببن غير أنفسهن الأمارة بالسوء .. وفي عالمنا غيرهم كثر من الذين سلموا لحيتهم لحسناوات القصور الملكات بلا تتويج .!
وعلى الذين لم يستوعبوا الدروس أن يبلوا روؤسهم للحلاقة بشفرات الزمن الذي لا يرحم الظالمين وإن صبرت عليهم الشعوب طويلا ً! [email protected]
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.