المقالات
السياسة
ما ينتظرنا هو الأخطر بعد اسقاط النظام
ما ينتظرنا هو الأخطر بعد اسقاط النظام
11-21-2017 12:28 AM

ما ينتظرنا هو الأخطر بعد اسقاط النظام
**********
عندما أسقط نظام الدكتاتور السفاح نميري نفسه بنفسه داخليا وعالميا، قام شعب السودان باللمسات الاخيره ونزع امبوب التنفس لاعلان الموت الدماغي والسريري الكامل وعزفت المارشات من الازاعة والتلفزيون بشروق عهد جديد انتظره الفقراء والمساكين والحادبين على روح الوطن. حينها لم يدرك المواطن العادي حجم الدمار الذي خلفه ذلك النظام الشمولي الفاشل في تركيبة المجتمع السوداني ومؤسساته السلطوية والاقتصادية والدينية والاجتماعية والتعليمية.

نعم سقط نظام مايو وذهب فعلا لمزبلة التاريخ مع حزبه الواحد "الاتحاد الاشتراكي" لكنه بكل اسف خلف معتقدات ومفاهيم محبطة خلال الستة عشر سنة من حكم الفرد الواحد المحروس بمفاهيم جهوية غير ناضجة أخرها كان الفكر الديني لجماعة الاخوان المسلمين والطرق الصوفية وبيعة امير المؤمنين من النخبة الدينية و "طلائع مايو" المتوهمة بعودة نظام السلف الصالح بعد اعلان الشريعة الإسلامية بقوانينها وعقوباتها مصدر التشريع الوحيد في البلاد بواسطة عرابها "حسن عبدالله الترابي".

هذا الادعاء الإسلامي المبطن بالوعود الطيبة والآمال، افرح الكثير من بسطاء الشعب الذين توقعوا ان يجدو فيه الانصاف في توزيع الثروة. لكن بكل اسف خاب فألهم. وما نفذه نظام نميري من انجاز في سنواته الأخيرة باسم الإسلام، ليس الا قطع الايدي من خلاف لبسطاء المحتاجين الفقراء واعدام العالم محمود محمد طه بحد الشرع. وتحطيم الخدمة المدنية بنظرية التمكين للنخب الإسلامية الموالية لحزبه الأوحد "الاتحاد الاشتراكي". وبداية تحطيم السكة حديد ومشروع الجزيرة بحجة ان قيادات اتحاداته من الشيوعيين الكفرة.

ذهب نميري كشخص وقدم اطروحات لحل المشكل السوداني حسب فهمه القاصر أولها الاشتراكية هي الحل ثم الصوفية وكانت اطروحته الأخيرة "الإسلام هو الحل" المغلفة بالشريعة والإسلام التي هندسها له حسن الترابي ومن خلفه منظومة الاخوان المسلمين. هذه الاطروحة صدقها المواطن العادي وتقبل تصرفاتها بدون فهم. لكن المستفيد الحقيقي منها هي النخبة الإسلامية ذات الوعي المصلحي فأقامت المؤسسات التي تحمل كلمة إسلامي. بنك فيصل الإسلامي ظل حكرا إداريا على ايدي الاخوان مثل "دفع الله الحاج يوسف" ودكتور التهامي وعبدالرحيم حمدي. على ايدي هؤلاء وحتى الان وئد الاقتصاد السوداني. وفرخ بنك فيصل بنوك إسلامية كثيرة؛ تاجرت بالدولار ولاتزال لصالح النخب الحاكمه. وكونت مضاربات ماليه إسلامية مثل شهامه التي خلقت التضخم برفع فوائد المضاربين الوهمية. فسلبت عيشة المواطن المسكين. أنشأت شركات ضخمة تحمل كلمة إسلامي وكلها فشلت ونشرت الفساد الادري قبل ان تختفي من سجلات مسجل الشركات. أنشأت شراكات مشبوه مع تجار الخليج الذين لا يعرفون الا الربح والرشى. وبمفهوم إسلامي معوج اصبح الوزراء اول مفسدين. وتبعتهم الخدمة المدنيه.

بعد هذه المقدمة التي لابد منها، دخل السودان ظلمات نعرفها جميعا وهكذا عزفت الإنقاذ من اول بيان لها عام 1989 على وتر الاقتصاد وارتفاع سعر الدولار. وانها جاءت لإنقاذ شعب السودان ونشر شرع الله. بعد 28 سنه من الخراب والدمار الممنهج، ادرك المواطن البسيط اللعبة، وأيضا ادرك الإسلاميون انهم فشلوا تماما في تحقيق مشروعهم "المشروع الحضاري الإسلامي" وجدوا انهم قد خلطوا الحابل الممثل في جحافلهم الجهادية بالنابل واجادوا سياسة التمكين كافراد في استثمار خيرات البلاد لجيوبهم الخاصة. واصبح منصب الوزير في مزادهم العلني منصب يمكن الوصول اليه بالبيع والشراء بواسطة محاور قوة تلتف حول البشير واهل وزوجات البشير وأصحاب البشير. وهكذا ضاعت عائدات البترول " سبعين مليار دولار" والمعادن والذهب خاصة. ضاعت على الوطن وانسابت بتنظيم سري دقيق لجيوب الإسلاميين واستثماراتهم في مليزيا ودبي واثيوبيا و جيبوتي بيد مهندسهم الأول "عوض الجاز"

بفضل الوسائط الاجتماعية والانترنت، تكشفت الحقائق وانكشف المسروق واختلف السارقون وبدأ الهمس واللمز في وسط النافذين وبدأت التصفيات السرية بين انصار البشير وانصار نافع وعلي عثمان. وبدأت الإنقاذ الجناح العسكري انسلاخه من تنظيم الاخوان طاعة للسيادة الامريكية وأصبحت حكومة البلاد دمية في يد السعوديين والخليجين لتبييض وجهها امام العالم وتستجدى العون المالي وتبيع رجال القوات المسلحة لعاصفة الحزم الفاشلة وتبيع أراضي السودان لكل من يريد في سوق المزاد العلني العالمي.

استمرت الإنقاذ تلبس ثوب المنقذ لشعب السودان لتطيل من عمرها بالحوار الوطني الأضحوكة. وانتظار رفع العقوبات الوهمي. رفعت العقوبات التي كانت شماعة النظام الذي درع كل فشله عليها. وكانت النتيجة فشل على فشل فها هو الدولار يصل الى ثلاثين جنيها بدلا عن ثلاثة والمؤشر مستمر يوميا. ولا تعليق من الحكام فهم أصلا لا يحسون بوطأة الأسعار في ابراجهم العاجية والشعب مكلوم في قارعة الطريق.

يوم نهاية البشير وطاقمه المستبد قد ازف بدون شك. ونهاية "روبرت موقابي" دكتاتور زمبابوي الأشهر في افريقيا 38 عام من الحكم جديرة بتنبيه البشير لو كان له عقل ان يتحسس موقع قدميه.

ولكن ماذا بعد البشير؟!! هذا ما يهمنا الآن.

الشباب أولا. شباب مستقبل هذه البلد الى اين؟ خلف الدكتاتور البليد السفاح جعفر نميري طلائع مايو المحمية بقوانين الشرع الاسلامي وهي التي تحكمنا الان.. ويخلف الدكتاتور والسارق والقاتل الأكبر في تاريخ افريقيا عمر البشير عصابة النهب الإسلامي المسلحة المتجذرة من كلائع مايو المدعومة بتشريع التحلل وشعار "هي لله" فعلينا ان نعرف، ما ينتظرنا هو الأخطر بعد اسقاط النظام

*خبير سابق بهيئة اليونيدو
الأمم المتحدة

[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1629

خدمات المحتوى


التعليقات
#1712385 [محمد حجازى عبد اللطيف]
3.00/5 (2 صوت)

11-21-2017 11:31 AM
عزيزنا الباشمهندس عبد الله الأسد --لك الود
لا اود الخوض فيما سردته وااوردته من حقائق ولا يختلف عليها بل هو الواقع بعينه ----اما اختلافى معك وكل من يحاول تثبيط همم الشباب والحراك الثورى من اجل تغيير النظام الفاسد ---فان الاجابه على كل الاسئله والسؤال الأكبر ثم ماذا بعد ؟؟؟ ستجد الاجابه في كل ادبيات المعارضه الوطنيه وتحديد في برنامج الجبهه الوطنيه العريضه ويمكن الرجوع اليها ومناقشتها اذا سمح وقتك ---bnfsudan الموقع الخاص بالجبهه الوطنيه ----دمتم


م. عبدالله الأسد *
مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة