المقالات
السياسة
من العار إستمرار الحصار على أطفال اليمن !!
من العار إستمرار الحصار على أطفال اليمن !!
11-21-2017 02:06 PM

وأخيرا نجحت الحالة الإنسانية الكارثية التي يعيشها اليمن في إختراق جدار التعتيم الإعلامي، بعد عامين ونصف من القصف والحصار السعودي، وبات البلد المهدد بالمجاعة الأكبر منذ عقود، يكسب زخماً إعلامياً ودولياً لا يرقى إلى حجم المأساة، ولكنه مقبول مقارنةً بالتجاهل الكامل والصمت الدولي المخزي تجاه الإنتهاكات بحق اليمنيين التي إرتكبها تحالف العدوان منذ مارس 2015 ، ودوره فى خلق الكارثة الإنسانية الأسوأ فى العالم.
ورغم حدة التصريحات والتنديدات الدولية، لم يرفع الحصار المفروض على أهم المنافذ البرية والجوية والبحرية، والقصف الوحشى اليومى لم يتوقف، ودول مجلس الأمن الدولى لم تتحر بعد من قبضة الإبتزاز الإقتصادرى السعودى وموجة الكوليرا لم تنحسر.
ووفق تقرير نشرته «منظمة الصحة العالمية» مؤخرا، حصدت الكوليرا منذ أبريل الماضى أرواح ما لا يقل عن «2202 شخص في اليمن، فيما سُجِّل 926 ألفاً و187 حالة يشتبه في إصابتها بالوباء»، وقالت المنظمة إن «حالات الإصابة سُجِّلَت في 22 محافظة يمنية، من أصل 23»، مشيرة إلى أن «المحافظات التي فيها أكبر عدد من الإصابات هي حجة والحديدة والعاصمة صنعاء، فيما لم يطال التفشي، الذي وصفته منظمة «أوكسفام» بـ«الأكبر في العالم» والأمم المتحدة بـ«الأسوأ في التاريخ»، محافظة سقطرى الواقعة جنوب شرق البلاد.
ولا تختلف المنظمات الدولية والجهات المسؤولة في القطاع الصحي في تقييمها للدور المحوري الذي يلعبه العدوان السعودي، المتمثّل بالقصف العشوائي للأحياء السكنية والتدمير الممنهج للبنية التحتية، ولا سيما آبار المياه والمرافق الصحية، والحصار البري والبحري والجوي الذي يحول دون وصول المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء، في انتشار الكوليرا في البلد الذي يستورد 90 في المئة من حاجاته الأساسية. وتحذر منظمات الإغاثة الطوعية الغربية العالم، بأن أكثر من 50000 طفل يمنى سيلاقون حتفهم بنهاية العام الحالى، بينما تؤكد الإحصائيات الحالية وفاة حوالى 40000 طفل حتى الآن نتيجة إنتشار الأمراض والمجاعة بسبب إغلاق منفذ ميناء الحديدة ومطار صنعاء، ما لم يرفع الحصار فسوف تتضاعف هذه الأرقام تباعا !!
وقبل أن يتنطع المتنطعون، وقبل أن تعوى علىّ الكلاب الضالة المتواجدة فى هذا المنبر الحر، أقول بملء شدقيىّ، كاتب هذه السطور ليس حوثيا، وليس شيعيا، وليس إخوانيا. كاتب هذه السطور آثر أن يقول كلمة الحق فى وجه حصار جائر، فى وجه حرب عبثية مستمرة لا طائل منها، أتت على الأخضر واليابس، وما زالت اليمن عصية عليهم، فيما آثر الكثيرون الصمت المطبق وتبدو قلوبهم أشباحا، وضمائرهم ساكنة بلا حياة، وهناك أقلام باتت تعاف الإقتراب من حرب اليمن أو محاولة تسليط الضوء على تداعياتها، وإن فعلت، فعلى على إستحياء خوفا من غضب الرياض !!
غدا يقف العباد أمام رب العباد . . غدا ياسادتى أمام الرحمن، أطفال اليمن الحزين يسألون جبابرة اليوم، عن أى ذنب كانوا يقتلون؟ بالأمس فى دنياهم، ظلوا يترنحون على شظايا الجوع والمرض يقتسمون خبز الموت ثم يرحلون !!

مادام يحكمنا الجنون سنرى كلاب الصيد تلتهم الأجنة فى البطون
سنرى حقول القمح ألغاما وضوء الصبح نارا فى العيون
سنرى الصغار على المشانق فى صلاة الفجر جهرا يصلون
ونرى رأس الزمان عويل خنزير قبيح الوجه
يقتحم المساجد والكنائس والحصون
وحين يحكمنا الجنون . . . لا زهرة بيضاء تشرق فوق أشلاء الغصون
لا فرحة فى عين طفل نام فى صدر حنون
لا دين . . . لا إيمان . . . لا حق . . . ولا عرض مصون
وتهون أقدار الشعوب وكل شىء قد يهون ما دام يحكمنا الجنون

عزالدين حمدان – لندن
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 767

خدمات المحتوى


عزالدين حمدان
عزالدين حمدان

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة