اعادة بناء الدوله السودانيه (2)
11-23-2017 11:44 PM
فى الحلقه السابقه من هذه السلسله من المقالات وصلنا الى ان الجبهه الاسلاميه تحاول اغلاق كل المنافذ التى يمكن ان ياتى عبرها التغيير باستيلائها على القوات النظاميه والخدمه المدنيه واجهزة الدوله الاخرى بتطهيرها من العناصر المعارضه وتعيين منسوبيها.
يبقى السؤال الحائر كيف يتسنى التغيير ؟
وما هى السيناريوهات الماثله لاحداثه ؟
ومن هى القوى المؤثره الكفيله بانجاحه وقيادته ؟
الاجابه على هذه الاسئله وغيرها معقده بقدر تعقيد الوضع السياسى فى السودان.
اندثرت تقاليد وتجارب سودانيه فى احداث التفيير باندثار القوى التى كانت تقودها.
وبرزت افاق جديده فى التغيير ببروز قوى جديده من رحم الصراع الذى اتخذ مناحى عنيفه واخرى جهويه وقبليه تتهدد وجود الوطن ككيان ان لم توظف ايجابيا لمصلحته.
خطورة هذا الثور الذى يحكمنا انه لا يعرف ولا يدرى قوة ومقدرات شعب السودان ليتعامل معهما بما يناسبهما وكما ورد فى الاثر ان عنتره ابن شداد هرب من ثور هائج فقيل له اين شجاعتك يا عنتره وانت تهرب من ثور ؟
فاجابهم وما ادراه باننى عنتره ابن شداد ؟
فالنظام تعامل بقسوة غير مسبوقه مع كل ما يهدد وجوده من حركات مسلحه ومنظمات مدنيه وتحركات طلابيه ونقابيه وغيرها.
وللاجابه عن سؤال كيف يتسنى التغيير نزعم بان ذلك لن يتم الا بتوظيف كل الظروف التى تحيط بالنظام احاطة السوار بالمعصم وتطويرها فى اتجاه احداث التغيير.
التحدى كبير فهو يتعدى تغيير النظام الحاكم الى تغيير بنية الدوله السودانيه التى شادها المستعمر وحافظت عليها الانظمه السودانيه التى تلته.
الوسائل التى يتبعها النظام لحل ما يواجه البلاد تزيد وضعها تعقيدا تماما مثل محاولات الاستعمار البريطانى للهند فى محاربة الكوبرا كما اوردته القصه التاليه :
يحكى أن حاكماً بريطانياً في الهند أبان عهد الاستعمار البريطاني، أراد معالجة مشكلة تفشي أفاعي الكوبرا السامة في مدينة دلهي، فقام برصد جائزة مالية لكل من يأتي بجلد كوبرا.. وأدى ذلك لاصطياد الكثير من أفاعي الكوبرا، لكنه لم يؤد إلى القضاء عليها! حيث اتضح أن هذا القرار قدم حافزاً للكثيرين لتربية أفاعي الكوبرا كونها تجارة مضمونة الربح!
كانت هذه الإستراتيجية ناجحة في البداية وتم قتل أعداد كبيرة من الكوبرا من أجل المكافأة.
في نهاية المطاف بدأ الناس بالمغامرة وتربية هذه الثعابين لغرض المكافأة من أجل تحسين الدخل أدركت الحكومة ذلك، فألغت برنامج المكافآت، مما جعل الثعابين بدون قيمة بالنسبة للمربيين فأطلقوها في البراري والطرقات ونتيجة لذلك تزايدت أعداد الكوبرا البرية وازداد خطرها.
كان الحل واضح وسهل للمشكلة لكنه زادها سوءاً على غير المتوقع.
أطلق على هذه الظاهرة «تأثير الكوبرا» (cobra effect) وأصبحت تطلق على القرارات العشوائية التي تأتي بنتائج سلبية .
فى الحلقات القادمه نتناول سيناريوهات التغيير والقوى الكفيله باحداثه.
طلحة السيد
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
طلحة السيد
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|