مهرجان الثقافة والتراث القبلي.. مجهود عابه التخصص..
11-24-2017 10:08 AM
✍ الخلل الذي واجه مهرجانات الثقافة وفعاليات تنظيم العروض التراثية لتاريخ القبائل بولاية كسلا، وخاصة بالقرية السياحية، جاء نتيجة لغياب التنظيم والإخراج من قبل وزارة الثقافة والإعلام بولاية كسلا، فهي المنوط بها مثل هذه الأعمال التي تعكس تاريخ الشعب بمختلف توجهاته القبلية.
✍ تراث القبيلة لا يتم عرضه من أفراد القبيلة العاديين بل يحتاج الى متخصصين في التراث، ذو دراية تامة وعلم مستفيض بتاريخ القبيلة وعاداتها وتقاليدها وطقوسها في مختلف المجالات الحياتية، وقديماً كانت تقوم بهذا الفرق الشعبية الفنية المختلفة، التي تعرف بفرق الفنون الشعبية.
✍ غياب فرق الفنون الشعبية شكّل فارقاً كبيراً في جودة الأعمال التي قُدّمت بالقرية السياحية، مما جعل عرض التراث يعتمد على القبيلة أكثر من النظرة الفنية التاريخية للتراث، مما جعل الأمر يعود بعجلة القبلية والنظرة الجهوية من جديد وسط أصحاب النفوس الضّيقة الذين يريدون التأصيل لهذه العنصريات والجهويات، من أمراض الإنسانية البائدة، التي اندثرت في كل بقاع العالم المتطورة، ولكن أبت نفوس بعضهم الا والصياح بها من جديد.
✍ هذا السودان، البلد الذي به مئات القبائل المتنوعة ويتحدث أهله أكثر من مائة رطانة ولهجة، مما يعطي الوطن عظمته وشخصيته بين جميع بلدان العالم، ويجعل شعبه شعباً حضارياً منسجماً اجتماعياً، ومتناسقاً نسيجه الإنساني، يحتاج بشدّة لتفعيل دور فرق الفنون الشعبية لمختلف تنوعاته القبلية، لتصبح هي الناطق الفني الثقافي التراثي للقبيلة، يحكي تاريخها العظيم، ويفجّر موروثاتها من طقوس ومراسم حياتية عتيقة وحديثة.
✍ الفرقة القومية للفنون الشعبية السودانية، من أقدم الفرق الشعبية بالسودان، تأسست عام 1961م علي يد الفنان دفع الله الحاج، وهذه الفرقة تكونت من ممثلين لها من مختلف قبائل السودان، وكانت تقدم عروضاً تمثل بها السودان في كل دول العالم، تمتزج فيها الكمبلة الشعبية بايقاع النوبة، بالسيف والدرقة، ولبسة السواكني الشرقية مع الجبنة والرقصة الشمالية مع الطنمبور.. مع الأزياء التقليدية لأقاليم السودان وقتها، والرقصات الشعبية وغيرها من تقاليد وعادات القبائل السودانية، لم يكن الأمر متروكاً لأفراد من القبائل هم في أنفسهم ليسوا علي دراية كاملة بموروثات قبائلهم.
✍ ما يفقد الأعمال جودتها، ويُضعف المردود والانتاج، في أي مؤسسة بهذا الوطن هو إسناد الأمر لغير أهله، عبر ما يسمى باللجان، هذه اللجان هي من نزعت حقوق وحدات وأقسام المؤسسات، لا يعقل أن تكون هنالك مؤسسة وطنية كاملة بإختصاصاتها وسلطاتها وأعمالها، ومع هذا يتم اسناد عملٍ معين للجنة يتم تكوينها من غير المختصين، فيأتي منتوجها ضعيفاً، قاصراً حتى عن التعبير عن نفسها، إن لم يكن عن العمل المنوط بها، ولا يعقل كذلك تدخل الكثيرين ممن هم ليس بدراية ولا أبسط فهم بالأمر، ولعمري هذا كله ناتج من العشوائية التي ينتهجها بعض المسؤولين ومحاباتهم الشديدة لبعضهم البعض من أجل سياسات الإرضاء والتمكين، وهذا هو ما أضاع هيبة الوطن، وتسبب في إدخال كثير من فاقدي التخصصات العلمية والفنية في لجان لا نوق لهم فيها ولا بعير.
✍ مؤسسات الوطن تعاني من سلبها لتخصصاتها وسلطاتها وامتيازاتها بسبب ما يسمى باللجان، لجنة المبادرة، لجنة التفعيل، لجنة النفير، وغيرها من لجان ضاعت بها المؤسسية في المؤسسات الوطنية.
✍ عرض تراث القبائل، ليس الهدف منه الإفتخار بالقبيلة والعنصرية، وانما هو هدف ثقافي يحكي روعة التاريخ السوداني بكل ملامحه الأصيلة، فالقبيلة ليست إلا للتعريف بالإسم فقط، فالإنسان قبيلته الإنسانية وهويته الأخلاق، وافتخاره بمبادئه ومعتقداته.
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
علي بابا
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|