المقالات
السياسة
زيارة البشير لروسيا.."ضربة معلم" أم "تخبط سياسي" !!
زيارة البشير لروسيا.."ضربة معلم" أم "تخبط سياسي" !!
11-25-2017 09:59 AM

زيارة البشير لروسيا.."ضربة معلم" أم "تخبط سياسي"

✍ الخطوات الغير متوقعة في السياسة غالبا ما تأتي بنتائج غير متوقعة...
وربما قصد البشير بهذه الزيارة لفت نظر أمريكا الى أن السودان يمكن أن يخرج خارج نطاق السيطرة الأمريكية، عبر الوصاية والتغييرات الجذرية التي تريد امريكا فرضها علي البلاد.

✍ الوطن يحتاج للخروج من الأزمات التي أدخلته فيها هذه الحكومة بكل حنكة وسياسة ومرونة...
حتي لا تسيل دماء وثورات قد تفتك بنسيج هذا الوطن وإنسانه، والتصحيح ينبغي أن يأتي عبر عملية سلمية بحتة، وسياسة التصحيح تنتهج فيها الحكومة حالياً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، من ثوابت الحكم ومن السيطرة على المطبات الإقتصادية التي دخل فيها الوطن بسبب هذه الكوادر الغير متخصصة في سلطاتها ومسؤولياتها.

✍ هذه الزيارة التي قام بها الرئيس البشير، هي مناورة سياسية لزعزعة وصاية التدخلات الأمريكية الأخيرة، التي تهدف بها أمريكا لإدخال النظام السوداني في جيبها، كما فعلت مع كثير من الأنظمة العربية الحاكمة اليوم.

✍ وجود روسيا بكل ثقلها في الساحة السياسية السودانية، قد يكون رسالة قوية لأمريكا بأن الحكومة السودانية، لن تخضع لكل شروطها وتدخلاتها بسياسة الوطن، وهذه خطوة قوية تصب في صالح تلاشي بعض الأحلام بالتدخلات الأمريكية السافرة في نظام الحكم بالسودان.

أبدا...

✍ من يحسبون أن هذه الخطوة قد قصد بها البشير حماية نفسه وبعض أتباعه، لا يعرفون أن الدول الكبري لا تُعرّض بلادها للدخول في موازنات بسبب حماية شخصيات لا تعود علي بلادها بالنفع والمكاسب الإقتصادية.

✍ عرض الإعلام الروسي لما جاء في هذه الزيارة علناً فيه رسالتين واضحتين، الأولى من روسيا لأمريكا بأنها موجودة في الساحة، والثانية من السودان لأمريكا بأن فترة التطبيع بين الحكومة السودانية والأمريكية ستكون تمرين سياسي ساخن للأجندة السياسية الأمريكية في السودان.

✍ أمريكا أيضاً تعاني من ضغوطات كثيرة جداً...
وهي تعتمد علي القوة الإعلامية في فرض وصايتها على البلدان العربية، بينما روسيا تخاطر بالتدخل عسكريا ان لزم الأمر، علماً أن تدخلها في سورياً ما زالت فواتيره علي طاولة المسرح السياسي الروسي، وكذلك أمريكا التي مازالت تدفع في فواتير تجربة دخولها للعراق

✍ الكسب السياسي مع روسيا ضربة معلم من الرئيس البشير، بالذات في هذا التوقيت الذي جعل الحكومة السودانية ما بين مطرقة تدهور الأوضاع الإقتصادية بالبلاد وسندان الوصاية الأمريكية علي نظام الحكم وقواعده.

✍ خلاصة زيارة الرئيس البشير فيها إعلان مبطن بأن فترة تطبيع العلاقات لا تعني الركوع الكامل لسياسة الإدارة الأمريكية.

✍ الوضع الذي تمر به الحكومة السودانية الحالي سيكون من أصعب فتراتها، لما فيه من تمايز للتوجهات السياسية وترسيخ ثوابت وطنية لا حياد عنها مع تناقضات إرضاء الإدارة الأمريكية والثوابت الوطنية المنبثقة من طبيعة الشعب السوداني كشعب مسلم عربي لا يقبل إطلاقاً بالمساومة على موروثاته الإسلامية. هذا بالإضافة للتدهور الإقتصادي والإستياء العام من مظاهر الفساد وسط شرائح واسعة من قيادات مسؤولة.

✍ الوطن يحتاج بشدة لتكاتف المخلصين النزهاء من أبنائه، حتى لا ينجرف لمستنقع النزاعات المسلحة، والخراب والدمار الذي قد يحيق به بسبب تنافر أبنائه الكارهين بشدّة لبقاء هذا النظام الحاكم حتى ولو أدى ذلك لتحالفهم مع الشيطان، والآخرين المتمسكين بالسلطة بكل قوة، ومتسببين في تشريد كفاءات الوطن والقذف بهم خارج منظومة السلطة.

✍ وما بين خطر إهدار حقوق المواطنين والتدهور الإقتصادي الذي تقوم به الحكومة من جهة وخطر المعارضة التي تريد التغيير حتى ولو أدى ذلك بتحويل الواقع الحياتي السوداني لخراب ودمار واهدار الدماء، يقف الأبرياء والبسطاء والضعفاء من مواطني بلادي رافعين أكفهم لله عزوجل، ولسان حالهم يقول:
( رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155). - سورة التوبة.

[email protected]





تعليقات 3 | إهداء 0 | زيارات 9228

خدمات المحتوى


التعليقات
#1713631 [البجاوي الوناب]
0.00/5 (0 صوت)

11-25-2017 04:14 PM
ما رايك يا دكتورفي الدورة المدرسية 27 والمقامة الان في كسلا...الكوادر الفنية والثقافية في كسلا تم تجاوزهم والحكاية جات مسطفة من الخرطوم


#1713620 [Faisal]
1.00/5 (1 صوت)

11-25-2017 03:46 PM
تحليل واقعي بعيد عن العواطف ويغطي البعد السياسي.


#1713571 [فارس الكلمة]
5.00/5 (1 صوت)

11-25-2017 01:04 PM
تحليل بائس


علي بابا
علي بابا

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة