النفايات الالكترونية الاخطار المخفية
11-27-2017 11:59 AM
المخلفات الالكترونية او النفايات الالكترونية هي عبارة عن فضلات الاجهزة و الادوات الالكترونية و الكهربائية التي اتمت عمرها الافتراضي أو حدث فيها اعطال لا يمكن تصليحه . هذه النفايات تحتوي علي العناصر المعدنية الثقيلة التي تلوث البيئة و تضرها ، و يتم تقييمها ضمن النفايات الخطرة . التطور التكنولوجي السريع أدي الي انتاج كميات كبيرة من الاجهزة الالكترونية بشكل يكاد يوميا . الاجهزة الالكترونية كثيرة و متعددة الاستخدام كمثال اجهزة الكمبيوتر و الشاشات التلفزيونية و اجهزة الاتصال و الاضاءة و الالعاب و غيرها الكثير و التي لا يسمح المجال لحصرها كلها ....
النفايات الالكترونية لها اضرار كثيرة جدا ، المتأثر الاول بها هو الانسان ثم تأتي العناصر الاخري في البيئة ( الهواء ، الماء و التربة ) و الحيوان و النبات ، تكمن الخطورة من اعادة تدويرها و الذي يسبب تلوث بيئي لما تحتويه هذه الاجهزة من مكونات سامة علي الصحة و البئية مثل الرصاص و الزئبق و الكادميوم . اعادة التدوير التي تتم بطرق عشوائية تؤثر في المحيط العام فاذا اخذنا مثلا طريقة الحرق أو الصهر تشكل مخاطر كبيرة من انطلاق غازات سامة في الجو او تسرب مواد تضر بالتربة . هناك كثير من الامراض القاتلة التي تسببها هذه المخلفات سواء عن طريق اعادة التدوير او التخرين بطرق غير علمية سليمة ، فمثلا الاورام السرطانية و ضعف العظلات و امراض القلب و امراض الجهاز التنفسي و امراض الدم تعتبرنموذج لبعض الامراض التي تفتك بالبشرية ....
انتبه العلماء مؤخرا للمخاطر التي تحدق بكوكب الارض من التزايد السنوي للنفايات الالكترونية مما دعي للتوصل لاتفاقية بازل بشأن التحكم في نقل النفايات الخطرة و التخلص منها عبر الحدود ، و هي تعني في المقام الاول لمنع نقل النفايات من الدول المتطورة للأقل تطورا ، و في الاتفاقية بندا يشدد علي التزام الاطراف بادارةالنفايات الخطرة باسلوب سليم بيئيا في البلاد التي ستصدر اليها تلك المواد . الولايات المتحدة الامريكية وقعت مؤخرا علي الاتفاقية لكن للاسف لم تصدق علي بنودها ، و هي اكبر دولة تنتج اجهزة الكترونية سنويا مما يعني انها تعتبر المصدر الاول للنفايات الالكترونية في العالم و هنا تأتي الخطورة في الامر . القضية في المقام الاول قضية اخلاقية فالشركات المصنعة تصنع اجهزة عمرها الافتراضي قصير مما يعني تشجيع الناس للتخلص ممنها سريعا ، و كتوضيح اكثر شراء المستهلك للطابعة الجديدة ارخص من شراء الحبر أو هنالك امر اخر تنتهجه الشركات و هي التحديث المستمر للبرامج و هو امر يدعو المستهلكين لمواكبة التطور و بالتالي التخلص من الاجهزة القديمة ....
الدول المتطورة ترسل سنويا ملايين الاطنان من النفايات للدول الفقيرة بتصريحات كاذبة بانها مواد مستعملة ، قارة افريقيا تعتبر اكبر مستقبل و مقبرة لهذه النفايات نسبة لاستشراء الفساد . التحدي الاكبر في عملية التدوير لهذه النفايات يزداد سنويا نسبة للزيادة المطردة في حجم هذه النفايات . فمن غير القانوني تصدير النفايات بهذه الطريقة لكن شبكات التهريب و العصابات تصنف النفايات كسلع مستعملة و تفرغها في دول فقيرة في افريقيا و امريكا اللاتينة . عدم وجود رقابة فاعلة للتخلص منها يعمق الماسأة ، السماسرة و الشركات الذين يتقاضون اموالا ضخمة للتخلص منها بطريقة امنة ، يقومون في كثير من الاحيان باعادة تدويرها بطريقة غير سليمة أو رميها في مياه البحار و المحيطات للتخلص منها و حدثت حوادث كثيرة لمثل هذه الممارسات الخطيرة . معالجة النفايات تتطلب عملية طويلة مضنية و ملوثة للغاية ، مما يجعل اسلوب اعادة التدوير في كثير من الاحيان عملية غير ممكنة ....
غالبا ما يقع عبء المخاطر الصحية علي المجتمعات الفقيرة حيث تحولت النفايات الالكترونية المنقولة بطريقة غير مشروعة الي مصدر دخل لصناعة محلية ناشئة . لا يزال العالم يشهد فشلا ذريعا في ادارة النفايات ، فهناك مأزق اخلاقي حادث الان في هذا الموضوع ، فهذه اخطار مخفية بسبب الفساد و انعدام الضمير و عدم وجود شفافية في مسالة النقل أو التزوير في مستندات و بوليصة الشحن . تظهر حاجة ملحة لتقليل التأثير السلبي للتخلص من النفايات ، يتطب الامر تصاميم تسمح بتحديث المكونات في الاجهزة لتعمر اطول فترة ممكنة و هذا الامر هو مسؤولية الشركات المصنعة لكن ايضا علي المستهلكين دورا في الحفاظ علي اجهزتهم و تصليحها ان امكن ذلك دون رميها و استبدالها بأخري جديدة . ايضا يجب علي المصممين التفكير بجعل المعادن الثمينة في الاجهزة سهلة الاسترداد بعد الانتهاء من استعمال كل الاجهزة ....
حل هذه المعضلات يحتاج لوقفة كبيرة ، وجود اتفاقية ملزمة للجميع بتصنيف النفايات حتي يتم التقيد بعدم افراغها في الدول النامية الفقيرة . المسألة خطيرة و تحتاج لمجهودات جبارة ، المسؤولية مشتركة لتقليل هذه الاخطار ، فالدول الفقيرة هي الاكثر تضررا لذا علي حكوماتها واجب اخلاقي كبير بوجود قوانين صارمة في الموانئ و المطارات حتي تقفل الباب لشبكات الاجرام في ادخال النفايات لدولهم و كذلك منظمات المجتمع المدني عليها دور كبير في التوعية بهذه المخاطر و نشر ثقافة اصحاح البيئة حتي لا يصاب الناس بالامراض نتيجة ركضهم اليومي المتواصل لحرق المخلفات للحصول علي المعادن ، مثال حرق كابلات الكهرباء القديمة للحصول علي النحاس بداخلها .
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
نشاط الطيب همام
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|