المقالات
السياسة
كسلا تنجر للعنصرية‎
كسلا تنجر للعنصرية‎
11-28-2017 04:30 AM

برغم التباين الاثني الكبير وتفشى الجهل والمرض والفقر ظل الشرق مضرب مثل للتعايش السلمي لهذه المكونات دون ان تطفح على السطح آفات العنصرية البغيضة وان كانت هناك بعض الطفرات الشاذة سريعا ما يتم تداركها من قبل عقلاء القوم .

ومجتمع كسلا الثر بتنوعه الاثني هذا لم يكن يوما من الايام مجتمع قبلي متخلف تنخر عظمه النعرات العنصرية بل مجتمع مدني واعي بحقوقه ويحفظ واجباته تجاه الاخر ويتعايش معه باريحية وسلام منقطع النظير .

ولكن يبدو ان لعنة دارفور هبت على هذا المجتمع مع مقدم السيد جماع فالرجل معذور كونة جاء من خلفية غارقة لإذنيها في مستنقع القبيلة . فاختار الرجل دون جميع مكونات المجتمع المدني التعامل مع انسان كسلا على اساسه الاثني البحت فاستدعى في كثير من خطاباته مسمى القبيلة كمكون اختار التعامل دون تحفظ .

وظهر هذا الاستدعاء في الاونة الاخيرة إبان حمى الاستعداد للدورة المدرسية فرأينا القبائل بمسمياتها المختلفة تبادر للتبرع والرجل يطنب في شكرها ويعلى من شأنها بشكل اقر في النفوس ضرورة الاستكانة لهذا المبدأ المقيت . لسنا ضد القبيلة وبدورنا نشكر لها دورها لدعم الدوره المدرسيه . ولكن يبدو ان الاقتراب من هذه المنطقه في حد ذاته مدعاة لتمدد نفس مقيت داخل الصدور يقذف بالناس قرونا للوراء .

كسلا بعمقها التاريخي الضارب في القدم استطاعت ان توجد صيغتها النهائيه لمعرف هويتها وانصهرت فيه بكل اريحية وصار مجتمعها في ملمحه المطلق وطن مصغر يحتمل الكل .

ولكن استدعاء السيد جماع للقبيله بهذا الشكل في خطاباته ترجمه بعض ضعاف النفوس بشكل خاطئ فطفقوا ينشرون الجهاله بين الناس كمطلب تنتهجه وتباركه الدولة لينساق خلفهم كثير من الصبيان و الناغمون الذين لاقت هذه الدعاوى شيئا في نفوسهم .

صبي شاءت اقداره ان تجره لعرصات المجلس التشريعي نصب نفسه متحدثا بأسم قبائل البني عامر . ووجد في المناخ السياسي المتضعضع الذي صنعته الانقاذ ضالته فطفق ينادي باسم البني عامر وهم منه براء بمطالب وان كنت في جوهرها منطقية الا انها دعوة حق اريد بها باطل .

ابتدر الرجل الناس بتسجيل عنصري لدعوة خروج على عدو افتراضي لم يستطع ان يسميه ولكنه غرس بين طيات خطبته تلميحات تتهم بعض مكونات المجتمع الكسلاوي بانها تتعمد تهميش ابنا البجا (عموما) . وطالب ابناء البجا (عموما) الانتفاض في وجه هذا العدو الافتراضي . ويبدوا ان للرجل احن خاصة به حاول ان يقحم فيها (عموم) ابناء البجا الشئ الذي استهجنه ابناء البجا الاشراف قبل غيرهم.

ولان العنصريه في الاساس تحجيم واسع وحجر محجور لايمكن ان يتسع افقها للاخر. انكفأ الصبي على نفسه وخرج علينا مرة اخرى بنداء يخص ابنا ء البني عامر ( قبيلته) فقط في اقصاء واضح لبقية مكونات البجا هذه المرة . يدعوهم للتجمهر امام محلية ريفي كسلا كإبراز عضلات لإخافة معتمدها . ومع اننا غير معنيين بالمعتمد وزمرته نستنكر الاستقواء بالقبيلة لنيل المطالب كأغتيال متعمد لهيئات المجتمع المدني المختلفة .

والان بدأت كرة الثلج في التدحرج .التقط احد المغفلين الرسالة المبطنة للصبي ورد عليه بشكل مباشر وجارح . واساء هذا الرجل لاهم مكون في شرقنا الحبيب ولرموزه وقياداته المعتبرة لدى الجميع . ولجبنه لم يذكر الرجل اسمه او من يمثلهم حتى يتم الرد عليه بصفته الشخصية او الاعتباريه ولكنه ترك الباب مشرعا للتكهنات مما يعني وفي حال رد عليه مغفل آخر. اتساع دائرة السباب والشتم . لتطال اطراف بعيدة عن هذا الصراع العنصري البغيض وهكذا يرد هذا على ذلك والعدو في الاخر وهم يسوقنا لحتفنا الاخير .

سيطال الشك نفوسنا وسيكون الاقصاء انطباعي تتمايز معه سحناتنا وسيعالج كلامنا البسيط وايحاءتنا البريئة في مختبر العنصرية الحاقد .لتكون مخرجاتنا مجتمع فاقد للبوصلة يقصي الاخ اخيه لمجرد لكنته او سحنته .

المسؤوليه الان مسؤولية مجتمعية يجب ان تتضافر فيها كل الجهود . ويجب ان نهب جميعا لدحر هذه الآفة قبل ان تأخذ عافيتنا. ويجب ان لا نغفل الدور الرسمي في هذا الامر وبما ان الصبي ميقظ الفتنة وحاديها ينتمى لقبيله المجلس التشريعي والتي يفترض انها تمثل الطيف السكاني لعموم الولاية نطالبهم باستدعاءه واستجوابه في حقيقة مايجري .

لنطرح هذا التساؤل !! الا يعتبر دعوة الشباب للتجمع امام احدى المؤسسات الحكومية دون مسوغ قانوني ولا اذن مسبق خرقا قانونيا يجب ان يعاقب مرتكبه؟؟!!! . ام ان الحكومه لا تستل سيفها الا في وجه دعاة الحرية والديموقراطية واصحاب الحقوق الحقة. وتترك مثل هؤلاء الرعاع يفعلون مايشاؤون.

للعقلاء من ابناء البني عامر ( ونأسف لاستدعاء القبيلة) ولكن لنعتبرها من باب الوسائل التي فرضها علينا واقع مؤلم . نرجوكم الجلوس مع هذا الصبي فكسلا لا تحتمل .

لاسرته الكريمة ونحن نعرفهم قوم كرام فقد زاملنا بعضهم في الدراسة .. اعرفوا ماذا يريد!!

للسيد آدم جماع نأسف أذ اخذنا النص للتصانيف الجهوية فكل ارضنا هي ارضنا ولكن استدعينا المثال لنبين كيف ستنساق كسلا لمثل ذلك الحتم . ونرجو في قابل الايام ان تقتلع لفظة القبيلة من خطاباتكم الجماهيريه والرسمية على حد سواء وان تسارعوا لايجاد مخرج لهذا الواقع الذي صنعته توجهات حزبكم المأفون فكسلا لازالت تتوسم فيكم نبض حي.

حيدر الشيخ هلال
[email protected]





تعليقات 5 | إهداء 0 | زيارات 4980

خدمات المحتوى


التعليقات
#1714733 [ودكسلا]
0.00/5 (0 صوت)

11-28-2017 09:53 PM
هذا الصبي نعرفه جيدا يريد ان يركب علي ظهر قضايا الناس العادله وهو لايمثل الا نفسه وهو من اسره متملقه لهذا النظام فوالده ادريس اكد يتقلب في المناصب من وزير الي وزير واخوه خالد كان مع الدبابين والان منسق الشرطه الشعبيه بالولايه واخته سميه كانت وزيره دوله بالصحه والان وزيرة دولة بالتعاون الدولي استره تجيد التملق -وهذا الصبي عينه ابراهيم محمود حامد بالمجلس التشريعي ولايه كسلا ليجعل ثقل لقبيلة البني عامر في المجلس وهو لايمثل البني عامر هنالك الاف من هذه القبيله المتعلمين والشرفاء


ردود على ودكسلا
[عبدالله همرور] 11-29-2017 09:46 PM
احي الكريم ما في داعي للاساءه لاي اسرة بالصورة دي الناس تعيش في احترام متبادل في كل الاحوال الاسرة دي منها زكيل عزيز المقدم محمد زميل دراسه وشاب خلوق وكما يبدو لي والله اعلم كاتب المقال حيدر الشيخ درس معانا في نفس الغصل تحياتي للجميع


#1714602 [سيد احمد]
0.00/5 (0 صوت)

11-28-2017 01:49 PM
شئ موسف ان يصل الحال الي هذه المراحل


#1714587 [ابوشوتال]
0.00/5 (0 صوت)

11-28-2017 01:14 PM
تسلم حبيبنا حيدر لا للفتن ولا للقبليه المقيته وفيما الخلاف فكل اهل الشرق يعانون اعني اهل الشرق كل القاطنين فيه من اهل السودان والله لم نشعر بفرق بيننا ونحن من قبائل الشرق فكلهم كرام


#1714582 [musa]
0.00/5 (0 صوت)

11-28-2017 12:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مقال راقي وعميق يستحق القراءة و التأمل.


#1714481 [kaar]
0.00/5 (0 صوت)

11-28-2017 08:37 AM
انتشار هذا الخبل واقصد القبلية بهذه البشاعه يرجع فى الاساس للنخبة،التى تسقل هذه العاطفه السطحية لمارب شخصيه ومركبات نقص نفسيه.


حيدر الشيخ هلال
حيدر الشيخ هلال

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة