انطلقت الدعاية الحكومية حول انخفاض نسبة الفقر الي 36% ..بعد ان كانت 46.5%حسب الزعم الرسمي.
وبالحساب البسيط فان 4ملايين شخص لم يعودوا فقراء وتحسنت اوضاعهم خلال العامين الماضيين.
ولم يقل لنا احد من طاقم هذا النظام الفاسد ..كيف انخفض الفقر هكذا فجاة ..برغم الارتفاع المتواصل في الاسعار والتدهور المستمر في قيمة الجنيه !!
ومن الحقائق التي ندركها من التقارير الرسمية ايضا ان متوسط التضخم في العامين الماضيين بلغ 30%..ومعناها ان الدخول تناقصت بنفس النسبة..وان العشرات من المرافق العامة صفيت وتم تشريد العاملين بها..فكيف ينقص الفقراء ولا يزيدون وفق هذه المعطيات؟؟
وتري بالعين المجردة جيوش المتسولين في المدن ..وهم تحت خط الفقر ..والذين هم بلا مهنة وهم العطالى ..والذين يحصلون على ما يقيم أودهم فقط من مهن شاقة ..مثل بيع الاطعمة والشاي ..وحمل الامتعة على درداقة ..وناس الاورنيش ..والجرسونات ..والعمال ..والكماسرة ..وغيرهم ..كل هؤلاء هم فقراء لا بالمقياس الدولي فحسب ..بل بمقياس المتطلبات الانسانية في حدها الادني والتي لا تتوفر لهم .
وهذه الفئات في ازدياد ومعناها ان الفقر يزداد ولا ينقص ..لكن لماذا يخفي النظام هذه الحقائق الساطعة ؟ الاجابة نعرفها في سياق المحاولات المستمرة لاقناع البنك الدولي لاعفائه من الديون ..وهذه المسالة مرتبطة باستراتيجية واضحة لمكافحة الفقر ..ومن اجل هذا تقال الاكاذيب عن نسب الفقر .
والاعفاء من الديون يسمح للطغمة الفاسدة ان تحصل على المزيد من القروض ..ومعناها استمرار النهب والسرقة .
والبنك الدولي مهتم بحكاية الفقر لانه يعرف ان سياسات وشروط صندوق النقد تورث الفقر ..وان المعاناة والضائقة المعيشية من محفزات التظاهر والاحتجاج ..وتخشى الامبريالية العالمية ثورات الشعوب ضدها ..لهذا يخترعون برامج التمويل الاصغر ..وما يسمى بالطالب المنتج والصحفي المنتج ..لاجل تخدير الفقراء باحلام الثراء الموعود ..
والهدف النهائي توسيع قاعدة العمل الخاص والمأجور ومسح القطاع العام في البلاد الفقيرة مثل مايحدث عندنا .
وبالعودة لموضوع ال4مليون فقير الذين غادروا عالم الفقر بحسب التقارير المضروبة ..فربما سيقوا الي عاصفة الحزم وشطبوا من السجلات ..او هربوا الي تشاد بعد غزوة مستريحة ..او طاروا في وفد رئاسي الي موسكو ثم طلبوا اللجوء السياسي هنالك ..او ربما تسللوا ليلا الي حلايب وحصلوا على الجنسية المصرية
او صاروا عمالا لدي شركة تنفذ الاعمال الهندسية للقاعدة الروسية في بورتسودان ..
وفي الحقيقة فان كل سياسات الحكومة تزيد من حدة الفقر ..فالدواء صار عزيز المنال بعد ارتفاع سعره..واللحمة في مائدة الفقراء صارت من الماضي ..والرغيف يشتريه الناس بشق الانفس..وكذا الزيت والبصل ..اذن المرتبات والدخول تتقهقر للوراء في المعركة مع الاسعار ..والرابحون هم السماسرة وبتاعين العمولات والجوكية من سدنة النظام .
للتذكير فان الارقام الموثوقة تشير الي ان 95%من السكان هم الفقراء ..الغاضبون اليوم على نظام الانقاذ الفاسد ..الثائرون غدا ..في الشوارع ..من اجل سودان افضل ..بلا حروب ..ولا جنجويد في نواحي التبوب ..ويا بلدي يا حبوب ..يابو جلابية وتوب . [email protected]
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.