المقالات
السياسة
النظام وصالح..هل يقنع الدكتاتور بالهبوط الناعم ؟
النظام وصالح..هل يقنع الدكتاتور بالهبوط الناعم ؟
12-05-2017 11:04 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
النظام وصالح..هل يقنع الدكتاتور بالهبوط الناعم ؟
أكثر من عامل ، يجعلنا مهتمين بما حدث في اليمن . أهمها بالقطع ، وجود قوات سودانية مقاتلة على الأرض . القتال الذي للأسف ، أدخل القوات السودانية في تصنيف المرتزقة وفقاً لتصنيف الحوثيين. وهو وصف اياً كان موقفنا منه، لم توصف به قوات سودانية مستظلة بالمظلة الحكومية الرسمية.أما الجانب الآخر وهو ما سأركز عليه، فهو طريقة تعامل الرئيس القتيل مع الثورة الشعبية عند مرور هوجة الربيع العربي بصنعاء.
فعندما كانت أيام الجمعة هي المواقيت التي تزداد فيها الاحتجاجات زخماً ، وتسمى كل جمعة بشعار معين.كان تعامل نظام صالح، هو الأقسى بكل المقاييس.وقد صدمتنا وقائع القتل للمتظاهرين وبشاعة الصور.حتى تنازل عن السلطة بتدخل إقليمي . وكان هذا هبوطاً ناعماً . لكن اتضح لاحقاً أنه كان مؤقتاً .حيث فرض نفسه مرة أخرى في المعادلة اليمنية، ببراعته في اللعب على التناقضات القبلية وإدارة التحالفات معها من جهة، وامتلاكه قوة أساسية تمثل في قوات مسلحة موالية أسسها عندما كان في سدة الحكم من جهة أخرى . اهمها الحرس الجمهوري.
ما يجعل ما سبق جديراً بالتناول والاعتبار به. هو البحث عن المشتركات بين الحالتين السودانية واليمنية، في التعامل مع الثورة ضد النظام وسلوك النظام تجاهها. فقد تطابق تعامل النظام بالكامل ضد الثوار مع تعامل نظام صالح إبان هبة سبتمبر المجيدة. حيث لم تعادل بشاعة صور القتلى في الثورة اليمنية، إلا صور شهداء سبتمبر.حيث لا ترمش عين
اي نظام دكتاتوري أمام مشاهد دماء الأبرياء العزل في سبيل التمسك بالحكم.
المشترك الآخر هنا وجود قوات خاصة للنظام.ففي كل مرحلة من مراحله ، كان النظام لا يركن فقط إلى تصفية القوت المسلحة وإفراغها من المعارضين. بل تكون هنالك قوات موازية. حيث كانت المرحلة الأولى مرحلة الدفاع الشعبي عند سيطرة الأيدولوجيا. وعند تفكك العرى والأواصر بين الحاكمين والكيان الذي أتى بهم ، كانت القوات البديلة جاهزة والتي وللمفارقة ، أعتمدت على ميليشيات قبلية عمل لاحقاً على إضفاء صفة القومية عليها.ولكنها صارت في سبيل دعم موقف رأس النظام، متنكرة حتى لنواة تكوينها الأولى وتأكل أول آبائها في ظاهرة تخص النظام.
على ضوء المعطيات السابقة.يتضح أن مصطلح الهبوط الناعم ، لم يعد مصطلحاً يخلص السودان من هذا الداء العضال الذي ينهش في جسده .فهذه عملة لا يمكن صرفها لدى النظم الديكتاتورية ورؤسائها كما اتضح من الحالة اليمنية . ما قد يفسر تصفية صالح من الزاوية الاستراتيجية من غرمائه. ووجود دولة عميقة وقوات خارج القوات المسلحة ، يجعل حتى محاولة إزاحة النظام عبر صندوق الانتخابات ، تفكيراً عقيماً. خاصة واننا قد اتحنا للأسف، المجال لصندوق الذخيرة ،بضعف أو إضعاف أو عدم استغلال قوانا المدنية من جهة ، ومجاراة النظام في لعبة السلاح من جهة أخرى.
نخلص من كل ذلك ألى عدم الرهان على أي شكل من أشكال الهبوط الناعم .مع عدم الانجرار إلى مربع السلاح. فالمعادلات الإقليمية قد جعلت السلاح ، حصراً على النظام. ما يجعل الوسائل السلمية فقط ، مع الإصرار الإزالة الكاملة للنظام ودولته العميقة هي الخط الاستراتيجي الذي يجب التعامل وفقه.
[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 2559

خدمات المحتوى


التعليقات
#1716470 [والله المستعان]
1.90/5 (9 صوت)

12-05-2017 11:39 AM
المشكلة ان هبة سبتمبر المجيدة عام 2013م كانت هبة مطلبية ولها ما يبررها ولم تكن تابعة للربيع العربي وانما بسبب زيادة اسعار السلع والبنزين والغاز ولكن المؤسف ان الكيزان تعاملوا معها بجلافة وعنف مفرط لم يسبق له مثيل.. حسبي الله ونعم الوكيل عليهم ..

اما البشير فلا يوجد لهم هبوط ناعم فهو ان هبط فسوف تتلقه الجنائية وهذه محكمة لها قرارها وحيثياتها..ولن ينفعه الفرار ان فر إلا ان يقف امامها طائعا غير مختار

وكيف يهبط البشير ناعما وهو يحمل على كتفه مئات الالوف من الدماء فإن خرج من دنيانا فسوف يلاقي الله سبحانه وتعالى وسيوفيه حسابه والله سريع الحساب...

لا يوجد شئ اسمه هبوط ناعم طالما ان الله ناصر المظلومين وهو ومعهم اقرب الي الناس من حبل الوريد ؟؟

هذا لا ينطبق على البشير وحده بل على كل الظالمين التمكينيين الذين خدعوا الناس وسرقوا ونهبوهم باسم الدين امثال على عثمان ونافع وقطبي وامين حسن عمر وعبدالرحمن الخضر وكل اعضاء البرلمان الذين يزينون للحكومة باطلها ويساعدونها على الظلم والعدوان .. بل وكل الذين تبؤأ مناصب مهمة لهذه الحكومة الظالمة وتم تعيينهم من قبل الرئيس او زبانية الرئيس

نسال الله الجبار المنتقم ان يرينا فيه عجائب قدرته وانا مطمئن غاية الاطمئنان ان الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد وان افلتوا من ساعة من الزمن.


معمر حسن محمد نور
معمر حسن محمد نور

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة