مع صلاح شعيب ـ الإنقلاب العسكري.... بين التوقع والإستبعاد
12-06-2017 11:01 AM
الزميل الصديق الكاتب المعروف صلاح شعيب في تحليله لمآلات النظام السوداني ودعونا نحاور الزميل صلاح فيما ذهب
عدد من المحللين، وخبراء السياسة، أجمعوا على أربعة، أو خمس سيناريوهات تتعلق بمستقبل مسار النظام السوداني الاستبدادي، مما يبدو ضمن هذه السيناريوهات أن طريق التوافق السلمي الوطني يتعقد يوما إثر يوم، مثلما أن الثورة الشعبية المماثلة لثورتي أكتوبر وأبريل ما تزال بحاجة إلى جهد مخطط، وحراك لم ينضج بعد، اما إقتحام الحركات المسلحة الخرطوم فما يزال محل شك على ضوء تراجع قوتها بسبب انتصارات مليشيا حميدتي، وفرضية وقوع الانقلاب العسكري سواء المدعوم من ضباط إسلاميين ناقمين على الوضع، أو قوى أخرى أيضا، تبقى محل جدل، أما فرضية حدوث "الفوضى الخلاقة" التي يتوقعها آخرون بحسب أنها تعني دخول البلاد في حالة من الصوملة فهي أيضا رهينة المستقبل
ومهما كانت هناك سيناريوهات أخرى قد تضاف، فالمؤكد أنه لا يوجد أدنى شك في أن هناك سيناريو ما ربما يفاجئ سدنة النظام، والسودانيين يوما، فحال النظام إجمالا يكشف الآن عن تخبط في الحكم بصورة عميقة أكثر من ذي قبل. فمؤسساته فشلت في تحقيق الاستقرار السياسي، والأمني، والاقتصادي، والاجتماعي، وخلق إجماع وطني،
نتفق مع شعيب فيما سبق حول سيناريو بعيدا عما عرضه تفصيلا لعدة أسباب أهمها ان الاسلاميين وجدوا في البشير ضالتهم، كواجهة للسلطة و(شيال وش القباحة) بينما السلطة الحقيقية تتمترس خلف كواليس العرض تدير اللعبة وفق مصالحها الخاصة في وقت تستعدي فيه الواجهة الشعب وتستفزه ايما إستزاز، اما فرضية الفوضى الخلاقة فلعل الاخ صلاح شعيب في مهجره البعيد قد تشابه عليه المشهد وهو اقرب ان لم نقل أسوأ من الصوملة كمصطلح تجاوز زمانه ليحل محله ـ (السودنة) كحالة ماثلة في زمان القوم البئيس هذا... البلاد تمر بأسوأ ايامها وليس كما الصومال فهي على الاقل ترمي شباكها بعرض البحر فتصبد سفنا تساوم اهلها بفدية مقابل اطلاق سراحها برهائنها وحمولتها بل وتفرض شروطا على الغرب عكس السودان فلا يملك ما يصيد وتتنزل عليه الشروط والاستراطات والمسارات، فبربك اخي أيهما راعٍ وزارع للإرهاب؟ غير ان (من يهن يسهل الهوان عليه ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ)
يقول صلاح :فالأحزاب التقليدية انتهت - بناء على أسباب موضوعية - إلى جهات أشبه بالمراكز الثقافية، أو الفكرية، إنها تصدر بيانات، وتعقد ندوات، وورش عمل، ومؤتمرات صحفية، وتعقد تضامنات هنا وهناك مع جهات متظلمة، ولكنها لا تفعل أكثر من ذلك. بل إن طبيعة الاستبداد المتعاظمة في البلاد تحاصر حيويتها، وفوق كل هذا استقطب النظام عددا من كوادرها، وشتت شملها، فضلا عن هجرة خيرة كوادرها
على ضوء الإرهاق الذي أصاب النظام، ومعارضته، وعدم تبلور قدرات الكتلة التاريخية لقواعد المواطنين فإن هناك كثيرا من الكتابات لامست في الفترة الماضية فرضية وقوع الانقلاب العسكري على البشير آن عاجلا أم آجلا ذلك بحسب أن الأوضاع تتدهور كل يوم في كل المجالات، وأن البلاد تعيش في ما يشبه الانهيار الاقتصادي، والحال هكذا تضرب سياستها الخارجية خبط عشواء، تارة ذات الشرق، وذات الغرب تارة أخرى، ضِف أن قمة الاهتمام الجمعي للسودانيين الآن تتمثل في البحث عن أي نوع من الخلاص من نظام فعل ما فعل بهم،
عزيزي شعيب للتغيير شروط وظروف وقد اتفق معك حول التغيير الداخلي غض النظر عن الشكل إنقلابا ام تصفية وما شابه وهذا التغيير رهين الشعور بخطر يتهدد القوم من قيادته الحالية مثال توجهات البشير المتخبطة في العلاقات الخارجية ان تقاطع مع مصالح القوم ولا اقول البلاد وقتها فقط يأتي بديل بذات مواصفات الواجهة السابقة وفي هذه الحالة لا يكون تغييرا بل هو ـ (كأننا والما حولنا قوم جلوس حولهم ماء)
برغم أن هناك من يرى أن كل السيناريوهات المتعلقة بمستقبل النظام ما تزال واردة الحدوث فإن هناك الكثيرين الذين استطلعت رأيهم يستبعدون الانقلاب العسكري على ضوء سياسة التمكين التي بذلها الإخوان المسلمون. إذ بدأت الحركة الإسلامية في إدخال كوادرها في الكلية الحربية منذ العام الثاني للإنقاذ وهذا يعني أنها أقامت مصفاة لكل المتقدمين لنيل الشرف العسكري، وعليه استبعد الإسلاميون بعضا من اشتموا فيهم رائحة أيديولوجية. وبالتالي فإن هناك خبراء عسكريين يستبعدون قيام انقلاب بذيول وطنية مستقلة، أو أيديولوجية يسارية، ويرجحون أن هذا النوع من الانقلاب انتهى بنهاية تسييس القوات المسلحة، والتي أصبحت أداة من أدوات حكم الاخوان المسلمين، ولكن لا يستبعد بعض هؤلاء الخبراء أن تكون هناك محاولات لشباب إسلاميين للمغامرة، ومن ثم الإطاحة بنظام البشير بدعوى أنه فشل في تحقيق نظام إسلامي حقيقي كما قد يظنون.
المقال يستحق قراة متأنية لما يتمتع به الاخ صلاح شعيب من منطق تحليلي
وقراءة واسعة للمشهدين المحلي والعالمي.
ونواصل ان شاء الله
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
مجدي عبد اللطيف
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|