المقالات
السياسة
السيولة العربية هي.. من نقلت السفارة!
السيولة العربية هي.. من نقلت السفارة!
12-09-2017 11:38 AM

أمس الأول نشرت صحيفة ميدل إيست مقالا خطيرا للكاتب البريطاني ذائع الصيت ديفيد هيرست قال فيه إنه.. لولا صبية الخليج العابثون لما اقترب ترامب من القدس.. وشرح هيرست.. (إن الدعم الغريب والطارئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي دفعه لاتخاذ قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لم يأت من نتنياهو والمتدينين اليهود بل جاء من طرف عرب الخليج الذين توجد بصماتهم في كل انقلاب يجري بالمنطقة.).. وغني عن القول إن عبارة عرب الخليج التي استخدمها هيرست إنما يعني بها الأنظمة الحاكمة في منطقة الخليج العربي.. ولكنا نستعيرها هنا معدلة فنسقط كلمة الخليج.. ثم نعرف كلمة عرب لتصبح العرب.. والكلمة في فهمنا تشمل الحكام والمحكومين على حد سواء.. ورغم أن هيرست قد مضى قدما في استعراض مسؤولية عرب الخليج في قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نقل سفارة بلاده إلى القدس.. إلا أننا نكتفي من مقاله بهذا القدر لقناعتنا بأن الأزمة العربية صناعة عربية.. وأن النظام الرسمي العربي هو أس الأزمة.. وأصل الداء والبلاء.. وأن الشعوب العربية هي الأخرى لا تقل مسؤوليتها عن مسؤولية أنظمتها.. فالشعوب هي المسؤولة عن بقاء هذه الأنظمة.. وعن استمرار هذا الخنوع العربي..!
نهاية الأسبوع المنصرم كانت فضائية سودانية 24 وعبر مذيعها اللامع التجاني خضر تناقشني حول القرار الأمريكي أعلاه.. وأثره على المشهد العربي.. ومآلات القرار نفسه.. ورد الفعل العربي.. وقد كان رأيي أن النظام الرسمي العربي لن يفعل شيئا.. ولا يرجى منه شيء.. قلت.. لن نسمع مثلا أن نظاما عربيا سيعلن عن قطع علاقاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.. ولا حتى تخفيضا للتمثيل الدبلوماسي.. وبالضرورة لن نسمع أن دولة عربية ستطرد السفير الأمريكي من عاصمتها.. قلت للأستاذ التجاني كذلك.. صحيح أننا سنشهد حراكا للشعوب العربية.. وتظاهرات تعبر عن احتجاجات.. ربما في كل العواصم.. أضفت كذلك أن أسوأ ما يمكن أن نتوقعه.. وقد يراه البعض.. أفضل ما يمكن توقعه.. هو ظهور موجة جديدة من العنف في المنطقة.. احتجاجا على القرار الأمريكي.. وربما يكون هذا العنف بحجم القرار نفسه.. وقد يكون الأعنف.. وقد يضرب في كل الاتجاهات.. بدءا من تل أبيب ومرورا بكل عواصم الخنوع.. وانتهاء بواشنطن نفسها ..!
كان واحد من الأسئلة المحورية التي طرحها تجاني حول توقيت صدور القرار.. كان من رأيي أن السبب الأول هو ان الوضع العربي يشهد حالة من السيولة لم يشهدها من قبل.. وحالة من التفكك والتوهان.. وغياب البوصلة.. وأن هذه الحالة تجعل المنطقة العربية كلها مهيأة لأي إعادة ترسيم.. فليست من قوة منظمة مستعدة لمواجهة أي موقف ضد المنطقة.. هذا واحد من أسباب تشجيع الرئيس الأمريكي على الأقدام على هذه الخطوة.. وهذا مصدر اختلافنا مع الكاتب البريطاني القريب من مخابراتها هيرست.. وهو أن الأزمة ليست خليجية.. بل عربية شاملة ..!
أما السبب الثاني فهو أن الرئيس الأمريكي هو الآخر.. وللمفارقة.. لا يقل موقفه ضعفا وهشاشة عن الحالة العربية.. جراء الأزمات الداخلية التي يواجهها.. وهو يبحث عن دعم قوي.. وحليف استراتيجي من داخل مكونات الولايات المتحدة.. يحسم له الصراع.. ففكر الرجل في خطوة واحدة تنهي كل شيء.. فلم يجد أمامه غير الاستثمار في السيولة العربية.. ويعترف نهائيا بالقدس عاصمة لإسرائيل.. ليكسب نهائيا كذلك.. كل اللوبي اليهودي والصهيوني والإسرائيلي لصفه.. وقد فعل ..!
اليوم التالى





تعليقات 5 | إهداء 0 | زيارات 4434

خدمات المحتوى


التعليقات
#1718730 [سيف الدين خواجه]
0.00/5 (0 صوت)

12-12-2017 11:19 AM
يا استاذ محمد هيرست لم تغب عنه الحاله العربية عموما وانما ذكر عرب الخليج لاهمية هذه الدول لامريكا وللعرب اما بقية العرب هم لا في العير ولا النفير ولو لا عرب الخليج لما رفعت امريكا العقوبات التي فرضتها علينا جعلية الانقاذ للاسف الشديد لان السياسة رجالة وقوة حنك وعند الحالقه ذاب كل شئ فهيريت يعني بعرب الخليج ما يعني من الاهمية بمكان اضف الي ان ترمب منذ فترة يسوق لصفقة القرن مع نسيان القدس وهذا تعلمه علي الاقل اربعه دول عربية لا تغيب عن فطنتك ووافقت تاكيدا للسيولة العربية التي ختمها صبية الخليج الذين تامروا علي بعضهم ونهضوا اتجاه اسرائيل اكثر اتجاه بعضهم !!!


#1718322 [FATASHA]
3.00/5 (4 صوت)

12-11-2017 09:11 AM
ولا تنسى الدور الذي يقوم به مرتزقة وعبيد العرب لقتل الشعب اليمني
حتى لا يقع تحت تأثير دولة ايران التي يكرهها اليهود ويهددون بمهاجمة
منشآتها النووية.


#1717857 [BEWILDERED]
1.85/5 (10 صوت)

12-10-2017 04:48 AM
اجتمعت الدول الاسلامية -نعم الاسلامية- بترامب في ارض الحرمين بخشوع مدهش و هي تعلم وعد ترمب بالاعتراف بيهودية القدس و نقل سفارة بلده اليها حال فوزه. من جانبي كنت اظن- إثما - ان قبول الدعوة سيكون مشروطا بالعدول عن ذلك الوعد او عن القدس الشرقية كاضعف الايمان. لكنا بعنا القضية باغرب بيعة على الاطلاق و بعنا له القدس و الاسلام ، و بدلا من ان نقبض ثمنا لبضاعتنا دفعنا للمشتري ما يقارب ترليون دولار من اموال الشعوب المسلمة بذريعة حمايتنا من " اخواننا " المسلمين الغلابا مثلنا. ءآلآن نسكب الدمع على اهراقنا اللبن!!!!!


#1717685 [الحقيقة]
1.85/5 (14 صوت)

12-09-2017 12:18 PM
صحيح أن السيولة العربية هى الدافع الأساسى لقرار ترامب بإعتراف القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ولكن من المعلوم أيضا أن القوى الأوروبية أيضا تخطط لنيل نصيبها من هذه الكعكة المسيولةولعل صفقات الأسلحة المليارية التى تبرمها فرنسا وبريطانيا وحتى السويد وألمانيا تقف دليلا على ذلك طالما صار الوطن العربى نهبا مفتوحا وبرضاء تام من حكامها بهدف الحفاظ على عروشهم أو حتى الحصول على غذاءهم بعد سقوط دولها فى مستنقعات الفقر والفساد.

كما إنه من المعروف أيضا أن ترامب يكن كراهية بائنة ضد الأسلام والمسلمين ففى أثناء حملته الإنتخابية إتهم المسلمين بأنهم قتلوا المسيح عليه السلام بالرغم من أن الإسلام نزل بعد حوالى ستة قرون من عهد المسيح ثم دخل فى مشاكسة عنيفة مع والدي مسلم فى الجيش الأمريكى قضى نحبه فى ساحة الحرب أثار الرأى العالمى وإستمر فى سياسة الكراهية ليحظر دخول مواطنى عدد من الدول الإسلامية1غلى أمريكا وفى أثناء ذلك نجح فى إمتصاص أموال ترليونية لبعض الدول الخليجية متراكمة فى بوك أمريكا وبكل حمرة عين ووعود بحمايتهم من إيران وحزب الله،، وعلى العموم فإن العرب ظلوا يعيشون حالة السيولة منذ قرون فبينما يتقدم العالم فى مجالات العلوم والصناعة وغزو الفضاء ما يزال العرب يتقاتلون فيما بينهم وبغباء وليس من المتخيل أنهم سينهضوا مرة ثانية خاصة وأن الخطة القادمة ستتمثل فى إعادة تقسيم هذه الدول الكرتونية القائمة وإنشاء شرق أوسطى جديد تكون إسرائيل هى سيدها وحارسها من خلال شيطنة إيران كعدو متوهم لتنفيذ السياريوهات المرسومة تحت غطائها.

متى يعلنون وفاة العرب (نزار قبانى)،، فى الحقيقة لفد توفوا وشبعوا موتا وما لضرب ميت إيلام.


محمد لطيف
محمد لطيف

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة