قسمت دراسات علم الأديان،الأديان لثلاثة وهي الأحادية التي تؤمن بوجود إله واحد وبعلم الساعة،متعددة الألهه مثل الهندوسية،وأديان لا تؤمن بأي إله مثل البوذية!فالأحادية هي الأكثر إنتشارا من بين الثلاث،وهي تشترك بجانب الإله الواحد،في وجود الأنبياء،كتب مقدسة،والإيمان بالدار الأخرة، الجنة والنار،ومن أمثلتها اليهودية،المسيحية والإسلام. فجاء النبي موسي عليه السلام بكتابه المقدس التوراة لبني إسرائيل،وقاوم فرعون وجنده ثم هاجر مع قومه الي الأرض الموعودة {بيت المقدس} بعدما عبروا البحر الاحمر من مصر،فمكثوا هنالك يتعبدون وينشرون دينهم الي أن جاءت الرسالة الثانية بالإنجيل علي يدي النبي عيسي إبن مريم مكملا للرسالة الأولي،فظل يدعوا للمسيحية السمحاء وينشر رسالتة المقدسة بين الناس،ورغم مقاومة القوم الأوائل له وإشعال الحرب علية إلا أنه تمكن من الإنتصار بدليل أن دينه هو الأكثر إنتشار من بين الأديان حتي الأن.ثم مضي أعوام كثيرة الي أن جاءت الرسالة الأخيرة الإسلام علي يدي النبي محمد {ص}بكتاب القرأن الكريم،مكملاً لما سبقه من الأديان عبر تسلسل منظم من الإله الواحد،فتحالف قومه مع أقوام أخري وحاربوه بشده!فأمر أصحابه بالهجرة للحبشة وقال لهم فيها ملك عادل لا يُظلم عنده أحدا،وكان الملك يُدين بمسيحية عيسي عليه السلام وعندما تلي له أصحاب محمد أيات من القرأن،تأكد أنه مطابق في مضمونه للرسالة الأولي والثانية،فمنحهم حق الحياة الكريمة في أرضه وعاشوا فيها بسلام.
وفي صدر الإسلام كان المسلمون يصلون نحو المسجد الأقصي لأنه قبلة من سبقهم من الأنبياء،الي أن جاء التوجيه للنبي بأن يولي وجهه شطر المسجد الحرام،وعُظمت قيمة الصلاة فيه لأعلي درجة من دون سائر المعابد،بالإضافة الي الحج والعمرة وأصبح بيت المسلمين الأول وقبلتهم الأوحد.
إذن الحقائق التاريخية تؤكد أن صلاح الدين الأيوبي إفتتح القدس،وتم ضمه لدولة الخلافة الإسلاميه وقتها كبقية الأراضي التي غزوها العرب سوي كانت مصر،السودان،تونس،الجزائر، الأندلس أو المغرب الأفريقي الذي نسبوه إليهم وأطلاقوا عليه المغرب العربي جزافا.فبعيدا عن أسباب الغزو أو الفتوحات التي عرفها العالم منذ التاريخ حتي العصر الحديث،نجد أن هنالك مقدسات دينية موجودة في كل أرض قبل أن يغزوها الغازي،وليس من حق الغزاة مصادرة المقدسات بأي شكل من الأشكال،سوي كانت بالقوانين،الأعراف الإنسانية وحتي بالأديان السماوية!فجلها تُحرم مصادرة دين لدين أخر أو حتي التضيق عليه في ممارسة الطقوس وشعائر التعبد.فالصفة السائدة في الأديان هي السلام والتعايش السلمي بين الناس،وكل الأنبياء والرسل الكرام أجمعوا علي ذلك ما عدا الجهلاء المغيبون.لأن العرب عندما غزوا السودان وجدوا فيها ممالك مسيحية رأسخة ولكن شحناتهم النفسية وطاقاتهم العدوانية تجاه الأخرين،جعلتهم يهدمون المقدسات وظلت تلك الصفة مستمرة حتي اليوم،ويتضح جليا في سلوك الحكومة السودانية في هدم الكنائس بالإضافة الي روح التأييد العالية من أئمة السلطان الضلاليين وأتباعهم السفله.
الجدير بالذكر أن إسرائيل دولة محترمة ذات سيادة،أي تتوفر فيها كل أركان الدولة الثلاثة وهي الأرض،الشعب ونظام حكم ديمقراطي بالإضافة الي سيادة حكم القانون الذي يساوي بين الحاكم والمحكوم،وفي ذلك تضع الإنسان أولا ونموذج فداء الجندي جلعاط شاليط بأكثر من الف من المعتقلين الفلسطينيين كانت رسالة سامية في القيم الإنسانية التي لايعرفها الإستبدادين والطغاة وشعوبهم التبعيين المتربصين خلف أقنعة الظلام.كما إنها دولة متقدمة علميا وتكنولوجيا ولديها الألاف من البحوث العلمية في مختلف المجالات،ولها مكانتها الريادية والقيادية علي الصعيدين الإقليمي والعالمي،لذا صوت إسرائيل يعلو فوق صوت الدول العربية والإسلامية جمعاء،رغم حجيجهم وصراخهم المستمر في القمم المنفوخه باللأت الثلاثة المعروفة!ومهما فعلوا لن يصلوا الي مصاف إسرائيل طالما حكوماتهم ظلت ملكية ودكتاتورية،وشعوبهم مغيبين في نومهم العميق ولا يتجاوز إهتماماتهم الأكل ،الشرب،الجنس والتطبيل.
كل المتابعبين لحركة الدولة المتطورة يرون أن إسرائيل أصبحت دولة جاذبة بما تملك وتفعل!لذا هرول إليها الكثير من الشعوب والدول العربية وخلقوا علاقات دبلوماسية معها،فاقامت الأردن،الأمارت،ومصر سفارات لها مثل بقية البلدان وهذه الجاذبية شجعت الكثيرين وهم أيضا مازالوا يهرولون أملين بالوصول!وعلي رأسهم السعودية،الكويت والسودان الذي أطلقها علنا علي لسان وزير الإستثمار مبارك الفاضل محاولا إفهام من لا يفهمون،فكان الأمر طبيعا للعقلاء لأن العلاقات تُبني علي المصالح بين الدول سوي كانت إمريكا،روسيا أو تشاد وعن شخصي أري أن رأي الحكومة كان صائبا في هذا الإتجاه،فليس من مصلحتها معاداة الدول المتقدمة إعتباطا!عن طريق التمترس وراء الخزعبلات ورفع شعارات جهادية لا تؤمن بها،بالإضافة الي تركها القضايا الداخلية الشائكة والتزحلق خلف ركام الأعراب اهل المصلحة أولا لا يفيدها بشيء!فلا يوجد مقارنة بين إسرائيل التي تُفدي جندي بألف معتقل وحكومة سودانية تهلك المئات من جندوها في حرب اليمن مقابل حُفنه من الريالات السعودية الموعودة!وليس من الحكمة أيضا ترك حلايب وشلاتين يغتصبها المصريين عنوةً وإقداراً!والتحالف معهم في عاصفة الحزم ضد اليمن لتحريرها!فهل يُعقل أن توافق إمريكا وروسيا حلفاء إسرائيل علي التطبيع مع الحكومة السودانية ما لم تطبع مع إسرائيل وتوقف حربها وتعلن إحترامها رسميا عن طريق وزير دولة علي لسان الرئيس!قد يُفسر البعض المضللين تلك هي أهواء الوزير الشخصية،فإن كانت كذلك لماذا لم يقيله الرئيس ويتم محاسبته لأنه عميل للصهاينة العملاء!
لست أدري لماذا يخرجون من المساجد ويهرولون في شوارع الخرطوم يهتفون ضد ترامب وغيره!طالما ترامب هو صديق مفضل ومدلل مع أصدقائه للحكومة السودانية والسعودية!أوليس من باب أولي أن تتجمعوا أيها الحشود المتدينيين وتنظموا صفوفكم لنصرة أرضكم وأهلكم الذين يستغيثون بكم في حلايب وشلاتين من جور الفراعنة المصريين!أوليس إستراد أرض الفشقه من الأحباش ضرورة ملحه!ألا تدرون أن أطفال النيل الأزرق،جبال النوبه،ودارفور لهم حق عليكم في الدعم والمساندة قبل فلسطين!هل تعلمون أن أرواح البشر هي أغلي وأسمي من جميع المقدسات!أوا لم تسمعوا بحكمة الإنسان أولا ثم الأديان!فهل المثل السوداني الجميل الذي يقول:الزاد كان ما كفي ناس البيت يُحرم علي الجيران.مستورد من إسرائيل لذا رفضتموه!أوا لا تعلمون أن القدس تحت سيطرة إسرائيل منذ أربعين عاما وشارون كان يدخل الأقصي!أوليس فيكم رجل رشيد يفهم معني الأرض الموعودة لقوم موسي والمعابد كلها لله،وإن إختلفت الأديان والمؤمنون وسحناتهم وإنتماءاتهم!لماذا يتم إعتقال الأئمه من المساجد عندما يقولون كلمة الحق،{إمام مسجد شمبات بالأمس}ويترك أولئك الذين يتسببون في إزعاج الناس في الشواع بهتافات تنازل عنها أصحابها!
في تقديري الخاص من لم يحترم نفسه،عِرضه،ويفهم دينه جيدا ويدافع عن أي شبر من أرضه بكل مايملك فهو منافق ضلالي نفعي أرزقي ليس إلا!فمن لا يصون عِرضه وأرضه لا يستطيع الدفاع عن اعراض الأخرين ولو هتف ألف عام!وإن كانت السماء تستجيب لنداء الكلاب لأمطرت عظاماً.
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.