المقالات
السياسة
النظام وسياسة الكتم في الداخل..والتنفيس بالخارج
النظام وسياسة الكتم في الداخل..والتنفيس بالخارج
12-11-2017 08:58 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
النظام وسياسة الكتم في الداخل..والتنفيس بالخارج
الملهاة التي تعرض بشاشة (المشروع الحضاري) مثيرة للشفقة أكثر من أي شئ آخر. فما يعرض أشبه بما تناوله برنامج للقصة بقية في قناة الجزيرة وتناولناه بالانتقاد حينها. حين تناول البرنامج أعمال عادل إمام ودريد لحام السياسية ،كونها تمت بتنسيق مع أجهزة المخابرات للتنفيس عن حجم الغيظ الداخلي كما ذهب البرنامج.ولا بأس من التركيز في الغالب على ما هو خارجي.
وها نحن نشهد جانباً من هذه السياسة في يوميات الانقاذ. ففي الوقت الذي يتم فيه اقتياد فتيات تداعين إلى حفل راقص ، بتهمة الزي الفاضح ، لتثبت براءتهن لدى المحكمة ، كأنما يريد النظام العام أن يقول نحن هنا فلا تتجاوز ما وضعناه من حدود. ويعاد تأكيد الأمر في يوم براءتهن باعتقال ناشطة بنفس التهمة.تخرج المسيرات الحاشدة من مساجد الخرطوم لتندد بقرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. فيشعر المواطنون بعاطفتهم الدينية ،بمدي حريتهم في الخروج على الشارع من جهة ، ثم التنفيس عن الكبت الموجود بالانشغال بأمر لا قدرة لهم مطلقاً ولا خطر مرجو من حراكهم لا على النظام ولا على الكيان الصهيوني من باب أولى.
بهذه السياسة ، والتي في الواقع لا تختلف عن كل الأنظمة الشمولية العربية خاصة ، يريد النظام صرفنا عن همومنا الداخلية التي مهما حاولنا نسيانها ، تأتينا في صحونا ومنامنا، كوابيس نعيشها على مدار ساعات اليوم أنمنا أم استيقظنا.أما القدس، فلن يغير فيها سيل الحديث الغوغائي للأسف من جهات تحمل أيديولوجيات وعاشت عمرها تنافح عنها. فما يتحدث به السنوسي ، يقلل مقداره حتى لو كان في طوال عمله السياسي ، بريئاً من أي جرم أو بعيداً عن أي خزي. فما معنى الحديث عن عودة الأيام الأولى للإنقاذ وإعادة اللحمة ، إذا ما كان ما قالوه مراراً وتكراراً عن خطأ ما أتوا به في الإتيان بالنظام وما تم في العشرية الأولى من النظام وهم بعد شركاء فيه ويريدون من الله غفرانه ومن الشعب نسيانه؟ ومن يريد مساعد الرئيس أن يصدق قوله وهو ينادي بتجييش الجيوش لتحرير القدس إلا مسئول الدفاع الشعبي الذي يريد إيهامنا أن مجرد رفع التمام للرئيس يعني جاهزيتهم لتحريرها من براثن المحتل ؟
كفانا هزءاً ولعباً على العقول ..فكون القدس قضية مركزية للعرب والمسلمين، لا يمكن بحال من الأحوال أن يغير ما بنا وأولوياتنا. ورحم الله شعباً عرف قدر نفسه.. وحقيقة وضعه. وأخسأ قوماً يريدون صرف أنظارنا عن لحمنا الحي ، بقص شعورنا وأظفارنا.
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 776

خدمات المحتوى


معمر حسن محمد نور
معمر حسن محمد نور

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة