[ سَايْكولوجِي ]
12-12-2017 12:24 AM
- قرأتُ ; ( الحِكْمة ضَالَّةُ المُؤْمِن., أنَّى وَجَدَها فَهُوَ أَوْلَى بِها., ولا يُضِيرُ مِنْ أيِّ وِعَاءٍ خَرَجَتْ.).. وسَمِعْتُ كثيراً مَنْ يَقُولُها دُونَ أنْ تُتَاحَ لي فُرْصَةُ التَحَقُّق مِنْ هذا الرَأْي في يَوْمِِ مِنْ الأيَّام..وإذْ قَالَها اليَوْمَ خطيب الجُمُعة اسْتَيْقَظَتْ في نفسي ذِكْرى نائِمة مُنْذ زَمَن ليس بالقريب.,فإذا هِيَ تُشْرِق بِضِياءٍ مُفاجِئ.
في يوم عيد.عيد رمضان.أثناء ما أنا ماشي في السوق العربي., جيت عند مدرسة علي عبد اللطيف.وبعدين ورا المدرسة في راكوبة كده ساكنة فيها أسرة من النازحين.دخلْتَ في الراكوبة , وسلَّمْتَ .وقعَدْتَ.في بنْبَر.وفي ناس قاعدين بجاي وجاي.في مواضيعهم الخاصَّة.وفي طِفْلَيْن ,واحد عمره زي أربعة سنوات والتاني تلاتة تقريباً.
الأصغر فيهم قال للكبير; ح نمشي متين ناس خالتي عشان العيد.?.
فردَّ عليهو قال ; بَعَدْ ما ننوم ونَصْحَا.وتاني ننوم ونَصْحَا.يَلّا تاني نمشي ناس خالتي في الحاج يُوسِف.- ( يعني, بعد يومين.).
= هذا الكلام يبدو مُمْتِعاً.إنَّ مَرَدَّ مُتْعَتِنا قائم في اسْتِماعِنا إلى كلام صحيح وشريف.صحيح كُلَّ الصِحَّة.شريف كُلَّ الشَرَف.بخُلُوِّه من أيِّ غَرَض خَبِئ., وبَرَاءَتِه من أيِّ فِكْرة مُبَيَّتة. وهِيَ قَضِيَّة مَوْهِبة وليست نتيجة مُصَادَفَة مُوَفَّقة.
- إنَّ الناس, بِعامَّة, يتحدثون حَديثاً يتفاوت في صحته.وجُملُهُم تتفاوَت في حظِّها من الصواب.وقد يحْدُث لكل إنسان أنْ يعثُر في بعض الأحيان على (النَبْرَة) الصحيحة. فهذا الفَرْد قد يكون ذا قيمة أو لا يكون كذلك.,ويقول فجْأةً ذات يَوْمِ كلمات تُؤَثِّر فينا., وجُمَلاً تُلائِمُه وتَرِنُّ رنيناً كامِلاً.
ذات صباح, كانَ الماحِي المجنون في شارع المؤسسة بالخرطوم بحري يأْكُلُ النفايات من برميل زبالة.وكانت هَيْئتُه رَثَّة.وأسمالُه مُمَزَّقة.حافي القدمين.وكانَ هُناك كَلْبٌ ضَخْمٌ ينْبَحُ عَلَيْه من خَلْف سياج مُقْفَل في احدى العمائر .وفتيات مدارس مَرَرْنَ به فأغْثاهُنَّ أكْلُهُ للزَبْل.احداهُنَّ تقَيَّأتْ لَبَناً مُتخَثِّراً.وأُخْرَى انْتَحَبَت.وأُخْرَيات ينْظُرْنَ إليه ويُغَالِبْنَ اشْمِئْزازَهُن.بعضُهُنَّ أشْفَقْنَ عليه.أو هكذا بَدَا.
انتهى عَمّ الماحِي مِنْ أكْل الزَبْل.لَحسَ أصابِعَه.ومَسَحَ يَدَيْه في مُؤخِّرتِه.ثُمَّ ابْتَعَدَ خَطَوات.أخْرَجَ أشْياءَه, وأخَذَ يَبُول على جِدار العمارة.والكلب الضخْم ينْبَحُ عَلَيْه.
اقْتَرَبْتُ مِنْه ليُبارِكَنِي.فنَظَرَ إلى شَخْصٍ مارٍّ.,وقال ; هَلْ تعتقد أنَّ هذا الشخص سيمُوت سعيداً.?!.ودون أنْ ينتظر إجابتي, قال ; خريطة الشقاء مرسومة على ملامحه.
نفس كلمات الماحِي هذه كُنتُ أحُوم حَوْلها في قرارة نفسي دون أنْ أتوصَّل إلى صياغتها أو كُنتُ أفرض على نفسي صياغة أخرى.ولكن الذي حَدَثَ أنَّهُ أصابَ بِدِقَّة القيمة المُضْمَرَة., التي كُنتُ أبْحَثُ عَنْها بشكل شُعُوري أو لا شُعُورِي.
"شُكْرِي "
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
شكرى عبد القيوم
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|