المقالات
السياسة
لن يعود القدس حتى يقول يا عقل اين انت
لن يعود القدس حتى يقول يا عقل اين انت
12-14-2017 08:47 AM

لن يعود القدس حتى يقول المسلم يا عقل أين أنت،،،،
لقد هالني ما رأيت وسمعت من الحملات الجهادية والبطولات الثورية على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، فالكل اليوم قد أصبح صلاح الدين وهو يمرر رسائل وتغريدات شيوخ الغفلة والشاشات من غرفة نومه.
منابر الأئمة أصبحت منصات لاطلاق الأدعية المسجوعة والخطب الجوفاء المسنودة بالراجمات الشتائمية وبعض الصور التاريخية المنتزعة عشوائياً من سياقاتها.
فكيف بالله للمسلمين أن يطمحوا في تحرير القدس وهم لما يحرروا أنفسهم بعد من ربقة الجهل والمرض والفقر وسلاطين سوء سلطوا عليهم لا يرجون لله وقاراً، يرفلون في النعم ويغرقون في المجون، ومن عجيب أنك تجد المواطن المقهور المغيب مع الحاكم الظالم في خندق واحد من أجل تحرير القدس، فالواطن المغبون يحلم بجنة الله في السماء، والحاكم يحلم بجنة الله في الأرض.
فالقدس لم تحرر يوما بالدعاء، ولم يتسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه مفاتيح القدس من على المنبر، ولم يدخل صلاح الدين القدس وهو يخطب ويزبد ويرغي، إنما الأمر كما قال الشيخ الشعراوي رحمه الله (قانون الجندية). فمن عز بز، ومن غلب سلب والقدس من نصيب المنتصر أياً كانت ديانته وجنسيته، ألم يقل التاريخ أن أبن صلاح الدين قد أهدى القدس للصليبين، مالكم كيف تحكمون!!!!!!!.

حتى لا يزايد علينا من تستخفه العاطفة، فالدعاء عبادة وأي عبادة، فهو مخ العبادة كما جاء في الأثر، فأنت تدعو ولك الثواب في الدعاء إن أنت بذلت الوسع في مسعاك، وتؤثم إن أنت دعوت من غرفة نومك لتحرير القدس.

لقد تم تفريغ رأس المسلم من العقل تماما تغيير اسمه إلى (العامي)، ومن ثم تم مصادرة حقه في مناقشة كافة قضايا الحياة الكونية منها والتشريعية بدعوى (عدم الأهلية)، وأن الدين لم يدع شاردة ولا واردة إلا وله فيها قول بأمر أو بنهي على التعين وهذا ا ما لم يقل به الدين، وفتحوا هذا الباب على مصاريعه من أجل التخويف والترهيب المعنوي والمادي.
حتى أصبح المسلم لا يعي من أمر دينه ولا حياته إلا ما يقوله الشيوخ (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ).

سيثور البعض ممن يحملون على رؤسهم بعض الصحائف المهترئة التي كتبت في عهود الانحطاط والتي استبدلوا بها دينهم وعقولهم وعكفوا عليها ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، لا يدري أحدهم ما هي ولا فيم كتبت بل ولا يعلم أن جلها فتاوى واستجابات لحوادث لم تعد موجودة، والفتاوى لا تقوى على عبور الزمن ولا المكان، فالفقه يختلف باختلاف زمانه ومكانه.

أما السواد الذين وقع عليهم الغبن، سيثور للعاطفة التي تختلج صدره، سيثور حتى ترتعد أوصاله وهو لا يدري فيما ترتعد، فهذه العاطفة الساذجة هي ما سمح له الدهاقنة بالاحتفاظ بها، فهي بقية من دين يلوذ بها كلما عصفت به الليالي وضاقت به الأيام، وألهب ظهره السلطان، وأكل مال أيتامه وشرد عياله، وهؤلاء لا تثريب عليهم فيما يقولون، ولكن عن تعطيل عقولهم يسؤولون ويحاسبون.
ليت هذه الدعاوى نهضت لتحرير العقول فنحن إذن على الطريق سائرون، والقدس عندها ستكون نتيجة وليست قصداً في ذاتها، لأن الدين لم يأت لتقديس الأمكنة ولكنه جاء لتحرير العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد..

اللهم حرر عقولنا،،

[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 693

خدمات المحتوى


التعليقات
#1719371 [tacoma2002]
3.73/5 (12 صوت)

12-14-2017 09:50 AM
من اجمل المقالات التي قرأتها مقال كامل الدسم. يبين نواح وبكاء علماء السلطان ومدعي التدين, البكاء والهرجي لا يحرر القدس والتي لن تعود الي المسلمين عامه والفلسطنيين خاصه الي يوم يبعثون, من يريد ان يحرر القدس عليه حمل سلاحه وليس سكب دموعه.


صديق النعمة الطيب
صديق النعمة الطيب

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة