تغير المناخ - صحيفة الراكوبة

المقالات

السياسة

تغير المناخ

12-14-2017 08:49 AM

تغير المناخ هو اي تغير مؤثر و طويل المدي في معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة ، و قد يكون ملموس ، من الممكن ان يتميز بطول مداه في احوال الطقس و التي تشمل درجات الحرارة و معدل هطول الامطار و ازدياد تساقط الثلوج و اشتداد هبوب الرياح العاتية و العواصف بالاضافة لارتفاع مناسيب مياه البحار و المحيطات و ما الي ذلك ، هذه التغييرات يمكن أن تحدث بسبب البراكين داخل الارض او أسباب خارجية في تغير شدة اشعة الشمس او من نشاطات يقوم بها الانسان علي سطح الارض ....

ظاهرة الاحتباس الحراري هي أرتفاع متوسط درجة الحرارة قرب سطح الارض ، و يمكن القول أن الغازات الدفيئة هي المسبب الرئيسي لهذه الظاهرة . غاز ثاني اكسيد الكربون احد هذه الغازات التي تساهم في تفاقم هذه الظاهرة ، يتصاعد غاز ثاني اكسيد الكربون الي الجو كناتج من عدة مصادر كحرق الفحم و ووقود السيارات و غيرها . و هنالك امثلة كثيرة للغازات الدفيئة ، فالاتجاه نحو تطوير الصناعة في الاعوام الماضية أدي لاستخراج و حرق مليارات الاطنان من المواد الاحفورية التي تقوم باطلاق غازات تحبس الحراراة كغاز ثاني اكسيد الكربون و غاز الميثان واللذان يصنفان من اكثر العوامل التي تؤدي لتغير المناخ ، يعتبر الانسان هو المتسبب الرئيسي لزيادة الغازات الدفيئة في الارض بالتغير المستمر لانماط الحياة لتصبح اكثر تعقيدا و الاعتماد علي الالات و المركبات التي تحتاج لمزيد من الطاقة . التوسع الحضري و التصحر الناتج من القطع المستمر للاشجار يؤثران في ظاهرة الاحتباس الحراري ....

التغيير المناخي له عواقب كثيرة بيئية ، اجتماعية ، اقتصادية مما انعكس هذا التأثير الكبير علي عدة مواضيع مثال لذلك الاتي :
1 . خسارة مخزون مياه الشرب .
2 . تناقص كميات المحاصيل الزراعية .
3 . تراجع خصوبة التربة و تفاقم التعرية .
4 . ظهور الآفات و الامراض .
5 . ارتفاع مستوي مياه البحار و المحيطات نتيجة لذوبان الجليد و الثلوج مما سيشكل تهديدا للتجمعات السكنية الساحلية و الجزر .
6 . ازدياد الكوارث الطبيعية كالجفاف و الفيضانات و العواصف .

هنالك حلول كثيرة لوقف تغير المناخ مثال لذلك اللجؤ الي الطاقة المتجددة المسالمة و ترشيد استخدام الطاقة ، الجدير بالذكر نلاحظ في السنوات الاخيرة تزايد الطلب علي الطاقة المنتجة من الشمس ، الهواء و الامواج والتي يمكن تصنيفها كمصادر فعالة في المحافظة علي البيئة النظيفة الخالية من التلوث ، و هنا يمكن القول حصولنا علي الطاقة التي نحتاجها و بالكميات التي نرغبها و تقليل التكلفة الاقتصادية لانتاجها . لن يتطلب تطبيق هذه الحلول اي تنازل من المواطنين عن انماط حياتهم ، بل الدخول الي عصر جديد من الطاقة النظيفة تجلب لهم الازدهار الاقتصادي وفرص العمل و التطور التكنولوجي و الحماية البيئية ....

تغير المناخ لايحترم الحدود بين الدول و لا يضع في حسبانه من انت ان كنت غنيا ام فقيرا ، فاعاصير هارفي و ايرما اصابت الولايات المتحدة الدولة الاولي في العالم بينما الفيضانات الموسمية ارغمت الملايين علي هجر منازلهم في بنغلاديش الفقيرة ، فتغير المناخ لا يحترم ان كنا مستعدين ام لا ، فاذا استمر تعامل الانسان مع قضايا المناخ و البيئة بنوع من الاستهتار و عدم الجدية فسوف يكون التغير ملموسا اكثر علي مدي اجيال قادمة . للحد من مخاطر التغيير المطرد للمناخ ، فأن الامر يستدعي وجود أنظمة متعددة مترابطة معا في مجالات الطاقة ، النقل ، الاتصالات ، المياه ، الغذاء و الصرف الصحي فاذا اطيح بأي واحد من هذه الانظمة بفعل كارثة مرتبطة بالمناخ فيمكن ان تفشل الانظمة الاخري أو تصبح اكثر ضعفا . اذا يشكل تغير المناخ تهديدا للتنمية المستدامة بل يقييم في بعض الحالات تهديدا لبقاء البشرية نفسها ، فهو يؤدي الي تفاقم المجاعة ، النزوح ، الهجرة والاضطرابات السياسية و النزاعات حول الموارد ....

اتفاق باريس هو اول اتفاق عالمي شامل لحماية المناخ و يهدف الاتفاق للحد من الاحترار العالمي لاقل من 2 درجة مئوية و يسعي للوصول الي 1.5 درجة بمرور السنوات ، ينص الاتفاق علي التزام جميع الدول بمحاربة تغيير المناخ وذلك عن طريق تقليل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري الي مستويات يمكن للاشجار و التربة و المحيطات امتصاصها بشكل طبيعي . الاتفاق هو صك قانوني يسترشد به في المستقبل و هنالك امور تحتاج للاتفاق عليها في ما يخص التزامات التمويل . و دخل الاتفاق حيز التنفيذ عام 2016 ....

الرئيس الامريكي ترامب اعلن انسحاب بلاده من هذه الاتفاقية بعدما وصف الاتفاق بانه مكلف لبلاده و ان التغيير المناخي خدعة كبري ، هذه الانسحاب من دولة عظمي اصاب الدول الاخري بخيبة امل كبيرة ، فالشركات في الولايات المتحدة الامريكية هي مسؤولة عن 50 % من ازدياد درجة حرارة سطح الارض مما يؤدي لارتفاع مناسيب مياه البحر ، لذا فمن المفترض ان تكون الولايات المتحدة الامريكية من اكثر الدول تمسكا بالاتفاقية و المساهمة الكبري في التمويل لانفاذها ، فالشركات الكبري في الولايات المتحدة تعلم ان انبعاثات الكربون المنتجة من التقدم التكنلوجي في مجال الصناعات لها تآثير كبير في استفحال ظاهرة الاحتباس الحراري ، لكن للأسف هذه الشركات قد دفنت نتائج بحوثها بل زادت الامر سوء بمضاعفة استخراج الوقود الاحفوري . تنفق الشركات مبالغ طائلة للترويج لانكار تغير المناخ و تقويض دعم الطاقة المتجدة ، لذا هنالك اصوات في منظمات كثيرة تنادي بمطالبة اولئك الذين تسببوا في كارثة المناخ بالدفع و المساعدة في العمل الانساني للتقليل من معأناة المجتمعات المتضررة للتعافي من حرائق الغابات و الفيضانات و الاعاصير المدمرة ، و بالتالي بناء القدرة علي الصمود من اجل تحمل آثار الكوارث في المستقبل ، فالمساهمة هنا تعني الانتقال الي مستقبل خال من الكربون ....

و يجب علينا التذكير أن شركات التبغ في الولايات المتحدة الامريكية قد تعرضت لغرامات كبيرة في المحاكم نتيجة لشكاوي الكثير من الناس بأصابتهم بامراض سرطانية تسبب التدخين فيها ، و هذه العقوبات فرضت نتيجة لأخفاء هذه الشركات مخاطر التدخين علي الصحة العامة ، فالامر يتكرر الان بانكار الشركات للتغيير المناخي و بالتالي عدم الاعتراف بظاهرة الاحتباس الحراري و من المؤسف ان يكون هنالك سند و دعم حكومي لهذه الشركات ، النظرة الربحية دون الالتفات للآثار الناتجة يعمق المأساة الانسانية و بالتالي يعني التخلي عن المسؤولية الاخلاقية بالحفاظ علي حقوق الانسان في توفير الحياة الكريمة و البيئة الآمنة الصالحة للعيش ....

أن توابع التغير المناخي تتوزع علي جميع المجتمعات في كل انحاء العالم لكن تتفاوت الاستجابة السريعة لمعالجة الكوارث بين الدول مما يعني مستوي مختلف من قابلية التعرض للخطر و القدرة علي التكيف مع تآثيرات التغير المناخي مثل الجوع و الفقر و الامراض و فقدان المسكن ....

مازالت التعهدات التي التي قدمتها الدول الكبري حتي الان دون المستوي المطلوب للشعور باي آثر قريب لهذه الجهود ، مع تزايد هذا التقصير في الالتزام بالحد من ظاهرة الاحترار فان هناك زيادة في ارقام النمو الاقتصادي و التوسع في الصناعات الثقيلة و التعدي علي البيئة . فالاحتباس الحراري بين كوارث الصناعة و امل الزراعة ، اعتقد ان الالتزام العالمي من الجميع سوف يحد من ارتفاع درجة الحرارة كوكب الارض الي اقل من 2 درجة مئوية لكن هذا الامر يرتبط بان يبادر الجميع بالمشاركة الكاملة من جميع الدول و جميع قطاعات المجتمع فكلما تأخرنا في التعرف علي المشكلة يصبح من الصعب و الاكثر تكلفة العمل علي الحد من تغير المناخ .
[email protected]