حلم مُدمِر..!!
12-15-2017 09:44 PM
بلا أقنعة
في ليلة من الليالي رأى أحد الحكام القدماء في أثناء نومه أنّه يمشي في بستان كثير الشجر وبوغت بشجرةٍ ضخمة تهوي عليه وتقتله فاستيقظ من نومه مرعوبا ، استدعى ثلاثة من كبار مُنجميه وروى لهم حلمه ، طالبهم بتفسيره التفسير الصحيح..
قال المنجم الأول : ستتكاثر غاباتك وتزداد أرباح بلادك من بيع الخشـب للدول الأجنبية .
قال المنجم الثاني أحد أعداء جنابك استخدم سحراً ضدك ودفنه تحت شجرة من هذه الأشجار فلابُد من البحث عنه وإتلافه حتي لا يُصيبك شيء..
وقال المنجم الثالث : هذا حلم ليس صعب التفسير ، فهو رسالة تحذير وتنبيه يقول فيها مايريده بوضوح وبلا أي غموض ، فقال الحاكم للمنجم الثالث متسائلاً بصوت غاضب : وما الذي يقوله..؟
قال المنجم: يقول إن وفاة سيدنا الحاكم سيكون سببها شجرة من الأشجار فصمت الحاكم مُفكراً وقد بدأ عليه كأنّه صدّق تفسير المنجم الثالث .
صمت قليلاً يُفكر ، وعندما تكلم أمر بقطع كل الأشجارفي بلاده فنُفذ أمره فوراً وقُطعت الأشجار كافة ، ولم يعد في كل البلاد التي يحكمها أية شجرة وجلس علي كرسي الحكم مطمئناً غير مبال ببلاده التي صارت بعد سنوات أشبه بصحراء جرداء..
يُقال أن أحد الشُرفاء في بلادِي كان حاكماً لولاية الجزيرة يوم أن (كانت) تحتوي على مشروع زراعي تبلغ مساحته أكثر من مليوني فدان كانت تُنتج ما يكفي أهلها ويُغطي إنتاجها غالب أهل السودان كما غطت من قبل حاجة وتكاليف من أسسوه وأنفقوا عليه من أموالهم ، ثُم تركوه لنا بقرة حلوب تُنتج وتُشبِع كُل جائع ..
رأى هذا الحاكم في صحوه لا في المنام أنّ استمرار هذا المشروع بانتاجه الكثيف هذا رُبما يُصيب حُكمه لها في مقتل وخشيته من الطامع في حكم مثل هذه الولاية المعطاءة دفعه للتفكير في ما يُطيل له عُمُره فيها حاكماً لها ، اجتمع بخاصته المُقربين وأخبرهم بما رأى وما رآه يُهدِد عرشه فيها وينسف وجودهم كذلك فيها في حال أن رحل منها ، استشارهم جميعاً من كانوا أكبر منه في الوظيفة ومن هو أصغر منه فاجتمعوا جميعاً على رأي واحد يُحقق لهم بعض الطموح ولا ضير أن فارقوا الجزيرة أو لم يُفارقوها..
أن تُباع أصول مشروع الجزيرة بالكامل وأن يُعبد طريق خاص تُحمل عليه عائدات (المُباع) شريطة أن لا يؤدي هذا الطريق إلى خزينة الدولة وأن لا يمُر بالقُرب منها ، لم يُترك فيها شيئاً يُمكن أن يُباع ولم يتركوا فيها سوى أطلال المباني القديمة التي تقع في مواقع جُغرافية داخل المشروع لا يرغب فيها أحد مثل القناطر وسرايات مُفتشي المشروع ..
ثم ذهب مُطمئناً هو ومن معه وتركوها تُعاني وأهلها..
والله المُستعان..
الجريدة
|
خدمات المحتوى
|
زاهر بخيت الفكي
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|