المقالات
منوعات
نص سردي: تابو
نص سردي: تابو
12-17-2017 12:39 AM

نص سردي :-
تابو
كان النص تحت نقرات لوحة المفاتيح
يتمدد و يتسع
كاد يستحيل فضفاضاً
يبدو أن مبدعه أطنب وأسهب
و أطال و إستطرد
أكانت مجموعة من الجمل
بلا معنى
أم زركشة لفظية
أهو كيان لغوي مغلق
ربما جسد مسجدى هامد
بلا حراك
لعله نظام خال
من الترميز و الدلالات
لماذا لا يُوجز و يختزل
و يساوي بين اللفظ و المعنى !!؟...
* * *
الإستجابة
الصدى
المرمى البعيد
التواصل
كيف يستدرج المعاني !!؟..
أهي حقاً مزجاة على قارعة الطريق ؟؟!...
كيف ينصب فخاخاً من الألفاظ ؟!؟!..
لإيقاع المعاني في أوعيتها !!؟...
أيمكن الإفلات
من براثن وقع الحافر على الحافر !!؟...
هل يمكن مغادرة من متردم ء !!؟...
إنهمرت الألفاظ برداً
قطعاً صغيرة من الثلج
أثلجت صدره في نهار قائظ
ما علاقة المدلول بالطقس ؟0..
حمل إزميله ؛؛؛
نحت المفردة تلو المفردة ،،،
*. *. *
تعثرت قدماه
تساند على جدران الظلمة
خاض نهراً بلا ضفاف !!...
إستحال بحراً بلا سواحل !!!...
مراكبه الورقية
عصفت بها الرياح
ضاع الطريق
أفلت النص من نقراته المتواترة. ...
حدق في لاشئ !!!....
بعيون مملوءة بالدهشة !؟...
أحاره الفراغ !!!...
هل تركت الشعوب أوطانها ؟؟؟...
لم يبق منهم
الا قاطنو الزنازين
و المعتقلات والذين توسدوا القبور
أضاقت الأرض بما رحبت ؟...
على أثر الإنفجارات السكانية
تناقص ما تغله التربة الخصيبة
في مقابل الأفواه الجائعة ء!!؟...
* * *
كف النص عن التمدد
إنحسر ظله
أصبح شجرة بلا ظلال
من يقرأ نصاً بلا تخوم
مسربلاً بالغيوم
محفوفاً بالإلتباس !!؟.....
أسرج مفرداته بنور المجاز
صده التشفير
كسر حدته بالإحالات
أوجس خيفة ؛؛؛؛
من لحظة الإنكشاف و التجلي
حيث نقطة التلاشي !!!...
* * *
إنزلق النص قبل إكتماله
تقطت خيوطه
توارى الحدث
غارت الرؤية
بهتت ملامح الشخصية المحورية
صار إطاراً بلا صورة
عديم الأبعاد بلا روح !!؟...
* * *
أعاد كتابته مجدداً
خرج من فجوة الجبل
حليق اللحية
مقلم الأظافر
كان يحمل كهفه
مفتوناً بقداسته
طفق يعدو
و عيون الناس تلاحقه
يتملكه نزوع ضد التيار
يشهد تناظراً
بين الواقع و الخيال
بين الزمان و المكان
بين التاريخ و الجغرافيا
بين الحقيقة و الإيهام
إنهك النص
خارت قواه
تغيرت كل شارات المرور
إصطبغت بالإحمرار
كاد يخترق التابو
صدته أشباح الخوف
إستكان
صار معلولاً
تعثرت سطوره
فقدت تدفقها
سقطت في مستنقع
العادي و المألوف
أنطوى على فحوى هابط
سمته التضليل و المخاتلة
يعجز عن مقارعة القماءة
يسود البؤس
تنتشر المسغبة
يفيض الوطن كدراً و طيناً !!؟...
* * *
إستعدى النص
تقنياته الحداثية
و ولج متعدياً الخطوط الحمراء
التابوهات المتمترسة
عصية الإختراق
أقعى خارج الأسوار
يستعير مفردات ذات دلالات مؤثرة
يتحصن بها !!؟...
ضد التلوث بالسلطة
ضد مصادرة المثل العليا
ضد التحلل من الفساد
ثمة مغريات
تدفعه دفعاً
للإنحناء.
لكن سرعان ما
ينفض النص بغتة
محفزات الخذلان
و ينتصف مستقيماً
يتمرد على الأسطر الأفقية
يتخذ من الجمل القصيرة
وعاء له
تتواتر الألفاظ المفردة
مكونة عبارات
ذات كثافة عالية
تختزل
توحي
تتسبربل بالمجاز
تتزمل بالترميز
* * *
خرج النص
من دوائر التجريب
محفوفاً بالشكلانية
يتوارى خلف
الأنماط الكلاسيكية
حذر المواجهة
يتزي بالأقنعة
يخلع قناعاً
و يلبس آخر
يرواغ
ينسرب
من بين متاريس التابو
يتوسط قلب الوطن
تعلو نبرته
يخرج صوته صارخاً
يعانق عنان السماء
يتناهى صداه للاسماع
يتسللون من مخابئهم
وحداناً و زرافات
تنتظم جموعهم الغفيرة
تتعالى أصوات الجموع الهادرة
يتقدم النص في أبهى أشكاله
يهتف
يصم هتافه
آذان الضالعين
في خراب الوطن ؛؛؛
يظل النص مفتوحاً
بلا تخوم !!؟؟...


فيصل مصطفى
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 864

خدمات المحتوى


فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة