المسافة بين حزب الحاكم.. والحزب الحاكم..!
12-17-2017 05:59 PM

في رده على سؤال وجهته اليه إحدى الفضائيات حول مستقبل حزب المؤتمر الشعبي اليمني بعد مقتل رئيسه الراحل علي عبد الله صالح ..اجاب أحد المحللين السياسيين اليمنيين ..بأنه لايرى مستقبلا لهذا الكيان الذي كان في الأصل ومنذ قيامه حزباً للحاكم ومن ثم تبعه في تركه للسلطة والعودة اليها من الأبواب الخلفية وسيذهب معه في رحيله الأبدي .. إما مستمرا ً ومندمجاً بالتحالف حتى مع قتلة مؤسسه أومتلاشياً في غياب مؤسسية تقوده في لجة الصراع اليمني الحالي الى أي غدٍ مبشر !
وهكذا هي دائما الأحزاب التي تقوم على سطوة الحاكم دون برنامج واضح المعالم إلا التغني بسيدها الأوحد وتتغذى من رحيق الميزانية العامة وتعبر مسافات السباق مع الأحزاب الأخرى بادوات الدولة ..وما أن يفقد الرجل سلطته تذهب رياحها معه الى أدراج النسيان !
لذا فإنها وعلى الرغم من كونها تظهر من خلف المؤسسية الشكلية التي تقوم على مسميات تبدو وكأنها الهياكل التي ينبني عليها الحزب الحاكم ..كما كان في الكثيرمن الدول التي سقطت دولة قائدها ..فإنها تستدعي الحماية دائما لذاتها ومصالحها فتكون حريصة على تكريس بقاء ذلك الرجل بشتى الوسائل واساليب الإلتفاف على الدستوروتفصيل قوانين الإنتخابات على مقاسه !
ربما تختلف سيناريوهات النهاية من بلدالى آخر وفقا للظروف الخاصة لكل مكان وزمان الحدث ..فظروف سقوط الرئيس حسني مبارك مثلاً واحتراق مبنى حزبه بنيران الغبن الجماهيري هي ليست الظروف التي أنزل بها عسكر زيمبابوي الرئيس موغابي عن سدة الحكم والحزب و بحركتهم الإنقلابية الذكية التي وازنت مابين تحقيق الهدف وعدم استثارة نقمة الإتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي باعتبار أن موضة الإتقلابات العسكرية المباشرة لم تعد تليق بقياسات الوعي المتطور في العالم الثالث الذي إتجه للتغيير عبر ثورات الشارع أو الى هزيمة حزب الحاكم أوالحزب الحاكم من خلال خيار الصناديق بإحداث مفاجئة لا يتوقعها الحكام المسيطرون على دفة الحكم لعقود طويلة خلف لافتات حزبية وهمية المعاني وهلامية المباني .. فيقعون في فخ عدم المصداقية أمام الرأي العام إذا ما ماحاولوا التنصل عن النتائج التي تأتي بها الرياح في غير صالح أشرعة حكمهم الممزقة وقديشعل عليهم ذلك التنكرأكثرمن حريق يأتي على تلك الأشرعة فلا تستطيع مراكبهم المجهدة العوم الى ما لانهاية في يم المعركة الهائج الأمواج ولا تستطيع بالتالي العودة الى شواطي سلطتهم التي تكون قد ابتعدت كثيراً عن متناول مجاديفهم المتعبة وسواعدهم الواهنة !
محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
محمد عبد الله برقاوي
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|