المقالات
السياسة
نبض الغلابى
نبض الغلابى
12-19-2017 08:06 AM

الذي يلقي نظرة شاملة ويتمعن حال المواطن السوداني في غمرة الغلاء الطاحن والظروف المعيشية القاسية، وانعدام فرص العمل، وضآلة الدخل، وانفجار البطالة، وتصاعد أسعار السلع والخدمات الضرورية، والدواء...الذي يمعن النظر في كليات هذا المشهد المهيب سيهتدي قلبه للإيمان ويدرك يقيناً أن لهذا الكون مدبر عظيم، ورب بعباده لطيف ودود... إي والله لأن الذي يتقاضاه أي موظف أو عامل سواء أكان في القطاع العام أو الخاص، أو حتى في قطاعات "البترول والاتصالات والضرائب" في الشهر لا يفي احتياجات أسبوع واحد، وبالتالي يصبح الأمر غير قابل للمقارنة بين الدخل والمنصرف... لذلك أجد نفسي متعاطفاً أحياناً مع الموظف الذي يترك عمله أثناء الدوام الرسمي ويذهب باحثاً عن زيادة الدخل في أسواق دلالات العربات والاسترزاق من سمسرة بيع الأراضي والعقارات، وتجارة الملابس، وقيادة سيارة الأجرة، فإن لم يفعل، فسيموت مرضاه بسبب عدم القدرة على شراء الدواء، وسيجد أبناءه فاقد تربوي، فهل تراه ينتظر دولة رفعت يدها عن كل شيء وأصبحت هي نفسها عبئاً عليه بما تفرضه من جبايات ورسوم متعددة ومتنوعة، دولة تخلت عن مسؤوليتها تجاه مواطنها... فهل سأل قادة الدولة أنفسهم يوماً كيف يعيش هذا المواطن؟ كيف يتلقى خدماته من الدولة سواء أكانت تعليماً لأبنائه، أو علاجاً، أو حصولاً على جرعة ماء أو كهرباء؟ وما هي الأعباء التي ينوء بحملها مقابل كونه يعيش في رقعة أرض في دولة اسمها السودان هي وطنه؟... الذي يتأمل البرنامج اليومي لحياة المواطن السوداني العادي البسيط جداً وهو المكون الغالب للشعب السوداني... يجد شخصاً مقهوراً مظلوماً مصدوماً في كل شيء... شخص يخرج من بيته صباحاً يكابد زحمة المواصلات ليصل إلى مكان عمله، إن كان يعمل، ليقبض نهاية الشهر مبلغاً زهيداً يكفي لـ"10%" من احتياجاته الشهرية.. قبل بضعة أعوام صدرت دراسة أشارت إلى أن مرتب العامل السوداني يكفي لـ" 12%" من احتياجاته، لكن مع تصاعد الأسعار الخرافي والغلاء الطاحن وانفلات السوق يمكن أن نجزم بأن مرتب العاملين والموظفين في القطاعين العام والخاص يكفي لأسبوع واحد في أفضل الحالات (دا طبعاً إذا ربنا ستر الفقر بالعافية، والكسوة لكل ناس البيت جاءت من فيوض الاغتراب ونحوه)... طبعاً بقية الشهر الناس بتمها "بركة"، والبركة نفسها أنواع منها ما هو بالفتح – أعني فتح الباء والراء والكاف، ومنها ما هو بكسر الباء وتسكين الراء، بِرْكة آسنة تعلوها الطحالب...

أقول الذي يتمعن حياة هؤلاء الأغلبية – ملح الأرض - المغلوبون على أمرهم يجد أناساً وضعتهم قسوة الظروف، وبؤس السياسات بين رحى الغلاء، ومطرقة الأسعار وسندان الجشع والفوضى..

سيجد أيضاً أناساً مثقلين بالجبايات وكثرة الرسوم، وليتها كانت رسوماً مشروعة ومقننة، رسوم تفرضها الأمزجة الشخصية لا القانون والمجالس التشريعية... رسوم - جربندية ساكت - كان آخرها ما تم إلغاؤه قبل يومين، والتي كانت تفرض على الحجيج، والمعتمرين هذا غير الملاحقات الجبائية التي تفرضها المحليات على كل صاحب نشاط ولو كان صاحب "درداقة" وما دونه..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
الصيحة





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1193

خدمات المحتوى


التعليقات
#1720998 [elshiekh]
3.69/5 (5 صوت)

12-19-2017 02:25 PM
ماذا ينتظرون لماذا لا يتحركون واي شئ يخسرون غير احزانهم والالمهم وجوعهم وامراضهم وضياع ابنائهم وفلذات اكبادهم في البحر المتوسط والمنافي الشريره الكريهه ماذا يفقدون غير عنوسة بناتهم وانين مرضاهم ماذا يفقدون غير تبجح الجماعه الفاسده وتطاولهم في البنيان وقصورهم فللهم المذهبه والمطليه باحزان الجوعي والمرضي وفارهات الجماعه المظلله تمطرهم بمحركاتها وابواغها وهم يتجارون نحو الهياس وعندما يصلونها متقطعي الانفاس يقول سواقها البائس ما ماشي ولا احد من عسس الجماعه يتدخل بل هم مشغولون برصد المناوين وحماية الفاسدين هل سمعتم بوحده في البوليس تتقدم وتخدم من يدفع وتحميه وتفتح له الطريق لكي لا يصل سريعا الي مكان صفقاتهولا تسال من اين اتي هذا الوجيه بالمال بل انه وانه وانه ؟؟؟؟؟؟اللهم عجل بالفرج


احمد يوسف التاي
احمد يوسف التاي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة