أمين حسن عمر .. ألعب غيرها
12-20-2017 01:00 PM
ـ (الأمة التي تحترم نفسها وتقدر ذاتها لا تعدل دستورها لأجل أن يبقى فلان أو يذهب فلان وإنما تعلم أن بنود الدستور هي عهود على الاستقامة على معاني ومبادئ وهى تطلع لغايات ومقاصد لا يزيغ بها عن مسارها مودة لأحد أو شنآن لآخر). هذه جزئية وردت في أطروحة لأحد منظري النظام العسكري القابض على السلطة في السودان منذ 30 عاماً، في ظاهرها دعوة لممارسة الديمقراطية، وفي باطنها غطاء لتمكين الديكتاتورية! فما تمنعه وتحرمه على الآخرين لا يمكن أن تحلله لنفسك وتقنعهم به وتتحول من قفص الاتهام لمنصة القضاء والإفتاء.
ـ منظرو النظام الديكتاتوري يعتقدون أنهم وحدهم مسموح لهم بنقد نظامهم وذمه ومدحه في مسرحيات فاشلة وسخيفة.. هي محاولات للتنفيس عن شعب لا يحتاجها أصلاً بعد أن نام وشبع نوم وبات لا يهمه من يحكم وكم من الزمن يلهث ويركض كل صباح سعياً وراء لقمة العيش وتوفيرها حماية لأطفاله من الموت جوعاً على حساب القيم التي باتت مهدورة هي أولى باهتمام منظري النظام كعمليات اغتصاب الأطفال التي أصبحت ظاهرة عادية لدرجة أن مواطناً فجع في ثلاثة من أطفاله وسيدخل الجاني السجن ويعود لممارسة جريمته بصورة عادية!.
ـ ولا أدل على ذلك أنموذج حسين خوجلي الذي ظهر قبل فترة في ثياب الواعظينا ببرنامج تلفزيوني يومي ينتقد فيه السلطة والأوضاع، قبل أن يظهر في إدارة حوار شهير مع الرئيس جاءت أسئلته على طريقة (دردق لي وخليني أشوت) بلغة أهل الكورة أسئلة لا تعبر عن هموم وشجون وشئون المواطن المقهور ومغلوب على أمره، فاستمعنا لرئيس دولة فاضلة تفوق أمريكا قوة واليابان صناعة وسويسرا رقياً وجمالاً وهي في حقيقة الأمر لا توجد إلا في خيال الرئيس وأحلامه يبيعها لنا وهماً لا أثر له على أرض الواقع .. ولا أدل كذلك من مسرحية تعرض حالياً سمح لها جهاز الأمن و(قد) يكون ممولها وداعمها اسمها(ملف سري) تنتقد النظام وهو ذاته جهاز الأمن الذي يصادر الصحف ويعتقل الصحفيين لمقالة لا تتجاوز أسطر قليلة لدرجة تجلنا نقول كفى خداعاً و(لعب على الدقون)!.
ـ أمين حسن عمر يقول لشعب (ما فاضي من اللهث وراء المعيشة من الأساس) لا تعدلوا الدستور لأجل اختيار فلان وعلان، لكنه لم يقل لنا كيف تعدل دستور 2005 الانتقالي بعد توقيع نيفاشا والذي نصت المادة 57 منه على أن اجل الرئيس خمس سنوات فقط ويجوز انتخابه لولاية ثانية فحسب لتكون عشراً؟..وكيف تحولت هذه العشر إلى 17 سنة حتى الآن؟وكيف ستصبح 21 وفي الإجمال 32 عاماً منذ انقلاب يونيو 1989 أم أنها المملكة التي نادي بها أحد نواب حزب الأمة مؤخراً في البرلمان الحكومي غير المنتخب وطالب فيها بتغيير نظام الدولي لملكي وتنظيم البشير ملكاً مدى الحياة؟ وأين كان هذا الفكر المعاكس لما تجاوز الرئيس الدستور ومنح لنفسه صك الاستمرارية بعد الاتفاقية، علماً أن التعديلات الدستورية حق أصيل للمواطن وليس لبرلمان لا يمثله ولم يختاره، يمنح ما يملك لمن يستحق؟
ـ وأين كان الحق الدستوري الذي تدافع عنه الآن وثلة من الحزب السلطوي تذهب لنيفاشا تتحدث بلسان الهزيمة والعار، والجيش والمجاهدون من نصر لآخر يزحفون حتى نيمولي ويقتربون من كمبالا؟ كيف يملي طرف مغلوب في الميدان شروطه على طاولة التفاوض وينال ما يريد مايريد من طرف غالب حق تقرير المصير بعد 5 سنوات وليس 50؟! ، ولم لم تستفتون الشعب في اتفاقية مصيرية فيها بند يمنح المتمردين حق فصل الجنوب بعدما قدمنا فيه مليون شهيد منذ الاستقلال؟
ـ وأين كان الدستور وصوتكم الدستوري والرئيس ينفذ انقلابه الثاني ويظهر بلباس عسكري على التلفزيون يطيح بالمجلس الوطني المنتخب برئاسة عراب الانقلاب الدكتور حسن الترابي ويعلن حالة الطوارئ ويعلق مواداً في الدستور بدون استفتاء ويقول أن سفينة البلاد لا يمكن أن يقودها قبطانان بعد عشر سنوات من إبحارها أم أنه الحمار الذي يفهم النكتة بعد فترة طويلة من إلقائها؟
ـ أسئلة لن تجد إجابة فقد أصبح النظام في السودان أشبه بلعبة قديمة كنا نلعبها ونحن صغاراً من أربعة عناصر هي اللص والجلاد والحكام والخفاض، فبات النظام كل عناصر اللعبة، يسرق ويجلد ويحكم ويقلل من قيمة الشعب السوداني الساكت بعد أول ربيع عربي عام 1964، ويستاهل الشعب، فمن يهن يسهل الهوان عليه.
جمال عيسى
[email protected]
|
خدمات المحتوى
التعليقات
#1721895 [أبوذر الغفاري]
12-21-2017 07:27 PM
|
جمال عيسى
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|