كفاية عبث
12-21-2017 08:36 AM

الآن ونحن نتنسم رائحة "شواء" الميزانية الجديدة، وقد استوت "الطبخة" على نار ذات لهب ولا أقول على نار هادئة، فلابد أن نشير إلى أمر لافت للنظر ومع ذلك يحيطه تجاهل متعمد ولا أدري لماذا؟؟!! ....

ففي كل عام لا يكاد يخلو مشروع موازنة عامة من نص يدعو إلى ضرورة الالتزام الصارم بلوائح الشراء والتعاقد، وبالمقابل في كل عام لا يخلو تقرير من تقارير المراجع العام من الكشف عن تجاوزات للوائح الشراء والتعاقد الحكومي، وفي كل عام يعبر المراجع المسكين عن أسفه لعدم التزام وزارة المالية بهذه اللوائح...

في كل عام تتضمن الموازنة العامة للدولة فقرة أو بنداً ينص على ضرورة الالتزام بالقوانين واللوائح المحاسبية في عمليات الشراء والتعاقد الحكومي، غير أن الذي يحدث هو العكس تماماً مخالفات واضحة للوائح الشراء والتعاقد، وشبهات تحدث هنا وهناك عند عمليات تنفيذ التعاقدات... لدي عشرات الأمثلة لحالات شراء وتعاقد تتم بطرق مشبوهة تخالف الضوابط والمواصفات، مثل شراء بعض السلع والخدمات بدون الإعلان عنها في مناقصة بالطرق المتعارف عليها والتي تحقق قدراً من الشفافية والعدالة بين المتنافسين وأقصد الطرق السليمة التي يتم الإعلان عنها في الصحف أو وسائل الإعلام الأخرى التي تضمن العدالة بين المتنافسين، فهناك شركات غير مؤهلة فنياً، ولا تمتلك القدرة المالية نتفاجأ بأن جهات حكومية تعاقدت معها لشراء بعض السلع والخدمات، فإذا أنجزت المهمة بعد تعثر و"ملاواة" وإهدار للوقت تأتي النتيجة بأن الخدمة أو السلعة المُنجزة غير مطابقة للمواصفات والمقاييس، والسبب هو أن الجهة التي حظيت بالعطاء عن طريق (أم غمتي) غير مؤهلة فنياً للقيام بهذه المهمة وتكون موارد الدولة وأموالها راحت هدراً وبُددت شر تبدبد... أو نكتشف بعد خراب سوبا أن الجهة صاحبة الحظوة التي "استولت" على العطاء لا تمتلك القدرة المالية مما قد يقود إلى تأخير كثير من المشاريع وقد يترتب على ذلك أموال إضافية... كل ذلك والله العظيم يحدث في سودان العجائب ولنا من الأمثلة ما يندي له الجبين وتنفطر له القلوب وتخر له الجبال هداً...

المراجع العام في كل عام يقولها بصريح العبارة إن الذي يحدث في مجال التعاقد والشراء الحكومي سببه أن وزارة المالية لا تلتزم ولا تُلزم أحداً بلوائح الشراء والتعاقد، فلماذا هذه الفوضى الضاربة بأطنابها تكرر كل عام، وبنو أمية يغطون في نوم عميق؟.. نأمل هذه المرة أن تلتزم وزارة المالية بتطبيق اللوائح والالتزم بالضوابط والمعايير والمقاييس بعيداً عن المجاملات والمحسوبية وشبهة المصالح الشخصية... نرجو أن يكون هذا العام عاماً لحسم فوضى الشراء والتعاقد... أقول ذلك وأنا أعلم تماماً أن هناك خسائر كبيرة في كل عام تتحملها خزينة الدولة بسبب اختيار بعض الشركات والجهات لتنفيذ العقود دون حتى الحد الأدنى من المؤهلات، كفانا هدراً وتبديداً، بل كفانا عبطاً وعبثاً، حتى متى نصمت على هذا العبث والفوضى؟... اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
الصيحة





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 899

خدمات المحتوى


احمد يوسف التاي
احمد يوسف التاي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة