المقالات
السياسة
على من .. يتكئ المطيع؟!
على من .. يتكئ المطيع؟!
12-22-2017 08:12 AM

مثل كثيرين غيري ظللت أتساءل.. من أين يستمد مدير إدارة الحج والعمرة قوته ونفوذه وسطوته.. غير أن تجربة اليومين الأخيرين قد كشفت لي بعض جوانب سطوة المطيع.. فحين يقدم مجرد مدير في إدارة حكومية.. وبكل جرأة على إعلان إيقاف إجراءات العمرة.. احتجاجاً على قرار أصدرته لجنة سيادية.. دون أي تحسب لما يمكن أن يترتب على ذلك الإجراء.. فهذا يعني أحد احتمالين.. لا ثالث لهما.. الأول أنه قادر على مواجهة ذلك القرار.. بل وتمزيقه على رؤوس من اتخذوه.. أما الاحتمال الثاني فهو أنه مطمئن أنه.. حتى لو فشل في تحقيق مراده بمواجهة ذلك القرار فإن أحداً لن يسأله.. لماذا وكيف.. وبأي سلطة أصدر البيان القاضي بإيقاف إجراءات العمرة..!
شخصياً أخشى أن يكون المطيع ببيانه ذاك.. قد فرض على لجنة إيقاف التحصيل غير القانوني موقفاً جديداً.. وقبل الحديث عن الموقف الجديد.. دعونا نبحث في بعض جوانب نفوذ السيد المطيع.. فمسؤول كبير قادتني الصدفة إلى مناقشته أمس الأول.. بعد أن علقت على بيان المطيع.. بدا متعاطفاً مع الرجل إن لم يكن متفقاً معه.. بل وتبرع لي بمعلومة ثبتت صحتها بعد أربع وعشرين ساعة.. فقد قال لي ذلك المسؤول الكبير أمس الأول مفنداً قولي أن المطيع تجاوز وزيره.. قال لي إن وزيره متفق معه في ما ذهب إليه.. وقد ألجمت الدهشة لساني.. وظللت بين مصدق ومكذب.. حتى صدر بالأمس إيجاز صحفي يحمل ترويسة وزير الإرشاد والأوقاف.. لم يظهر نص القرار الذي يحمل توقيع الوزير رغم أهميته في هكذا ظرف.. الإيجاز المنسوب للوزير أعلن استئناف إجراءات العمرة في كل أنحاء السودان.. مع تجاهل تام لقرار اللجنة القاضي بإيقاف تحصيل رسوم غير قانونية..!
قال الإيجاز إن أعمال العمرة ستسير وفق الخطة المرسومة والمجازة من قبل.. ويوجه كافة الأطراف المعنية والمشاركة في أعمال العمرة الالتزام التام بكافة اللوائح والضوابط المنظمة والمعلنة سلفاً.. بالإضافة إلى التعليمات الصادرة من المملكة العربية السعودية.. ولَم ينسَ البيان المنسوب للوزير أن يدعو للمواطنين بقبول الأجر والثواب ويتقبل منهم صالح الأعمال.. وإن نسي أعمال لجنة منع التحصيل غير القانوني وما يبذل من جهد للتخفيف على المسلمين..!
حسناً.. إن كان هذا في أمر المطيع ووزيره.. فإن أمر الوزير ولي ذراع اللجنة ومن شكلها ومن ائتمر بأمرها شأن آخر.. وهذه مما يندرج تحت ما أسميناه.. على من يتكئ المطيع..؟ فبالأمس وفِي الزميلة الغراء (مصادر)، وهي صحيفة حديثة الصدور لربانها الزميل الأستاذ عبد الماجد عبد الحميد.. وهذه مناسبة لتهنئة مجيد وفريقه العامل بالصدور الأنيق.. ولاعتبارات عديدة أعيها جيداً.. تخول لنفسي القول إن صحيفة (مصادر) القريبة من دوائر إدارة الحج والعمرة.. قد سبقت كل الصحف.. بل وسبقت كل الدوائر الرسمية لتصدر عددها بالأمس بعنوان يلغي قرارات إيقاف تحصيل الرسوم غير القانونية.. يلغي فعلياً ولا يتنبأ بالإلغاء.. وللوهلة الأولى بدأت مشفقاً على صديقي مجيد وعلى صحيفته الوليدة من أن تكون قد نشرت خبراً كاذباً..! غير أنه وما أن انتصف نهار الأمس كان يلوح في الأفق أن إدارة الحج والعمرة تلعب لعبة جديدة.. أبرز عناوينها أن تلك الرسوم غير القانونية.. توظف حتى لتغطية التزامات الفصل الأول..!!
تصور أن المعتمر يتحمل توفير مرتبات موظفي الحج والعمرة.. فتأمل.. غير أن الأخطر من كل هذا.. أن جهة ما قد طلبت إلى اللجنة.. أو ربما ألزمتها.. وربما أجبرتها.. على مراجعة قراراتها تلك.. ولكن يبدو أيضاً.. أن اللجنة الموقرة لا تجد حرجاً في ذلك.. وقبلت التحدي.. لتبدأ حرباً من نوع آخر.. أسميها حرب الوثائق.. فانتظرونا حتى مطلع الأسبوع المقبل.
اليوم التالى





تعليقات 3 | إهداء 0 | زيارات 3096

خدمات المحتوى


التعليقات
#1722503 [سيف الدين خواجه]
0.00/5 (0 صوت)

12-24-2017 11:51 AM
يا استاذنا سجمنا ورمادنا دي بلد شنو دي !!! اذا كان الحرب ستدور بين كل اداري مسنود علينا ان نغني ( دابا النار حمت يا روحي دابا النار ) !!!!رغم ما نعرف اظنك احسن تلحق نفسك الا اذا مصدر الاتكاءة واحد !!!ساعتها يقع الفرز والكوك يبن عند المخادة !!!السودان بلد العجائب !!!نتقدم كيف !!!


#1722463 [محمدوردي محمد]
0.00/5 (0 صوت)

12-24-2017 09:32 AM
ايوه ايوه طلعوا الفضائح واللهط والنهب والفساد والاتاوات والسرقه حتي في مجال العبادات ، اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرج اهل السودان من حكم هذه العصابه سالمين ، كلكم سفله حراميه


#1722268 [Ahmed]
0.00/5 (0 صوت)

12-23-2017 11:12 AM
على من يتكئ المطيع؟ خايف أجاوبك تقوم تزعل وناس الراكوبة يحظروني


محمد لطيف
محمد لطيف

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة