يا (سوداني) يا بديع
(هل يمكنني أن يبلغ هامشه)
جعلتني أقف حول هذه الجملة طويلاً
مبهوراً بإفصاحها المبهم
كأن ثمة مبدع آخر شكلها
بفرشاة حصيفة
بتدرجات الألوان
لعله أنت !!؟...
أستحضر من حافة الذاكرة ثلاثة أعمال خالدة ذهبت الي ما يذهب اليه فيصل مصطفى في هذه النصوص المتسلسلة من إستدعاء لمحطات خلق الكاتب المبدع:
1. الأيام _ طه حسين
2. The Portrait of The Artist as a Young Man _ James Joyce
3. Vivir para Contarlo _ Gabriel Garcia Marquez
لا أود هنا _ برغم إعحابي بأدب فيصل مصطفى _ مقارنته بهذي الرموز السامقة، ولكن أود أن الفت النظر الي خصوصية وتميز وصعوبة تنفيذ هذا الضرب من الكتابة الأدبية (فلا هي محض أوتوبيوجرافيا، أو مذكرات memoir ، أو رواية _ بل خليط بديع من كل ذلك). وربما أصعب ما في هذا الضرب هو كيفية معالجة متغير الزمن بصورة تجعل القارئ يعيش العمل كرحلة تتناثر على مسار دربها الأحداث التي شكلت وعي وخلق وإبداع الكاتب. أتمنى أن يتمكن فيصل مصطفى من شتل محطات النقل الزمني هذي بذكاء وتوفيق على مدى مسار سرده هنا لرحلة دربه الأدبي.
p.s.
بهرتني هذه الجملة:
" ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﻫﺎﻣﺸﻪ"
ففيها يسترسل فيصل مصطفى في عبثه السادر ب syntax اللغة العربية لدرجة تبدو فيها الجملة كلوحة تشكيلية (وليست فقط وصفية)· فهنا يضمن الكاتب وجهتي نظر POV في جملة قصيرة من خمس كلمات: ١ وجهة نظر الفاعل protagonist التي تقول < ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ أبلغ ﻫﺎﻣﺸﻪ> و ٢ وجهة نظر المشاهد/المراقب التي تقول 《 ﻫﻞ يمكن ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﻫﺎﻣﺸﻪ》. هذا بديع!
شكرا فيصل مصطفى
And keep up the good work