المقالات
منوعات
بعض الذي كان عبر نافلة القول (3)
بعض الذي كان عبر نافلة القول (3)
12-23-2017 09:04 PM

بعض الذي كان عبر نافلة القول
( 4 )
ما أمتع أن تقرأ ؟...
و تتنفس ما تقرأ ؛؛؛؛؛
كنتُ أمتطتي صهوة القلم
كان يجترح فضاء البياض
عنوة !!؟...
كأني أغزو قلاع حصينة
صمدتْ طويلاً أمام عزمه
فما أحدثتُ خرقاً !!...
و ما خارتْ قواه ؛؛؛؛؛
كنتُ مدججاً
بقراءة عيون الكتب
رشف من معظم
عصارات الآداب الإنسانية .....
صرتُ مأخوذاً بعوالم هؤلاء السحرة
كان يظن أن هذا الخيال الفاتن
الباذخ المسارب
لا يحدثه إلا السحرة !!؟...
حقاً أنا لا أجرؤ على صنعه
إلا من فُطر على الخلق !!؟...
ظل يهفو لذلك المرقى
هل يمكنني أن يبلغ هامشه
فما بالك بمتنه !!؟...
لعل السرد و الشعر و المسرح
في الأدب الإنجليزي
غوتني بدائعه
بادئ ذي بدء
فساح عميقاً في فجاجها
شكسبير
جين أُوستن
جوذف كونراد
فيرجينيا وولف
جورج برنارد شو
أجاسى كريستي
أوليوت
شاروت برونتي
شارلس ديكنيز
و بيرل باك في روايتها
عن الصين (الأرض الطيبة)
بيكيت و مسرح العبث
و برفقته يوجين يونسكو
أحدثا غوراً في سطح ساكن
من الرتابة و المطروق
و لم أمكث طويلاً
سرعان ما ذهب بعيداً
حيث آنا كارنينا
و الحرب و السلام
و الأم
و الأخوة كارمزوف
تهتُ في معارج دوستوفيسكي
و خبايا نيقولاي جوجول
لم يخرج من بوابة
مكسيم جوركي
إلا قسراً !!؟...
* * *
راوح بين مداخل و مخارج
أساطين الآداب
الفرنسية و الإمريكية
و الألمانية و الإسبانية
و شعوب جنوب شمال آسيا ؛؛؛؛؛
إنغمستُ مفتوناً بآثارهم الخالدة
ينهل من معين كوثرها
مرفداً حصيلتي
بزبدة تجارب و خبرات
بابلو نيرودا
( كلغة مفعمة بالحروب و الأناشيد
و الريح لص سريع
يخطف الشجر )
لوركا
( أجيئك
حافياً
و عارياً
و مملؤاً بالجنس إليك
يا تفاحة غجرية
يا قمراً حار )
ناظم حكمت
( أجمل الأيام
هي تلك التي
في إنتظارنا )
شارل بودليير
و ديوانه أزهار الشر
الذي أحدث رعشة
في الشعر الفرنسي
كما قال هوغو
و توغل عميقاً
عبر أدغال الأدب الأفريقي
و تضاريسه
كنتُ أطرح الأسئلة دوماً
فتظل معلقة
تتأرجح
ليفتح مغاليق الأبواب المؤصدة
دلفتٌ
ولج
خرجتُ متؤكاً
على الصخب و الغضب
يسنده جون إشتاينبك
لاحقتُ أرنست همنيغواي
حتى وصل الى حواف
وداعاً للسلاح
لمن تقرع الأجراس
جلستُ منتظراً
عودة العجوز
من أمواج البحر الموارة !!؟...
إنعطف يمنياً
عرجتُ يساراً
متأملاً
في أمهات الكتب
فكراً و تاريخاً و فناً
أعب عباً
من ماء قراح
فما إرتوى !!؟...
* * *
تهرأت الذاكرة
صارتْ مليئة بالثقوب
سربت العديد
المبهر البديع
كآرثر رامبو
الذي عشق الحرية
و الترحال
لعل ديوانيه
(إشراقات و فصل في الجحيم)
لم يثيرا إهتمام المؤرخين لحياته
كإهتمامهم بهجرته
الى هرر و عدن
و كذلك أسقطتْ المشاهير
من رموز الآداب
و الفنون الإنسانية
مايكل أنجلو
و تدميره لمعظم لوحاته
التي أنجزها في حياته
لم تبق إلا الموناليزا الخالدة
و كذلك الجرينيكا
التي تصور بشاعة الحروب
لأشهر فناني
القرن العشرين التشكيليين
الإسباني الباريسي بيكاسو
ظلتْ الذاكرة مخزونها فارغاً
يشكو الخواء !!؟...
تذكرتُ على حين غرِة
الكاتب الألماني غونتر غراس
إلتقاه في صنعاء
قبل رحيله بعدة سنوات
و لعل روايته الطبل الصفيح
التي تحولت الى فيلم العام 1959
نقلته نقلة نوعية فأصبح من المشاهير
في بعض الأحايين تتوقد الذاكرة
رصدتُ بالتفصيل أدب أمريكا اللاتينية ؛؛؛؛؛
عشق بصورة خاصة الواقعية السحرية
و روايات غابرئيل
غارثيا ماركيز
قرأتُ مائة عام من العزلة
عدة مرات كذلك الحب في زمن الكوليرا
كان يرى أن إمتزاج السحر بالواقع
يخلق أرضاً ثانية !!؟...
مغايرة تماماً
للوقائع الموضوعية الباهتة
التي تسكنها الرتابة
فتحتُ كوة صوب الآتي
و أوصد أخرى
و شرعتُ
في نسج خيوط
مسروداتي القصيرة
و نصوصه السردية
عبر تجاربي و خبراته !!؟...

فيصل مصطفى
[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 699

خدمات المحتوى


التعليقات
#1722385 [فيصل مصطفى]
0.00/5 (0 صوت)

12-24-2017 05:53 AM
يا (سوداني) يا بديع
(هل يمكنني أن يبلغ هامشه)
جعلتني أقف حول هذه الجملة طويلاً
مبهوراً بإفصاحها المبهم
كأن ثمة مبدع آخر شكلها
بفرشاة حصيفة
بتدرجات الألوان
لعله أنت !!؟...


#1722358 [سوداني]
0.00/5 (0 صوت)

12-23-2017 10:49 PM
أستحضر من حافة الذاكرة ثلاثة أعمال خالدة ذهبت الي ما يذهب اليه فيصل مصطفى في هذه النصوص المتسلسلة من إستدعاء لمحطات خلق الكاتب المبدع:
1. الأيام _ طه حسين
2. The Portrait of The Artist as a Young Man _ James Joyce
3. Vivir para Contarlo _ Gabriel Garcia Marquez

لا أود هنا _ برغم إعحابي بأدب فيصل مصطفى _ مقارنته بهذي الرموز السامقة، ولكن أود أن الفت النظر الي خصوصية وتميز وصعوبة تنفيذ هذا الضرب من الكتابة الأدبية (فلا هي محض أوتوبيوجرافيا، أو مذكرات memoir ، أو رواية _ بل خليط بديع من كل ذلك). وربما أصعب ما في هذا الضرب هو كيفية معالجة متغير الزمن بصورة تجعل القارئ يعيش العمل كرحلة تتناثر على مسار دربها الأحداث التي شكلت وعي وخلق وإبداع الكاتب. أتمنى أن يتمكن فيصل مصطفى من شتل محطات النقل الزمني هذي بذكاء وتوفيق على مدى مسار سرده هنا لرحلة دربه الأدبي.
p.s.
بهرتني هذه الجملة:
" ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﻫﺎﻣﺸﻪ"
ففيها يسترسل فيصل مصطفى في عبثه السادر ب syntax اللغة العربية لدرجة تبدو فيها الجملة كلوحة تشكيلية (وليست فقط وصفية)· فهنا يضمن الكاتب وجهتي نظر POV في جملة قصيرة من خمس كلمات: ١ وجهة نظر الفاعل protagonist التي تقول < ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ أبلغ ﻫﺎﻣﺸﻪ> و ٢ وجهة نظر المشاهد/المراقب التي تقول 《 ﻫﻞ يمكن ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﻫﺎﻣﺸﻪ》. هذا بديع!

شكرا فيصل مصطفى
And keep up the good work


فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة