المقالات
السياسة
محصول القمح ومعاناة مزارعين مع موظف وقاية ذي عقلية أفندوية
محصول القمح ومعاناة مزارعين مع موظف وقاية ذي عقلية أفندوية
12-25-2017 01:56 PM


للدكتور حيدر إبراهيم على ، وقفة مهمة مع ما سماها الأفندوية. باعتبارها عقلية تأثرت بالواقع القبلي وإن تكونت في ظروف الحداثة ودولة ما بعد الاستقلال في السودان. تجنح إلى تحويل كل خيرات البلاد لصالحها ، مع قليل من مراعاة لبقية القطاعات في الحدود التي تجعل امتيازاتها مستمرة أو شئ من هذا القبيل.ويرى أنها حولت مداخيل الدولة إلى حزمة من الامتيازات والعلاوات والبدلات والترقيات والسيارات والسكن الحكومي ، متآزة مع بعضها كما والقبيلة.متعالية على بقية القطاعات التي يفترض أنها تيسر لها عملها في الانتاج لتصعد فئات منها بالتدريج ، سواء أكانت عسكرية أو مدنية ،إلى سدة الحكم وتؤدي إلى أزمة البلاد. واعرض هنا نموذجاً مرّ عليّ في الفترة التي صادفت زراعة محصول القمح في هذا الموسم.وكيف أن طريقة تعامله مع قضيته الموسمية ، ضربت عرض الحائط بكل المخاوف والمخاطر التي تسيطر على المزارعين ،الذين أجبروا على إيداع شيكات على بياض لدى الإدارات الزراعية في الأقسام لضمان التمويل، في محصول تلعب المواقيت الدقيقة فيه عنصراً هاماً من الحزم التقنية.حيث أن فترته لا تتجاوز فصل الشتاء القصير ،ما يعني أن تأخير يوم واحد عن عملية واحدة ، تكون له نتائج كارثية.
لست معنياً بالموظف بالتحديد . فهذا شأن تابعت أن إدارته الزراعية متبلغة به وهي ادرى.لكن أصوب مقالي إلى طريقة عملة وتأثيرها السالب على المزارعين ، الذين لن تعالج خساراتهم إن حدثت لا قدر الله. كل مجالس المحاسبة ، أو حتى لو صلبوه في مكان عام.فرغم أن فترة حاجة المزارعين محددة لمبيد الحشائش قبل الرية الثالثة تحديداً.ولا ينبغي أن تتجاوز الفترات بين الرية والأخرى الأسبوعين .فهو المسئول عن طلب الكميات اللازمة من المبيد لتفتيشه ، وما على مفتش القسم إلا تسجيل المصروف على أرقام الحواشات.لذلك فإن تواجده الدائم واليومي في التفتيش في هذه الفترة، امر لا يشكل ترفاً للمزارع ولا مزاجاً شخصيا له.ما يعني وجوب توافر كميات المبيد والتحسب لأي نقص. لكن في كل مرة ، أسمع تبرم المفتش بطلبه الكميات بالقطاعي بحمولة عربة بوكس بكابينتين.ليغادر التفتيش كل مرة لإحضار المزيد. قبل يومين ، أُلزم بإحضار كمية كبيرة بحمولة لوري نسبة لتململ المزارعين من ضغط الوقت وانقطاع المبيد.وهو ما كان بالأمس، ليتزاحم المزارعون بالتفتيش للحصول عليه في اليوم التالي.لكن المفاجأة كانت أنه قد سافر في نفس اليوم. وعندما جئ بآخر ، تذرع بانه لا يعرف كيفية التوزيع والجرعة أو نحو ذلك.وعند الاتصال بسيادة المسافر، طلب من البديل عدم التوزيع حتى يعود من سفره !!أي استهتار هذا وإيقاع بالمزارعين في المخاطر؟.وأي تأثير سالب على انتاج محصول يتراص الناس من بعد صلاة الفجر صفوفاً للحصول على الخبز منه؟ وكل المزارعين الذين بدأوا يومهم بالتفتيش ، أتوا بعد ان تأكد لهم وصول المبيد .ولك أن تتخيل منصرف ترحيلهم من قرى مختلفة ، في واقع أزمة الوقود التي تجتاح البلاد.ولك أن تتخيل تزاحمهم على الري، عند صرف المبيد للجميع في وقت واحد.سادتي وسيداتي، محاربة مثل هذه العقلية ، لن تتم عبر قوانين العمل ، مهما كانت صارمة . بل بإحداث تغيير جذري ، يحدث انقلاباً في كل المفاهيم ، وتغير البنى التي تشكل الظروف الموضوعية لمثل هذا الإهمال.
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 606

خدمات المحتوى


معمر حسن محمد نور
معمر حسن محمد نور

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة