الكهرباء واستننزاف المواطن
12-25-2017 02:05 PM
في ديسمبر من العام 2015 كانت الحكومة تناور بزيادة تعرفة المياه والكهرباء، وظل المواطن المرهق بأعباء المعيشة قلقاً تجاه هذه الزيادات المستمرة، وليس هناك من يدافع عنه، فالبرلمان دائماً مع كل ما تقوله الحكومة. الكهرباء والمياه لا يتوفران بشكل ثابت طول أيام السنة وخاصة في الصيف، ورغم ذلك تصر الحكومة كل عام على رفع سعرها دون أن يشعر المواطن بأي تحسن يطرأ على الخدمة.
في شهر فبراير 2016 وافق أعضاء المؤتمر الوطني بتشريعي الخرطوم بزيادة تعرفة المياه100%، حدث هذا بعد إجازة الموازنة للعام 2016 والتي قالت الحكومة إنها لن تحمل أية زيادات في تعرفة الكهرباء والمياه أي أن موضوع الزيادات هذا غير مربوط عندها بموازنة، ثم جاءت بعدها زيادة أخرى في الكهرباء. هذا العام أيضاً لا تريد الحكومة أن يمر دون زيادة فقبل أيام قالت إن ميزانية العام 2018 ليس بها زيادات و قبل أن تعلن زادت الكهرباء بصورة مبهمة ومتعجلة وبقرار من مجلس الوزراء ولم يخرج وزير الكهرباء كعادته ليبرر دون مبررات بل التزم الصمت لأنه يعلم أن الزيادة ملعوبة، وحتى تشغل المواطن عن هذه الزيادة ظهر سيناريو أزمة الوقود وستنتهي بزيادة في سعره أيضاً وبهذا تكون الحكومة قد ضربت عصفورين بحجر واحد والبقية تأتي .
السؤال الذي يفرض نفسه هنا، لماذا دائماً تفكِّر الحكومة في حل مشاكلها وعجزها وفشلها باستنزاف المواطن؟، حتى وأن كان هو المستهلك، فخدمات الكهرباء والمياه يمكن تحسينها من موارد أخرى ولها حلول غير جيب المواطن؟. وزير الكهرباء دائماً يبرر الزيادة في الكهرباء بارتفاع تكاليف الإنتاج، بالرغم من أن هناك الكثير من الحلول غير الزيادات، وهي حلول منطقية وعملية منها: خفض الإنفاق على موظفيها وشراء أجهزة تشغيل جيدة وبمواصفات عالية حتى لا تشكو من الأعطال المستمرة والصيانة، ويمكنها أن تستفيد من ميزات كثيرة يتمتع بها السودان في حل قضايا الطاقة، فهل الوزير لا يدري شيئاً عن تلك الحلول أم إنه يدري ولكنه يتعمد أن يعمل بطريقة ساقية جحا التي يتبعها كل الوزراء .
تعرفة الكهرباء في السودان تعتبر من أغلى الأسعار في المنطقة الأفريقية والدول المجاورة، التردي الذي تعانيه هذه الخدمة المهمة يؤثر على كثير من جوانب الحياة الاقتصادية للمواطن، فكثير من الأعمال تعتمد على الكهرباء وعدم استقرارها يكلفه الكثير، ولكن يبدو أن الحكومة ليست مشغولة به فهي كلما زادت يدفع وكلما دفع عانى، كما انها غير مستعدة لأية حلول اخرى رغم كثرتها فهي تعتمد على الحل الجاهز وهو استنزاف المواطن ولكن إلى متى فهذه ليست طريقة تدار بها خدمة مهمة مثل الكهرباء.
التيار
|
خدمات المحتوى
|
أسماء جمعة
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|