المقالات
السياسة
السودان سيكولوجية القهر والاضطهاد 2/1
السودان سيكولوجية القهر والاضطهاد 2/1
12-26-2017 12:54 AM

السودان وبعد اكثر من ستون سنه من الاستقلال يصنف علي انه دولة قديمة تقوم علي مبدأ العصبية والقبلية والعنصرية ، والشاهد بان نظام الخرطوم الحالي عمل علي زيادة تلك النعرات من اجل تحقيق مصالحة في المكوث أطول فترة ممكنه ولو ادي ذلك الي نسف كل الوطن ، فالإنقاذ تُسخر كل موارد الدولة المالية لتطوير أجهزتها القمعية وشراء الولاءات لتضمن أطول فترة بقاء في السلطة فهي لا تكترث لرغبات المواطنين لحياه مستقرة ، والامر المستغرب اليه ان كل تلك الاجهزة القمعية وبكل الصرف البذخي لها لم تستطيع ان تقف في وجه اربعه ضباط من دولة اخري نفذوا عملية داخل قلب الخرطوم بسوق الشجرة امدرمان ضاربين بسيادة البلاد عرض الحائط ، فخرطوم الإنقاذ أصبحت مثل عاهرة تبحث عن رفيق فكل من ضل الطريق له فيها متعه .
والمؤسف ان القوي المناهضة للنظام تأخذ نفس النمط في مواجهته فاغلب الحركات المسلحة وحتي بعض التنظيمات السياسية ترتكز في نشؤها علي أسس العصبية والعرقية التي تبحث عن مصالح فئة محددة باطار عشائري وقبلي .
ان في كل دول العالم نجد ان السلطة تحتكر وحدها وسائل العنف لتنظيم سلوك المجتمع وهذه حقيقة واقعية في اكثر دول العالم تحضراً و الفيصل بين تلك الدول وحكومة نظام الخرطوم هي ان هنالك تحديد للمعايير التي يستخدم فيها العنف ، فماهوا مدي استخدام العنف من قبل الدولة وماهي طبيعة الأهداف المراد تحقيقها من استخدام السلطة للعنف اتجاه المجتمع لذلك وبمقارنة بسيطة نجد ان كل الدول تذهب ميزانيتها الي تقوية الانسان المواطن باعتباره الثروة القومية التي تراهن عليها الدول لذلك تكون الميزانية المرصودة للأجهزة الأمنية في تناقص مقارنة مع الأجهزة الخدمية والأجهزة الأمنية في حد ذاتها تقتصر مهمتها في المحافظة علي النظام وتوفير الحد الأقصى من الأمان للموطن ، ماعدا في سودان الإنقاذ فان اغلب الميزانية تذهب الي تقوية الأجهزة الأمنية القمعية وتعزيزها علي حساب قطاعات اخري مثل الصحة والتعليم .... الخ.
فانظر الي ما سوف يكون في ميزانية العام 2018 والتي تعد البلاد والعباد بمزيد من البلاء والعنف والتسلط ونتيجة لذلك البطش فان السودان موعود بزيادة اعراض الاعتلال الاجتماعي فأي سلوك دخيل علي المجتمع وغير مألوف يرجع لتلك الممارسات العنيفة التي تنتهجها الحكومة فالبطش المفرط والاستبداد لما يقارب ال30 سنه وهي فترة طويله نسبياً في عمر الأنظمة الديكتاتورية فخلال كل تلك السنون عمل من هم علي سدة الحكم علي زرع الإذعان والخنوع في وجدان انسان السودان وذلك من اجل هدف محدد هو خصاء كل الفكر الإبداعي وشل حركة تطور الزمان الطبيعي لأى انسان وبالتالي المحافظة والسيطرة علي أي عمل مناهض او معارض للمنظومة الحاكمة ، حتي كان هنالك شعور دائم لأنسان السودان بالتهديد المستمر والمتواصل وعدم الاستقرار النفسي والاحساس بعدم الأمان حتي في اللبس وطريقه تسرحيه الشعر والان وصل الامر الي كيفية المشي في الشارع مما جعل المواطن في موقف دائم للدفاع والتبرير والحذر الشديد في حياته .
ولد الاضطهاد للسودانيين خلال فترة حكم الإنقاذ ذات الحقبة الأطول خيبة وقهر فكانت حاله تماهي من قبل المقهورين مع المتسلط المتمثل في قيادات النظام ، وتحول بعض الشعب من ضحيه للنظام الي معتدي ولكن الاعتداء يكون علي من هم اضعف منه واقل خطورة وتحول نفس الشعب الضحية الي اداه بطش للقوي الحاكمة ، وظهرت كثير من الاحتكاكات بين المواطنين في لاشي ومن اتفه الأسباب فتحولت الي معارك طاحنة بين الافراد استفادة منها المنظومة الحاكمة في توليد مزيداً من القهر وما ادلل علي هذا بأكثر من الاحداث التي كانت مع بدايات شهر 12 من العام 2017 في شرق النيل قرية العسيلات نتيجة لخلافات ماليه فكان ان ضرب النظام المقهورين وعمل علي حملات مداهمات واعتقالات ومصادرة لأموال عرقية محددة .
ومثل هذه الاحداث وغيرها تؤدي الي ظهور حالة من الكراهية والحقد بين أبناء الوطن الوحد وبجهد بسيط من المؤتمر الوطني تزداد حالة الانشقاق هذه ويتم زراعه بذرة العنصرية والعشائرية ونفس السناريو كانت في دارفور وكردفان والان في شرق النيل ليقود في نهاية المطاف الي حرب أهلية او عدم استقرار وحاله من الخوف والهلع عند المواطنين والمستفيد الأول والأخير من تلك الوضعية التي ذاهب اليها الوطن هو نظام الخرطوم الذي تقاطعت مصالح قيادته فعملت علي بيع الوطن في شكل أراضي او سماسرة الأوضاع الإنسانية واسلحة الحروب وأيضا تهريب ثروات البلاد الي الخارج دون رقيب او حسيب وهكذا تم في بيع الأراضي الزراعية والذهب والصمغ العربي واناث الحيوانات والقائمة تطول .
وتواصل منظومه المؤتمر الوطني وبخطة ممنهجه عنفها المستمر ضد شعب اعزل غير قادر علي مواجهه العنف هذا بمثله الامر الذي ادي الي احتقان وشحن النفوس بالكراهية والحقد اتجاه الحكومة وكل من يدافع عنها في انتظار فرصة حقيقية لتفريغ كل ما بداخل النفوس من غل في شكل عنف مضاد وانتقام بشع يكون له تبريره بانه قصاص عادل من رموز الإنقاذ علي مختلف تقلباتها .
والعنف المضاد هذا يكون بأشكال متعددة ومراحل مختلفة تصب كلها في اناء تفريغ الشحنات السالبة من الحقد والكراهية والاشكال الحقيقي في تفريغ هذه الشحنات يكون بشكل عشوائي وغالبا ما يصيب كل الوطن بشروخ عميقه فالانتقام الذي ينظره الكثير من السودانيين قد يأخذ اشكالاً يصعب السيطرة عليها فالذي يجهله النظام الحاكم ان اشد أنواع الانتقام والذي يقضي علي جُل المنظومة الاستبدادية هو الانتقام النابع من الكراهية المغلفة بالصمت والتي من الممكن ان تتماشي مع منهج المستبد وهي في نفس اللحظة تبحث عن فرصة حقيقية للانقضاض علية والتشفي منه .
وعند ما تقع الواقعة ربما يبحث قيادات النظام وقت الهرج علي من كانوا يسبحون بحمد الإنقاذ فلا يجدون غير الجماهير الثائرة بلا وعي او كبح .
نواصل

اكرم ابراهيم البكري
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 586

خدمات المحتوى


اكرم ابراهيم البكري
مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة