حـكى لى صديـقى وزميلى انتقل الى الدار الآخـرة " الله يرحمه ويغـفـر له " وهو من ابناء الموردة وقد كان يعمل محاسـبا بوزارة الخارجية انه عـندما كان يعمل فى سفارة السودان فى نـيـروبى , كان بحكم انه عـزابى وقبل ان يدخل دار السفارة , يدخـل الى قهـوة بجانب السفارة ويتناول قـهـوة الصباح . وفى يوم من الأيام جاء السفير الله يرحمه وهو محمد ميرغـنى وقبل ان يدخـل الى السفارة , شـاهـدنى وحضر وجـلس معـى وطـلب قـهـوة وابـتـدأنا فى الحديث . والحديث ما زال للمحاسب ان الوقـت الرسمى لـبدء العـمل قـد ازف وقـد هـمـمـت بأن اغادر القهوة ولكن وجود السفير منعنى من ذلك بحجة انه غـير لائـق وغـير اخلاقى ان اترك السفير أو انـبـهـه الى أن موعـد بـدء العـمل قـد أزف وعـلى ان اغادر أو نغادر معـا الأثـنين . قال : وجلسـت ومـضت اكثر من عـشرة دقـائـق ثـم بعـدهـا قام السفير وتـبعـته ايضا ودخـلـنا الى دار السفارة . قال : وبعـد حوالى خـمـسة عـشرة دقيقة , دخـل عـلى مكـتبى المراسلة وسلمنى توضيح عـن سـبب تأخـرى فى الحضور الى العمل مدة خمسة عـشرة دقيقة . وهـنا اسقط فى يدى ولم ادرى ماذا اعمل فى هـذا الموقف المحرج . وحدثـتنى نفـسى بأن اذهـب اليه واقول له : بأنك انت السبب .لأنه لولا وجودك وجـلوسك معـى فى القـهـوة , لما تأخـرت وقـد جـلـسـت احـتراما لك . وما زال الحديث للمحاسب , قال : كـتبت اعـتـذار بالتأخـير ووعـد بعـدم تكرار ذلك مسـتقبلا . وبعـد فـتـرة طـلـبنى الـسـفـير وقال لى : لـقـد تـفـهـمت تصرفك معـى ولكن هـذا خطـأ يا ابنى وكان الواجـب عـليك ان تـسـتأذن منى وتذهـب الى مكـتبك لأن الوقـت الذى جامـلـتـنى به ليس ملكك بل ملك الدولة . وقـد كان درسا لى فى مـسـيرتـى العـملية . الله يرحـم الجـمـيـع .