المقالات
السياسة
من يأتينا بسيادتنا؟
من يأتينا بسيادتنا؟
12-29-2017 06:46 AM

ملفات عديدة خلفتها زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي صاحبها احتفاء سوداني وغضب خليجي مصري بلغ حد الحرب الإعلامية.

ويبدو أن زيارة أردوغان لم يُكتب لها أن تكون مجرد زيارة رئيس تركي إلى السودان، يبحث فيها عن آفاق جديدة لنفوذ حلف بدأ يأخذ وضعه في خارطة السياسة الدولية.. لأن السودان نفسه غير قادر على أن يتخذ موقفاً نهائياً، فهو يتحرك وفقاً لنظرية “حل الأزمة مؤقتاً”.

الهياج الخليجي والذي أخذ شكل الوصاية على درجة استفزازه العالية فهو يُشير بوضوح إلى أن حلف السودان مع الخليج اقترب من نهايته، ولم يتبق فيه إلا قراراً واحداً.. والأمر ليس بعيداً عن التصريحات الأخيرة حول موسكو من جهة والموقف من العلاقات مع طهران من جهة أخرى، عطفاً على الموقف من الأزمة الخليجية.

فعلياً نعى كثير من الإعلاميين الخليجيين حلف السودان والخليج مع إغراق وسائل التواصل الاجتماعي بكيل من الشتائم العنصرية والخطاب الذي أخذ الطابع “التأديبي”.. وبالرجوع قليلاً إلى الوراء، فالمستخلص وشبه المتفق عليه، أن أسوأ عهود السودان في علاقاته الخارجية والتي بلغ فيها أعلى درجات المهانة وتمزيق كرامته الوطنية، كان عهد هذا الحلف الخليجي، الذي أظهرنا في أسوأ الصور.. ولا يزال السودان يقاتل نيابة عن السعودية في اليمن.

ويبدو واضحاً أسباب تقلب السياسة الخارجية من خلال تصريحات الأتراك التي وعدت بضخ كميات من القروض والمساعدات كي يتجاوز السودان أزمته الاقتصادية، إذاً مفتاح التحولات الخارجية هو “الأزمة الاقتصادية السودانية” وهذا في حد ذاته الأزمة في أنصع صورها.

صحيح أن سياستنا الخارجية تقوم على “رزق اليوم” لكن ليس مبرراً أن يجعل دولة شارك السودان في بنائها أن تكون وصية على قراراته وتُحدد له يحالف من ويخالف من؟ بل لم يتبق إلا أن تضع له هذه الدول خارطة للعلاقات الخارجية بل والداخلية، وهذا ما ينبغي أن يكون أمراً وطنياً محضاً لا تُقبل فيه وصاية ولا إملاءات.

لكن، ومع الاجماع حول ذلك، السؤال الذي ينبغي أن نجيب عليه قبل كل ذلك، هو لماذا نحن بلغنا هذه المرحلة، ولماذا لا تواجه أية دولة أخرى في المحيط مثل هذه الوصاية والإملاءات الإعلامية أو الدبلوماسية؟.

الإجابة تبدو واضحة، نحن بحاجة إلى أن ننتزع كرامتنا الوطنية أولاً، وقبل أن نرمي باللوم على الدول المحيطة التي تنظر إلى السودان انطلاقاً من مواقفه المتبدلة التي تحركها الأزمة الاقتصادية، الواجب أن نبدأ من الداخل، نحتاج قبل كل شيء.. قبل كل شيء أن ننتزع كرامتنا.
التيار





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 2885

خدمات المحتوى


التعليقات
#1724605 [Assudanalbadeel]
0.00/5 (0 صوت)

12-29-2017 04:32 PM
خلّيك على سيادة نفسِك يا نور الشمائل..! "نا" فى الثقافة السودانيه كانت زمان .. دلوكيت توارت واحتجبت ليها اكثر من 28 سنه! مانشافت ولا نسمعلها حس!..كل زول مشغول فى رقبتو وما بيفكّر الآ فى سيادتّو هو براهو وبس! لآكييين برضو يعنى المعنَى الحَمُد لله "نا" لا تزال موجوده ساعة الموت وفى المآتم..حفظها الله وادامها!


#1724580 [ما تستغرب]
0.00/5 (0 صوت)

12-29-2017 01:51 PM
يا شمائل اللوم وكل اللوم يقع على البشير الذى لم يبق له إلا إتخاذ مساكن له فى السعودية والإمارات يزورهم بسبب وبلا سبب على أمل أن ينجدوه فى صراعه مع المحكمة الجنائية وقد إبتزوه على هذه الخلفية مما جعله يتخذ قرارا فوقيا بإرسال مليشياته إلى اليمن،، لقد أراق ماء وجهه ووجه السودان حتى صار لديهم ضيفا ثقيلا غير مرغوب فيه،، فبالله ما معنى زيارته للمغرب لملاحقة الملك سلمان فى عطلته السنوية؟ لقد فعل ذلك ولم يتكرم ملك المغرب بزيارته ولو لمرة واحدة بينما زار الملك السعودى مرتين فهل هناك أكثر من هذه المهاىة،، من يهن يسهل الهوان عليه.


شمائل النور
شمائل النور

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة