ضياع أدب الإستقالة.. مابين حب السلطة ونوم الضمير...
12-30-2017 02:54 AM
✍ أدب الإستقالة مفهوم راقي جداً، يدل على عظم الإحساس بالمسؤولية، ويعكس تماماً يقظة ضمير المسؤول، واهتمامه بالمهام التي يُشكلها موقعه الوظيفي، والمسؤول الذي يستقيل ويفارق مركز السلطة بإرادته، نتيجة لإخفاقات مصاحبة لأدائه في موقعه الوظيفي، بلا شك يستحق الإحترام والتقدير، فليس العيب الوقوع في الخطأ ولكن العيب هو التمادي في الخطأ وعدم الإعتراف بالتقصير.
✍ هنالك مسؤولين كثر بمختلف المواقع الادارية، لهم كثير من الإخفاقات المتواصلة في كل المراكز والمناصب التي تبوؤها ولكن للأسف انعدم فيهم حس الإحساس بالمسؤولية، وتمكن من نفوسهم حب السلطة فعُميت ضمائرهم عن الحق، وتمادوا في الخطأ، وأوردوا معهم مؤسساتهم موارد الفشل والاخفاقات المتواصلة.
✍ اصلاح الخدمة المدنية بالبلاد، يبدأ بالإهتمام المتعاظم بالتخصصات العلمية المختلفة، وبالمعايير والمؤسسية في اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، وباحترام العلوم وتخصصاتها المختلفة، وجعلها المعيار الأول في قمة اختيار المسؤولين والإداريين والموظفين.
✍ تفعيل قوانين الخدمة العامة واحترامها والالتزام بها، هي مربط الفرس، فكم من مسؤول قادته لوائح نفسياته وأمزجته الشخصية في فساد اداري تعاظم مع فترة بقائه في منصبه، مما سبب للمؤسسة التي يرأسها الكثير من الأزمات والخلافات والنزاعات القانونية، وتسبب في الإفلاس الإداري والمالي والأخلاقي للمؤسسة، وهذا هو السبب الرئيسي في التدهور الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد، لأن هذه المؤسسات هي المنوط بها التنمية والانتاج وتحقيق أهداف ومرامي الدولة.
✍ أتعجب من ترك الحكومة الحبل في القارب لبعض المسؤولين الذين تسببت أخطائهم الإدارية في اهلاك المؤسسات التي يديرونها، وغرقت بسببهم البلاد في موجة عاتية من التخبط والفساد الاداري، فمثل هؤلاء المسؤولين هم العدو الأول للتنمية والاستقرار، فبهم تُنتج الأزمات وتُصعّد الخلافات، وبدلاً من الإهتمام بمسؤولياتها الجسام، وأولوياتها القصوى والضرورية، تصرف أجهزة الدولة القانونية والأمنية والسياسية جُلّ اهتمامها في تصحيح ما اقترفته أيادي هؤلاء المسؤولين من فساد إداري وخراب بالمؤسسة.
✍ ليستقيل من منصبه كل مسؤول صار وجوده في موقعه، خصماً على المؤسسة، وتسبب في خسائر للدولة، ليستقيل من منصبه كل من أرهقته أخطائه الوظيفية وأرهق الوطن والمواطن بسبب تعسفه وتعنته في ادارته، ليستقيل بكل تجرّد ونكران ذات، فالنفس الكريمة الأبية صاحبة الضمير اليقظ، والأخلاق الفاضلة تحاسب نفسها قبل أن يحاسبها مرؤوسيها وقادتها في العمل.
✍ رسالتي لكل الأحزاب السياسية بالبلاد، إصلاح الحزب يبدأ بإعداد الكوادر البشرية الصادقة، ذات المثل والأخلاق العالية والضمير اليقظ، والاحساس بعظم المسؤولية، فعُضو الحزب هو عنوان لأخلاقيات الحزب، بتصرفاته ومواقفه وكلامه واسلوب ادارته.
✍ جميعنا نحتاج للحس الوطني الذي يجعلنا نضع الوطن في عيوننا ولا نرضى له بغير العز والكرامة والشموخ.
✍ قال تعالي ( ويوم نحشرهم جميعاً، ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم، فزيّلنا بينهم، وقال شركاؤهم ما كنتم ايانا تعبدون (28) فكفى بالله شهيداً بيننا وبينكم إن كنّا عن عبادتكم لغافلين (29) - سورة يونس.
✍ علي بابا
29-12-2017م.
|
خدمات المحتوى
|
علي بابا
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|