حتَّى كتابة هذه السطور قبيل منتصف ليلة أمس، لم تظهر نتائج انتخابات المحامين، ومع هذا فإنَّ النتيجة في رأيي (لم ينجحْ أحد)!
عدد المحامين المسجلين حسب إفادة النقابة أكثر من (18) ألف، النصاب القانوني حوالي (9) آلاف.. ورغم أنَّ حزب المؤتمر الوطني قال إنَّ عضويته في الخرطوم وحدها تفوق الـ(7) آلاف ومع ذلك لم تنجح جميع القوائم المتنافسة في حشد النصاب المطلوب، وأجمعوا على الدخول إلى الملعب بنية لعب الشوط الثاني فقط، فوصل إلى قاعة المؤتمر حوالي (70) محامياً فقط.. أقل من عدد قادة الأحزاب المتنافسة.
أهمية نقابة المحامين في كونها تمثل أكبر الشرائح التصاقاً بالعمل العام، بل كان المحامون في الماضي يمثلون غالبية قيادات العمل السياسي في مختلف الألوان.. وتصدَّروا نجومية المجتمع السياسي على مدىً طويلٍ من عمر السودان، منذ ما قبل الاستقلال إلى عهد قريب.. فما الذي جرى ليستنكف المحامون عن العمل السياسي وتصبح انتخاباتهم مثل الاتحادات الطلابية في الجامعة التي لا يشارك في انتخابها إلا أقل من 5% من الطلاب..
في تقديري؛ (لم ينجحْ أحد) في قوائم المحامين لأنَّ الانتخابات والمنافسة فيها ظلت (تقليدية)، كأني بها انتخابات في الستينيات من القرن الماضي، بذات النهج والأسلوب.. بل ربما بمجهود أقل..
لأنَّ هذه الانتخابات هي “بروفة” للانتخابات العامة والرئاسية في العام 2020، كان الأجدر بالقوى السياسية المتنافسة على ثقة المحامين أن تبتكر أسلوباً يرفع حماس قواعدهم للمشاركة في التصويت.. بالتحديد البرامج والترويج لها.. فالمحامون طبقة مستنيرة عالية الاستنارة و(التسييس)، التواصل معهم سهل ومنتج بحكم مهنتهم التي تتطلب الوعي الحقوقي والدفاع عن المواقف.
لكني لاحظتُ أنَّ الأحزاب السياسية اكتفتْ بعضويتها المباشرة، وحتى هذه تعاملت معها بأقل مجهود ممكن.. وغابت تماماً التعبئة الذكية باستخدام الوسائط الحديثة وتنشيط التفاعل المُنتج.
نتيجة انتخابات المحامين تستوجب إعادة النظر من جانب كل الأحزاب في منهج العمل السياسي التقليدي الذي تركنُ إليه.. وإذا استمر الحال فستكون هذه الانتخابات الكسولة صورة مما سيكون الوضع عليه في انتخابات 2020، وتصبح النتيجة محسومة سلفاً.
نحن في حاجة ماسة لأسلوب جديد في العمل السياسي والتعبئة الشعبية.
(( فما الذي جرى ليستنكف المحامون عن العمل السياسي )) !!!!
يا باشمهندس هل هم استنكفوا أم مُنِعوا ؟؟؟ وأنت تدري أنه لا أحد في السودان الآن يعمل بحرية ...
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.