المقالات
السياسة
أردوغان هل سيصبح موغابي؟
أردوغان هل سيصبح موغابي؟
01-01-2018 01:26 PM

تركيا ظلت حكومة المؤتمر الوطني مفتونة بقائد حزب العدالة والتنمية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي زارها قبل أيام وشغلت زيارته الناس بين مؤيد ومعارض ومحايد وكل يفتي في قيمة الزيارة التي سماها البعض تاريخية وبعض آخر يراها استفزازية، وبغض النظر عن ذلك فلنقف قليلاً على تجربة الرئيس التركي أردوغان والذي أصبح استمراره في الحكم مشكلة جديدة لمستقبل تركيا السياسي وينذر بانتهاء تجربته الإسلامية بما لا يحمد عقباه.
لا أحد ينكر أن تركيا دولة لها تجربة مميزة قادها الرئيس التركي ذو الخلفية الإسلامية أردوغان الذي بدأ حياته السياسية منغلقاً وحين اكتشف ان تلك الطريقة لن تنفعه لتحقيق حلمه في بناء تركيا المسلمة الحديثة خاصة بعد حادثة سجنه التي أدين فيها بالتحريض على الكراهية ومنعته من أن يترشح للرئاسة حتى أسقط القانون الذي أدانه بتعديل دستوري، انفتح ونجح بدليل انه قال قولته المشهورة لم أتغيَّر ولكني تتطورت في إشارة إلى أن الخلل كان فيه، بعدها نجح حزبه من عام 2002 وحتى اليوم في الانفراد بتشكيل عدد من الحكومات، ولكن يبدو ان رجب لم يتغير ولم يتطور فهو استغل الأمر ليصل إلى السلطة ليظل فيها كعادة أغلب الحكام العرب والأفارقة والمتأسلمين مما يتسبب دائماً في إقعاد البلاد.
في أغسطس الماضي قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد أن بنى دولته العميقة، إنه لم تعد هناك أية ديمقراطية برلمانية في تركيا، مشدداً على انتهاء عصر الفوز بالانتخابات بنسبة 34% التي كان ينص عليها النظام البرلماني، إذ يتوجب على الفائز في النظام الرئاسي الجديد تجاوز نسبة 50%. وقال إن الديمقراطية الحقيقية أصبحت في يد الرئيس المنتخب لا في يد البرلمان، وأن زمن سلطة البرلمان وديمقراطيته انتهى، ثم أقر البرلمان المشكل من أغلبية حزب رجب الانتقال من النظام البرلماني للنظام الرئاسي، مع صلاحيات واسعة للرئيس في تعيين القضاة ورؤساء الهيئات القضائية وعزلهم، ويبدأ العمل به من العام 2019 وقد كان هذا بداية خلاف أردوغان مع رئيس الوزراء وخلفه في رئاسة الحزب أحمد داؤود أوغلو، وبهذه التعديلات يقال إنه سيصبح بمقدور أردوغان نظرياً البقاء رئيساً للبلاد حتى عام 2029 ان أسعفه العمر، ثم جاء الحدث الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وهو سحبه لصلاحيات تعيين رؤساء فروع الحزب بالمحافظات من يد أوغلو وأوكلها لنفسه فاعتبرها أوغلو انقلاباً على رئيس الحزب وآثر الاستقالة حتى لا يدخل في صراعات تعيد تركيا إلى المربع العسكري، واشترط رجب في أن يكون رئيس الوزراء الجديد من النوع الذي يقبل العمل تحت جناحه على أن يركز على اقرار دستور 2019 وتصفية الكيان الموازي لأن الأمر أصبح بالنسبة له حرب وجود مصيرية. يبدو أن أرودغان يطمح إلى إنشاء حكم الحزب والرجل الواحد فمنذ العام 2013 بدأ يواجه المعارضة بعنف و يزداد تسلطاً وتصميماً على القضاء على الديمقراطية ويسعى لإسكات خصومه والإعلام المعارض، حتى مؤيديه بدأوا يبتعدون عنه، فهل يتحول رجب من رجل وطني صالح إلى ديكتاتور يهدد مستقبل السياسة في دولته ليصبح موغابي تركيا؟، أم أن الأتراك سيقطعون عليه الطريق؟.

التيار





تعليقات 3 | إهداء 0 | زيارات 1595

خدمات المحتوى


التعليقات
#1725685 [عمر التجاني]
2.70/5 (9 صوت)

01-02-2018 02:21 AM
الأستادة أسماء خالص التحايا
لك وللقراء أجمل الأمنيات بمناسبة عيد استقلال السودان.
هناك نقطة غاية غي الأهمية حسب وجهة نظري. وهي هل الخديوي أردوغان يختلف عن كا الديم يؤمنون بالشريعة الإسلامية كمنهاج للحكم؟ وها الفكر افسلامي يقبل التعددية واحترام الآخر المختلف ناهيك عن رأيه أو معتقده.
كل الإسلاميين يؤمنون بالديمقراطية لتوصلهم للحكم وبعدها ينقلبوا عليها اللاسلاميون لا يؤمنون بالديمقراطية كمنهاج واجب التطبيق. ولا علاقة لهم البنتة بالحرية واحترام الغير. وخير مثال الترابي والصادق الصديق.
كدبة انقلاب ألخديوي أردوغان مازال يعتقل الأتراك بتهمة الاشتراك في الانقلاب.


#1725600 [جبرون ابو جابر]
1.89/5 (10 صوت)

01-01-2018 05:06 PM
كلام غثاء لا يستند الى اى معرفة لا بالتاريخ و لا بالسياسة و لا غيرها. اولا تجربة تركيا الحديثة بدات مع كمال اتاتورك و ليست مع رجب طيب اوردغان. ثانيا ما علاقة تركيا و رجب طيب اردغان و الرئيس الاسطوري روبرت موغابي. موغابي حارب الاستعمار 22 عاما فى الادغال قبل ان يصبح رئيسا ليزيمبابوى. من بعدها بقى رئيسا للبلاد لمدة 37 عاما بحكم شرعيته الثورية. تنحى موقابي اتى فقط بسبب ان اهل زيمبابوى توجسوا من تغلل النفعين و احاطتهم بالرئيس و اولهم زوجته غريس. موقابي كان رئيسا صوريا فقط و ليس ديكتاتورا متسلطا لان الدولة كان و ما زالت يديرها الثوريون. قارنى كل هذا والدكتاتور الاسلاماوى رجب اوردغان.


ردود على جبرون ابو جابر
[عمر التجاني] 01-02-2018 02:23 AM
السيد جبرون
لك التحية
أعتقد أنه من لأصوب أن تدلي برأيك دون تسفيه رأي الآخرين


#1725571 [وحيد]
3.85/5 (11 صوت)

01-01-2018 03:33 PM
الاسلامويون - الماسونيون الجدد - يعتقدون - لنقص في تركيبهم و برامج غسل المخ التي يخضعون لها - يعتقدون و يصدقون انهم خلفاء الله في الارض و ان الدنيا لا تستقيم الا بهم و ان السلطة يجب ان تبقى بايديهم و الا تمزقت البلاد، و سرعان ما يقومون ببرامج التمكين لمواليهم حالما يصلون للسلطة ثم يتحول الامر عندهم الى ديكتاتورية مطلقة بحسبان انهم الصالحون و غيرهم المفسدون في الارض لذا ينبغي عدم تمكينهم و القضاء عليهم.
هذا ما رايناه في تجربة الماسونيون الجدد في السودان و ما يخطوا نحوه الترك و ما حاول تجريبه الجناح المصري لولا ان قطع عليه الطريق


أسماء محمد جمعة
أسماء محمد جمعة

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة