المقالات
السياسة
هل أتباعُ سيدنا محمد (ص) وَحْدَهم المُسلِمُون ؟!
هل أتباعُ سيدنا محمد (ص) وَحْدَهم المُسلِمُون ؟!
01-02-2018 12:56 PM

كل عام والجميع بخير، وصحَّة ورآحة بال.
يقْلِقُنِى تصنيف أصحاب الأديان السماوية الإبراهيمة إلى مسلمين ويهود ومسيحيين، ثُمَّ أنَّ أتباعَ سيدنا محمد (ص) خاتم رُسل الإسلام، أقاموا موَآزِين الكُفر والإيمان تأسيساً على تصنيفٍ مُضلِّل لأصحاب الديانات السماوية الإبراهيمة بينما هُمْ جميعهم مُسلمون كما سنُبيِّنُ بنصُوصِ القرآن الكريم. وتبِعهم فى ذلك الخطأ، كردَّةِ فِعل، المسلمون الآخرون من أتباعِ الأديان السماوية فكرَّسُوا للفصلِ بين أتباع الديانات السماوية وتصنيف بعضهم لبعضٍ بما يُخالفُ كلامُ الله وأيات القرآن الكريم المُحْكَمَة فى تعريفِ وتوصِيفِ "المُسلِمين"، ثُمَّ شبَّ ذلك الغلْوَاء كالنَّارِ فى الهشِيمِ فسبَّبَ الخِلاف والتوتُّر والصراع والشقاء الماثِلِ، وسفْكِ الدِمَاء بحُجَّةِ نُصرَةِ الإسلام والدفاع عنه بلا تمعُّنٍ فى آياتِ القرآن الكريم.
فأنظرُوا كيف يُعَرِّفُ القرآنُ الكريم المُسلمين بسِعَةٍ لا يُخرِجُ من ظِلِّه أحد، بينما يضيِّق أتباعُ محمد (ص) دين الإسلام ويجعلُونه حِكْرَاً لهم ثُمَّ يُأسِّسُونَ على ذلك الإثْمِ كُلِّ الأخطاء والصراعات وشلَّالات الدَمِ الهَادِرة.
. "الإسلام" فى الأساسِ هو دينُ سيدنا إبراهيم الخليل أبو الأنبياء والمُرسلين وهو من سَمَّانا المُسلِمين: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شهداء على الناس..) (78) الحَج. "من قبلُ" يعنِى من قبلِ هذا القرآن. وفى سورة البقرةِ يدعو سيِّدِنا إبراهيم الخليل وإبنه إسماعيل ربهم: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)128البقرة. قال ابن جرير: يعنيان بذلك، وأجعلنا مُستَسِلِمين لأمْرِك، خاضِعين لطَاعتِك، لا نشرِكُ معك فى الطاعَةِ أحداً سِوَاك، ولا فى العِبَادةِ غيرك. وهذا هو الإسلام ويسبقه الإيمان بالله وكُتبِه وملائكتِه ورُسلِه واليومِ الآخر وبالقضَاءِ والقدَرِ. والإسلام هو غاية المُسلم وخاتِمة مَطَافهِ الذى جاء لأجلِه (إلا ونحنُ مُسلِمُون). وفى قولهِ (وَمِنْ ذُرِّيَّتنَا أُمَّة مُسْلِمَة لَك) إِنَّهُمَا خَصَّا بِذَلِكَ بَعْض الذُّرِّيَّة، لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى شأنه كَانَ قد أَعْلَم خَلِيله إبْرَاهِيم أَنَّ مِنْ ذُرِّيَّته مَنْ لَا يَنَال عَهْده لِظُلْمِهِ وَفُجُوره فى قوله تعالى (وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) 124 البقرة.
. ومن ذرِّية إبراهيم "المُسلِمين العدُول" سيِّدنا يعقوب وأبناءه، ويعقوب بن سيِّدنا إسحق أخو سيدنا إسماعيل أبناء سيِّدنا إبراهيم الخليل عليهم جميعاً السلام، وسيدنا يعقوب هو (إسرائيل) أبو سيِّدنا يوسف عليه السلام وإخوته الأسْبَاط، وهَاك الدليل على إسْلامِهم من القرآنِ الكريم: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) 133 البقرة. أبناء سيدنا يعقوب هم الأسْبَاط آباء وأجْداد اليهود الحاليين فى دولةِ إسرائيل وعاصِمتها القُدس. ماذا قالوا لأبِيهم؟ قالوا (إِلَٰهًا وَاحِدًا ونحنُ له مُسلِمُون)! فمن ذا الذى يُكذِّب القرآن الكريم المُبِين ليُكفِّرَ الإسرائيليِّين أبناء سيِّدنا يعقوب وهُم مُسلِمون بنَصِّ القُرآن؟.
. وقد أمرَ اللهُ بالإيمانِ بجميع أنبياءه وكُتُبِهِ ورُسله، وحرَّم التفريق بينهم لأنَّ الدينَ وآحِد وكلَّهم مُسلِمُون يُبْلِغُون رِسالاتِ رَبِّهم: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) 136 البقرة. وسِرْ هذه الآية الجامِعَة فى قولِ رَبِّنَا جَلَّ وعَلَا: (قُولُوا آمَنَّاِ..)، الأمرُ وآضِح ومُلزِم، وغير مسموح بأىِّ تحفَّظُات. والإسلام الذى يدَّعِيه، حَصْرِياً، أتباعُ سيدنا محمد(ص) لا يتحقَّقُ لأحدٍ إلَّا بالإيمان الكامل بما جاء فى الآية أعلاه، فالإيمَان هو الطريق المُؤدِّى إلى الإسلام فى خاتِمَةِ المَطَاف (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)102 آل عُمرَان. لذلك، الإيمان الحقّ هو الذى يقُودُ إلى الإسلام، ربَّنَا أمِتنَا مُسلمِين.
. وسيدنا يوسف بن يعقوب (إسرائيل) لمَّا تحققت رؤيته بعد رِحلة عَنَاءٍ شاقَّة كيف دَعَا رَبُّه؟ دعاهُ أن يتوَفَّاه مُسلِماً ويلْحِقه بالصالحين: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) 101 يُوسف. أنظُر "توَفَّنِى مُسْلِمَاً".
. الإسلامُ دينٌ قدِيم وأتبَاعُ سيِّدنا محمد (ص) آخر من إلتحَقُوا به، فأنظُر كيف أرسَلَ سيِّدنا سُليمان الهُدْهُد يحْمِلُ خطاب وعِيدِه إلى ملكةِ سَبَأ، فدخلَ من كُوّةٍ فألقَى الصحيفة عليها، فقرأته ثُمَّ أعلنَت (يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم) جاء فيه: (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(30) أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)) النمل. إذاً، الملك سليمان كان نبِيَّاً مُسلِماً يدعُو للإسلامِ. ولمَّا تأكّدَ لملكةِ سَبَأ جِدِّية الأمر وقد سبقَها عرْشها للملك سليمان إسْتسْلمَت وأسْلَمت ووَثَّق لها القرآن الكريم ذلك الموقف: (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)44 النمل.
ودَلَالةُ هذه النصوص من سورة النمل أنَّ سيِّدنا سليمان الذى ورَثَ سيِّدنا داؤود كان مُسلِمَاً يدعو للإسلامِ وأنَّ مَلِكةَ سبَأ قد أسلمت على يديه ودخلت الإسلام ودخلت صرْحَ سليمان المُمَرَّد مُسلِمَة. فتعالُوا نسقِطُ هذه الآيات الكريمة الوآضحة على وآقِعنا وثقافتنا السَائِدَة التى أورَدَتنا المَهَالِك وقادت إلى الفِتنةِ وسَفْكِ الدِمَاء:
. الإسلام دين قديم تحقَّق لسيدنا إبراهيم الخليل(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) 260 البقرة.
. والإسلامُ لا يتحقق بمجرَّد إتباع دين سيِّدنا محمدٍ (ص)، بل يتحقق بالتَسْلِيمِ الكامل للهِ الوآحد الأحد وعبادته وعدم الشرك به. وأنَّ هناكَ فرقٌ شَاسِع بين الإيمان والإسلام، والإيمان الحقيقى والطمأنينة الكاملة تقودُ إلى الإسلام، والإيمان الحقيقى يكتَمِلُ بالطُمأنينة وهو الطريق المُوصِل للإسلام كغاية نِهائية. وللوصولِ إلى مرْتبَة الإسلام والموتُ عليه لا بُدَّ من الإيمانِ بالله وكُتبه ورُسلِه وملائكته واليوم الآخر والقضاء والقدَر خيرَهُ وشَرِّهِ، ومُقتضَى ذلك إلَّا نتنكَّر للمُسلِمين الذين سبقُونَا ووَرَدَ ذِكرِ وقصَصِهم فى القرآنِ الكريم، وأن نكُفَّ عن مُعَادآتِهم والحقدِ والدُعاء عليهم، وعن أنْ نُسَمِّيهم كُفَّاراً ونُعُوتٍ يومية نرْمِيهم بِها بِلا وَعِى.
. لا يكونُ المُسلمُ مُسلماً بمُجرَّدِ الإيمان بالله وإتِّباع رسالة سيدنا محمد (ص) والصلاة والصوم والحجِّ والقيام بكُلِّ ما وَرَدَ فى سُورةِ المُؤمنين. لا، الإيمان هو بداية الطريق إلى الإسلام الذى يتطَّلب الوصول إليه الإيمان بالله ورسوله (ص) وبما أُنْزِلَ على رُسُلِ الله سادَتِنا المُسلمين الأوَآئل إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط، وما أُوتِى موسى وعيسى وأوتى النبِيُّون من رَبِّهم لا نُفرِّقُ بين أحدٍ منهم ونحنُ له مُسلمون. فهل عَلِمَ النَّاسُ ما الإسلام؟.
. لا يجوز إيذاء أنبياء الله المُسلمون وأتباعِهم الذين وَرَدَ ذِكرهم فى الآياتِ السابقة ولا يجوزً الدعاءَ عليهم بُهتاناً كما يحدثُ من أتبَاعِ سيدنا محمد (ص) ليلَ نَهَار، وأنَّ أعلمُوا أفادَكم اللهُ أنَّ اللهَ لا يقبل دُعَاء الظالمين (لا ينالُ عَهْدِى الظالِمُون).
. والفهمُ الصحيح للدينِ يقتضِى التدَبُّرِ فى خلقِ السماوات الأرض، ومناطُ ذلك إعْمَالُ العقل والبحوث العِلمية المُضْنِية وهو ما لم يلتزِمْهُ أتبَاعُ سيدنا محمد (ص) ومكثوا فى الأرضِ على جهْلِهم وتخلُّفِهم وصَدَّرُوا بدَاوتِهم للآخرين قسراً وزرعُوا الكرَاهية والبغضَاء وأطلقُوا العنَانَ للغِلِّ الذى فى صُدُورِهم.
. لماذا يعَادِى العرَبُ أبناء عُمُومَتهم اليهود ولد يعقوب (إسرائيل) وهُم ذُرِّيَّة بعضها من بعضٍ؟ هُمْ جمِيعاً أحْفادُ أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم بن آزر العِراقى/ التركى وهو خليلُ الرحمن، فيما الخِلاف والنِزَاع؟، الرِآجِحُ أنَّ الأمرَ سببه الغيرة والحقدِ التأريخى من الأعرابِ على ولدِ إسحاق الذى خصَّهُ الله بـ"العِلمِ" (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتْ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ (30)) الذَّآريات.
. لذلك، يحتاجُ "المُسلِمُون" أتباعُ سيدنا محمد (ص) إلى العملِ الجَادِّ لإنقاذِ دينِ الإسلامِ وتُراثِه من قبضَةِ هؤلاء الأعْرَاب وأذنابِهم وتقدِيمه على حقيقتِه كدينِ سلام وعدل ومَحبَّة وعِلم، دينٌ للعَالَمِين فيه خيرُ الدُنيا والآخِرة، ويقتَضِى ذلك إعْمَالُ العقل والبحث وإعادة القِيمة لنسقِ العُلوم العقْلِيَّة وإستِنبَاطِها من القرآنِ الكريم المُعِينُ الذى لا ينضَب، وأن يتركُوا الأعْرَاب فى ضَلَالتِهم يعْمَهُون.
. هذا، وحقيقة الإختلاف بين المسيحيِّين والمُسلِمين أتباع سيدنا محمد (ص) حول ميلاد المسيح عيسى بن مريم، وهل هو عبدُ الله ورسوله وأنَّ اللهَ خلقَهُ كما خلقَ آدم، إنَّمَا أمرُهُ إذا أرادَ شيئاً أن يقولَ له كُنْ، فيكُون؟ أم قول المسيحِيُّون أنَّ عيسى إبنُ الله وإنَّه يشاركُ الله الرُبوبِيَّة؟! وتعالى الله عن ذلك عُلُوَّاً كبِيرَاً. نؤمِنُ نحنُ المسلِمُون أنَّ اللهَ تعالى شأنُه هو أحدٌ صمَدُ، لمْ يلِد ولم يُولَدُ، ليس له شريكٌ فى المُلكِ، وليس كمِثلِه شئ. هذه هى عُقدَة العلاقَةِ بين أتباعِ الدِيَانتَيّن، ولكنَّ بنُصُوصِ القرآنِ الكريم أتباعُ عيسى مُسلمُون، وإزالة هذا اللبس يكون بتوضِيحِه بالتِّى هى أحْسَن لا بالتكفِيرِ والإساءَة وهَدْرِ الدِمَاء ثُمَّ سَفْكِها.
. وأنْ نعلمَ جميعاً، أنَّ الكُفرَ بالمَشِيئَةِ بنَصِّ القرآن (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا) 29 الكَهْف. ويؤخذُ على المُسلمين اتباعِ سيدنا محمد (ص) أنَّهم يغضبُونَ لكُفرِ هذا أو إلْحَادِ ذَاك، وينسون أنَّ الله أتاحَ الكُفرَ وجعله بالمَشِيئَةِ وعَاقَبَ الكُفَّار بنَارِ جهَنَّم كمَا بَشَّرَ الذين آمنُوا بجَنَّةٍ عرْضُها السمَاواتِ والأرْضِ. ورَبُّنَا سُبحَانُه وتعَالى قادِرٌ على جَعْلِ كُلَّ النَّاسُ يُؤمِنُون به، لكِنَّه خيَّرَهم بين الكُفرِ والإيْمَان، فلماذا أتبَاعُ سيدِنا محمد (ص) مَلِكِيُّونَ أكثرَ من المَلِكِ(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)99 يُونس.
. لذلك نقولُ لإخوتِنا المُسلمين على رِسْلِكم، خُذُوا الأمُورَ بسُهولَة Take it easy فالله وآحد، أحَدٌ صمَدُ، لمْ يلِد ولمْ يُولدُ، والإسلامُ دينٌ وآحِد. والله هو اللهُ، ليس يهُودِيَّاً ولا نصْرَانِيَّاً ولا مُسلِمَاً، واللهُ خلقَ الإنسَ والجِنَّ ليعبُدُوه حَصْرِيَّاً، وأنَّ الله سَمَحَ بالكُفرِ به لمن يشاء، وأنَّ اللهَ لا يغضَبُ أنْ يُكفرَ به لأنَّه أعَدَّ للكُفَّارِ نارَ جهَنَّم يصلُونَها سَعِيراً. فلماذا يضيقُ النَّاسُ بكُفرِ بعضِهم، والله لا يضِيقُ بالكُفرِ به؟.
. هذا، والله يقبلُ بمُعارَضَةِ أوآمِرهِ ومشروعاته وبرآمِجِه من مخلُوقاتِه، لكنَّ الإنسان خليفته فى الأرض لا يقبلُ المعارضة ويعتبرُها كُفرَاً بالله فيقْمعُ الحُكَّامُ مُعارِضِيهم فى الرأى ويقتلُونهم، ويغشُّون ويزَوِّرُونَ الإنتخابات ثُمَّ يُهلِّلُونَ ويُكَبِّرُون. بينما الله قبِلَ معارضة إبليس أنْ عَصَا أمْرَهُ وعارَضه فى مشروعه الكبير أن جعلَ فى الأرضِ خليفة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)30 البقرة. هكذا كان إعتراضُ الملائكة خفِيفاً يُعبِّرُ عن قَلقِهم ومَخَاوفِهم من الخليفَةِ القَادِم، ولم يغضبَ اللهُ منهم بل جَاوَبَهم مُطمْئِناً لهم (إنِّى أعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ). وجَاءت المُعَارضةُ الكُبْرَى والخرُوج عندمَا أمرَ اللهُ الملائكة أن يسجُدوا لآدم مُبَايعِين له خليفة فى الأرضِ فسجَدُوا إلَّا إبليس لم يكن من السَاجِدِين، هُنَا جاءت المُعَارضة الكبرى لمشرُوعِ خِلافة الله فى الأرض من إبليس، أبَى أنْ يسجُدَ لآدم وإستكْبر وكفر (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اُسْجُدُوا لِآدَم فَسَجَدُوا إلَّا إبْلِيس أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ)34 البقرة. وفى سُورَةِ الأعراف(وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنْ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ (15)) الأعراف.
والدرسُ المُفيد فى هذا المَوقِف هو أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى لم يَكْتَفِ بقبولِ مُعَارضَةِ ومُقَاومَةِ إبليس الرَجِيم لمشرُوعِهِ الكبِير خِلافَةِ الأرض فحَسْب، ولم يُنكِر على إبليس هذا المَوقِف المُصادِم لإرادة الله سبحانه وتعالى، ولم يقْمَعه أو يقتله فورَاً على خروجِه وعُصيَانِه الصَارِخ لأمْرِه فى مَلَأٍ عَظِيم، لكنَّ الله القادِرُ على كلِّ شئ زادَ على قُبولِ مُعَارضة إبليس لأمْرِه إلى قُبولِ طلبِ إضافى لإبليس(قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ (15))!. ولكِنَّ الإنسان خليفة الله فى الأرضِ لا يقبَلُ المُعارَضَة من أخِيه ويحْسَبُ معارضتِه كُفْرَاً باللهِ فيقمَعُه ويُعَذِّبُه ويقتُلُه ويبِيدُ عِرقِه، وكلُّ ذلك بإسمِ الله ونصرةً لدِينِ "الإسْلامِ"، فأنْظُر.
. وأخْتِمُ بمُلاحظَةٍ حول فرِيضَةِ الحَجِّ رُكن الإسلام الخَامِس:
الحَجُّ إلى بيتِ اللهِ الحرَام قديم، وقد وَرَدَ فى الأسْفَارِ أنَّ أبُونَا آدم قد حَجَّ البيت أربعين مَرَّة، كان يأتِى من الهِند مَشْيَاً على الأقدَامِ. وبَوَّأ اللهُ لإبراهيم مكان البيت "ببَكَةِ"، فأقَامَ وإبنه إسماعيل قوَآعِده وطَهَّرُوه للحَجِيج، ثُمَّ كلَّفَ الله سيدنا إبراهيم بدعوةِ النَّاسِ بالحَجِّ إلى بيتِه الحَرَام:(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ(26) وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ(28)) الحَجّ.
وقولِه وأذّنْ فى النَّاسِ بالحَجِّ، أى نَادِ فى الناس دآعِياً لهم إلى الحَجِّ إلى هذا البيت الذى أمرْنَاك ببِنائه. وهُنَا يجِبُ تذكِير أتباع النبى الخاتم (ص) أنَّ هذه العِبَادَة قدِيمة ولم يُكلَّف بها نبِيِّهم بل كُلِّف بها جَدَّه إبراهيم الخليل، والحَجُّ فريضة لكلِّ النَّاس وليس للمُسلِمِين أو لأتباع سيدنا محمد (ص)آخِر المُسلِمِين. فما جَوَابُهم لو أنَّ اللهَ سَألهم يوم القيامة، لماذا حجَبْتُم النَّاسَ من الحجِّ إلى بَيتِى؟.
ويجِبُ مُلاحظة أنَّ سيدنا إسماعيل بن إبراهيم بن آزَر جدَّ الرسول الخاتم محمد (ص) ليس عربياً وأمَّه السيِّدة هَاجِر مصْرِيَّة من القِبطِ، وأنَّ زواجَ إسماعيل بنِساءٍ عربِيَّات من قَبَائِل "جُرْهُم" وإنْجَابه مِنهُنَّ الذُرِّية لا يقْلِبُهم عرَبَاً، فخُذُوا عِلْمَاً وأحْذَرُوا.
. كُلّ هذا الهوَس الدِينى الذى نعيشه ونتأذَّى منه، والفصلُ بين المُسلمين، وسَفْكِ الدماء، وحِرْمَان "النَّاس" وأصحابُ الأدْيَان الإبراهيمية الأخرى من الحَجِّ إلى بيتِ اللهِ الحرام، كلَّ هذه الأخطاء لا أصْلَ ولا أسَاسَ فى القرآنِ الكريم الذى نزل على سيِّدِنا محمدٍ (ص)، ولا فى دِينِ الإسلامِ الإبرَاهِيمى العَرِيض.
[email protected]





تعليقات 7 | إهداء 0 | زيارات 4293

خدمات المحتوى


التعليقات
#1726315 [الزول]
1.88/5 (10 صوت)

01-03-2018 05:21 PM
ليس كل اليهود والنصارى كفار فالذين يدينون بالدين الحق مما نزل من التوراة والانجيل ينطبق عليهم وصف المسلمين لأن الآية ((إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ)) في سورة آل عمران الآية 19 تعني الدين الواحد المتصل من خلال جميع الأديان السماوية الحقة غير المحرفة وهو الايمان بالله خالقاً ورباً واحداً والتسليم بشرائعه التي أنزلها على رسله والرسالة المحمدية الخاتمة استحقت اسم الاسلام لما حوت الأديان السماوية السابقة بهذا المفهوم وبالتالي لا ينطبق وصف الكفار إلا على من يعتقدون في التوراة والانجيل المحرفين المجسمين لله تعالى ومن يدينون بذلك ممن يسمون أنفسهم مسلمين من ينسبون لأمة محمد أو من يرفضون الرسالة المحمدية أصلا من لا دينيين ومن يهود ونصارى ومجسماتية من أنصار سنة وهابية وصوفية لأن الاسلام هو تنزيه الخالق تعالى عن خلقه في كل شيء الذين يفهمون ويدينون بالآية (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) من سورة الشورى كما شرحها الواسطي رحمه الله فقال : ليس كذاته ذات، ولا كاسمه اسم، ولا كفعله فعل، ولا كصفته صفة إلا من جهة موافقة اللفظ، وجلت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة، كما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة)) ونزيد بأنه حتى عند موافقة اللفظ فإن اللفظ يفسر بحسب هذا التنزيه بمعناه المجازي ولا تعطيل في ذلك كما يقول الوهابية ويصفون من يقول إن الله تعالى لم يثبت لنفسه شيء من ألفاظ الأعضاء الجسمية الواردة في القرآن بأنهم (معطلة!)، مما يعني أن المجسماتية يثبتون الأعضاء الجسمية لله تعالى وهو ليس بجسم وهو قول اليهودية والمسيحية المحرفة الذين تشملهم كلمة الكفار، ويكفر من لا يكفرهم.


ردود على الزول
[الزول] 01-04-2018 05:18 PM
وطبعاً لا نكفر إلا من شهد على نفسه بالكفر لأن التكفير من الله وهو وحده يعلم الكافرين مثلما يعلم المؤمنين والمنافقين وهو وحده الذي يجزي الكافر وغير الكافر في الآخرة وعليه لا تكفر أحداً لم يقر بكفره في الدنيا وغرض التكفير هو أن يعلم كفره ومن ثم التعامل معه في المعاملات والزواج والمواريث وخلافها من الأحكام الشرعية التي لا تطبق إلا على من هو مؤمن بها وليس الغرض معاقبته فإن عقابه في الآخرة ومنه تعالى وحده الذي كفر به وظلم نفسه وليس لأحد من الخلق حق على الكافر الذي يكفر بربه ولا دخل للخلق بذلك فلا أحد منهم خلقه حتى يعاقبه على كفره بخالقه ولم يأمرنا خالقه بمعقابته في الدنيا انظر الآيات:
من سورة لقمان (وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ ۚ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿ 23 ﴾ نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴿ 24 ﴾ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿ 25 ﴾ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴿ 26 ﴾) صدق الله العظيم


#1726115 [مريود]
3.03/5 (10 صوت)

01-03-2018 07:52 AM
. والإسلامُ لا يتحقق بمجرَّد إتباع دين سيِّدنا محمدٍ (ص)، بل يتحقق بالتَسْلِيمِ الكامل للهِ الوآحد الأحد وعبادته وعدم الشرك به. وأنَّ هناكَ فرقٌ شَاسِع بين الإيمان والإسلام، والإيمان الحقيقى والطمأنينة الكاملة تقودُ إلى الإسلام، والإيمان الحقيقى يكتَمِلُ بالطُمأنينة وهو الطريق المُوصِل للإسلام كغاية نِهائية. وللوصولِ إلى مرْتبَة الإسلام والموتُ عليه لا بُدَّ من الإيمانِ بالله وكُتبه ورُسلِه وملائكته واليوم الآخر والقضاء والقدَر خيرَهُ وشَرِّهِ، ومُقتضَى ذلك إلَّا نتنكَّر للمُسلِمين الذين سبقُونَا ووَرَدَ ذِكرِ وقصَصِهم فى القرآنِ الكريم، وأن نكُفَّ عن مُعَادآتِهم والحقدِ والدُعاء عليهم، وعن أنْ نُسَمِّيهم كُفَّاراً ونُعُوتٍ يومية نرْمِيهم بِها بِلا وَعِى.

اقتباس



والإسلامُ لا يتحقق بمجرَّد إتباع دين سيِّدنا محمدٍ (ص)، بل يتحقق بالتَسْلِيمِ الكامل للهِ الوآحد الأحد وعبادته وعدم الشرك به

اقتباس


يا أستاذ اتباع سيدنا محمد لا يتم إلا بالتسليم الكامل لله والواحد الأحد.



ومُقتضَى ذلك إلَّا نتنكَّر للمُسلِمين الذين سبقُونَا ووَرَدَ ذِكرِ وقصَصِهم فى القرآنِ الكريم،

اقتباس


لا أعلم مسلما يفعل ذلك أو يعتقده.


أعذرني هذا رأيي في المقال عموما ( بغض النظر عن كاتبه ) من يكتب هذا إما جاهل لا يعرف الإسلام، أو جبان لا يقدر أن يقول ما يعتقد.


#1726047 [الطاهر البوشي]
2.11/5 (10 صوت)

01-03-2018 05:43 AM
فأنظرُوا كيف يُعَرِّفُ القرآنُ الكريم المُسلمين بسِعَةٍ لا يُخرِجُ من ظِلِّه أحد، بينما يضيِّق أتباعُ محمد (ص) دين الإسلام ويجعلُونه حِكْرَاً لهم ثُمَّ يُأسِّسُونَ على ذلك الإثْمِ كُلِّ الأخطاء والصراعات وشلَّالات الدَمِ الهَادِرة.

لم تكن العله ابدا في الاسلام منذ بزوغ فجره ولكن كانت كل العلل في هؤلاء الرجال الذين أسسوا الدوله الاسلاميه الذين ظنوا بما في نفوسهم من أمراض
وكبرياء وجاهلية أنهم وحدهم هم المؤمنون والمسلمون الذين يقصدهم الله جل وعلا
دون سواهم من خلقه فراحوا يفسرون كلام الله بما يتفق مع مافي نفوسهم من نقائص
وأمراض وعلل يعاني منها المسلمون وتعاني منها البشريه جمعاء والشعب السوداني خاصة حتي يومنا هذا بل وسيظل الجميع في معاناة الي ماشاء الله.

يقول الله تعالي في محكم التنزيل :
كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكروتؤمنون بالله
ولو آمن أهل الكتاب لكان خير لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون .
( 110 آل عمران )
تباهى أتباع سيدنا محمد بهذه الصفة لما في نفوسهم من امراض وعلل الجاهليه
وراحوا يدبجون التفاسير لمعاني الآيه الكريمه ليأكدوا انهم المقصودون من الله
رغم ان الله كان يقصد بني اسرائيل وهو ماتؤكده الآيات التاليه :
يابني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم علي العاملين
( 47 - 122 البقره)
ولقد آتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوه ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي العاملين .(16 الجاثيه )
وهذا مااشار اليه عمربن الخطاب في تفسير الطبرى (قال عمر بن الخطاب لو شاءالله لقال انتم فكنا كلنا ولكن قال كنتم ).

وفي مقابل مدح القرآن المتواصل لبني اسرائيل كان ذمه للاعراب :
-الاعراب أشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ماانزل الله علي رسوله والله عليم حكيم ( 97 التوبه )
-وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا علي النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الي عذاب عظيم ( 101 التوبه )
-ومن الاعراب من يتخذ ماينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله
سميع عليم .( 98 التوبه )


ردود على الطاهر البوشي
[الزول] 01-03-2018 03:55 PM
يا بلوشي انتبه لكتابة آي القرآن:
1/ لكان خير لهم ( 110 آل عمران)
2/ فضلتكم علي العاملين ( 47البقره)
3/وفضلناهم علي العاملين (16 الجاثية)

وبعدين حتى أسماء السور المنهية بتاء مربوطة كالبقرة والجاثية والتوبة عيب يا خي الإهمال وعدم المبالاة في نقل القرآن برسمه الصحيح وهو أمر ميسر يمكنك كتابة جزء من الآية عند العم قوقل ويخرج لك الآية كاملة من موضعها في المصحف!


#1726026 [محمد زيدان]
1.99/5 (10 صوت)

01-02-2018 11:08 PM
تاسعًا: لقد أجمع العلماء على أن الشك في كفر اليهود والنصارى أو تصحيح معتقدهم، أو القول بأنهم يسعهم عدم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم يعدّ كفرًا أكبر من نواقض الإسلام.

قال القاضي عياض بعد أن نقل في الشفا عن الجاحظ وثمامة زعمهم أن كثيراً من العامة والنساء والبله ومقلّدة اليهود والنصارى وغيرهم ؛ لا حجة لله عليهم ، إذ لم يكن لهم طباع يمكن معها الاستدلال: "وقائل هذا كله كافر بالإجماع على كفر من لم يكفر أحداً من النصارى واليهود وكل من فارق دين المسلمين أو وقف في تكفيرهم أو شك ، قال القاضي أبو بكر: لأن التوقيف والإجماع اتفقا على كفرهم فمن توقف في ذلك فقد كذّب النص والتوقيف أو شك فيه ، والتكذيب أو الشك فيه لا يقع إلا من كافر "[33].

وقال أيضاً: "ولهذا نُكفّر من لا يُكفّر من دان بغير ملّة المسلمين من الملل أو وقف فيهم أو شك أو صحّح مذهبهم، وإن أظهر بعد ذلك الإسلام واعتقده واعتقد إبطال كل مذهب سواه ، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك"[34].

وقال الحجاوي رحمه الله تعالى: (من لم يكفر من دان بغير الإسلام كالنصارى، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم فهو كافر)[35].

وقال الشيخ عبد الله أبابطين: "قد أجمع العلماء على كفر من لم يُكفر اليهود والنصارى أو يشك في كفرهم هذا إجماع أهل الإسلام في قديم الدهر وحديثه استنادًا إلى نصوص الوحي"[36].

وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن من لم يُكفر اليهود والنصارى ويقول عنهم "أهل كتاب" فقط؟! فقالت: "من قال ذلك فهو كافر؛ لتكذيبه بما جاء في القرآن والسنة من التصريح بكفرهم ، قال الله تعالى: ﴿يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون.. ) الآيات من سورة آل عمران ، وقال: ﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم..﴾ الآيات من سورة المائدة، وقال: ﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة..﴾ الآيات من سورة المائدة، وقال: ﴿وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون..﴾الآيات من سورة التوبة ، وقال تعالى: ﴿لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة..﴾ الآيات من سورة البينة ،وقال: ﴿قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون﴾ إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة. وبالله التوفيق،وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم"[37].


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/publications_competitions/0/40673/#ixzz5340FrLXq


ردود على محمد زيدان
[الزول] 01-03-2018 07:45 PM
الذين كفروا من أهل الكتاب- لا تعني أن جميع أهل الكتاب كفروا، وإنما فقط الذين كفروا منهم.
﴿وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون..)
فقط الذين قالوا ذلك.

وإلا كانت اليهودية والمسيحية قبل التحريف كفر وهذا لا ينبغي لأنهما دينان سماويان أنزلا على رسل واجب الإيمان بهم وتصديقهم وتكفير اتباعهم فيه تناقض لا يستقيم


#1725990 [الصريح]
1.85/5 (10 صوت)

01-02-2018 08:54 PM
مقال جيد يثير الفكر ويكشف ضحل العلماء المسلمين على مر الأزمنة.

قال الداعية الباكستانى أبو الأعلى المودودى "لا تقرأوا القرآن بعيون الموتى"،،، أى تدبروه.

هناك مناطق ظلت رمادية فى الفكر والفقه الإسلامى تحاشى العلماء الإشارة إليها رغبة أو رهبة ولم تخضع للنقد الإيجابى مثل لماذ تم إغتيال ثلاثة من الخلفاء الراشدين كلهم مبشرون بالجنة؟ لماذا موقعة الجمل ووقوف عائشة رضى الله عنها مع الفئة الباغية؟ ما الحكمة فى ذللك؟ لماذا لازم الضعف أمة محمد بينما ظلت الأمم الأخرى تتقدم وتتطور وتقود البشرية؟ هل لدعاء سيدنا موسى لأمته بالمنعة والقوة سبب فى ذلك بينما يظل المسلمون يدعون ربهم بالقوة والمنعة فى كل صلاة جمعة على الأقل منذ بدء الرسالة؟ لماذا لم يحرم الإسلام الرق بل قننها كآليه لغفران الذنوب وقد إعتمد فقه البدو ذلك إلى درجة إطلاق صفة عبد لكل من هو أسود البشرة والقبول بإسترقاقهم وإستعبادهم وتخلو الفضائيات العربية الكبرى من السود والسمر بينما تجدهم يملأون القنوات الغربية العالمية بل ويتفوقون وقد إستلب شريحة من السودانيين بذلك إلى درجة أن تساءل أحد المعلقين أنه إذا تقدمت نعمة الباقر وزينب البدوى للعمل فى فضائياتنا هل سيقبلن؟

عدم محاولة فتح نوافذ الفكر الرصين لتشريح مثل هذه القضايا الشائكة وغيرها وتحرير العقل المسلم وإلا فإنه سيظل سجين الفكر النمطى.


#1725937 [سامية]
3.67/5 (10 صوت)

01-02-2018 05:00 PM
ولماذا يقلقك تصنيف أصحاب الأديان السماوية الإبراهيمة إلى مسلمين ويهود ومسيحيين، فهذه ديانات أنزلها الله سبحانه وتعالى بهذه المسميات ولكل منها زمانه، أما الدين الحق الذى ينبغي على جميع الناس اتباعه الآن فهي الإسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

قال الله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ. سورة آل عمران الآية 19.
كما قال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ. سورة آل عمران الآية 85.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار)) رواه الإمام مسلم في صحيحه.


#1725927 [tag]
2.66/5 (15 صوت)

01-02-2018 04:25 PM
كل البشرية الموجودة علي وجه الارض الان من امة محمد،(ص) ويجب علينا اتباعه ونؤمن باالرسالات السابقة كأديان ولاكن عهدها قد إنتهي لان النبي طلب من اليهود والنصاري ان يتبعهوه.... رحلة الاسراء والمعراج التقي بالانبياء السابقين وكانو يخاطبونه ويقولون امتك اي نحن الذين علي الارض الان (وذالك عندما فرضة عليه خمسين صلاة طلب منه نبي من الانبياء ان يرجع ويطلب من ربه ان يخفف عليه لان امته ضعاف ولايقدرون عليها) إذا كل الامة علي وجه الارض امة محمد (ص)


ردود على tag
[من الصحراء] 01-03-2018 12:25 PM
نتفق مع الكاتب في التحليل ونختلف معه في الاستنتاج. صحيح ان الاسلام كما في معناه هو التسليم الكامل لله بالألوهية والتسليم له بالعبادة وهو بالتالي دين كل الأنبياء من آدم الي محمد صلي الله عليه وسلم ولكن الصحيح أيضا ان بقية اتباع الديانات الآخري مثل اليهود والنصاري لم يلتزموا باتباع التعاليم التي نصت عليها تلك الأديان ولو اتبعوها لآمنوا برسالة محمد صلي الله عليه وسلم لانه خاتم تلك الرسالات والأديان ومن هنا جاء الخلاف بين المسلمين (من اتباع الرسالة المحمدية) وبقية المسلمين (من اتباع الديانات الآخري) مع الملاحظة انهم لم يعترفوا بالقراءن ووصفه لهم انهم "مسلمين" وبالتالي يعتقدون ان اتباع محمد علي ضلال. ولكن الأهم هو انهم لم يلتزموا بتعاليم الزبور والتوراة أو الإنجيل " كُنتُم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ولو أمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم كافرون" فقوم المسيح عليه السلام مثلا اتهموه بالكذب ورموا أمه بالزنا وهم بنو اسرائيل اما النصاري اتباع المسيح خالفوه في جوهر رسالته خلافا لما أمرهم به الانحيل باتباع محمد "النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في الإنجيل " ولكنهم لم يفعلوا ذلك كل هذا أدي الي الخلاف. والاختلاف . اما المسلمون فلديهم نصيبهم من الاشكالات مثل الفشل في اجراء حوار بناء وموضوعي من الإخوة من اصحاب الديانات الآخري والتعصب والضيق بالاخر والاعتداد الأجوف بالنفس علي الرغم من التوجيه القراءني لهم بالتواصل معهم وإجراء حوار "قل يا أهل الكتاب تعالوا الي كلمة سواء ان لا نعبد الا الله وان نشرك به شيئا وان لا يتخذ بَعضُنَا بعضا أربابا من دون الله"

[مريود] 01-03-2018 08:16 AM
اسمح لي ببعض التفصيل.

أمة محمد صلى الله عليه وسلم نوعان.

أمة الدعوة وتشمل جميع البشر بعد بعثته وهم جميعا مأمورون ومطالبون باتنباع ما جاء به.

ومن لم يتبعه صلى الله عليه وسلم من هؤلاء مع بلوغ الحجة - التي هي مجرد السماع بخبره فقط صلى الله عليه وسلم - هم الكفار وإن سموا أنفسهم يهود أو نصارى أو غير ذلك. يستثنى من ذلك أصحاب الأعذار مثل الأصم. وحكمه في الدنيا الكفر. وفي الآخره أمره إلى الله.


أمة الاستجابة وهم الذين اتبعوه صلى الله عليه وسلم وماتوا على ذلك.

والأخيرة هم أهل الشفاعة والفضل ودخول الجنة وإن عذب بعضهم ببعض الذنوب.


عبد العزيز عثمان سام
 عبد العزيز عثمان سام

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة