2018 .. لنا لو أردنا ذلك
01-03-2018 09:29 AM
كنا ولا نزال نحتاج ويحتاج كل شخص منا في بداية هذا العام الجديد لحملة داخلية في نفسه، لجمع بقايا الأحزان والآلام والإحباطات وشظايا الخيبات القديمة والتخلص منها، ولو على طريقة حملة جمع السلاح طوعاً أو بشكل قسري بعد إعلان حالة الطوارئ الداخلية في نفسه .
لو أردنا أن نواصل وننتصر في هذه الحياة علينا عدم الارتهان لإحساس الإحباط وتكرار المحاولات بلا ملل لتحقيق النجاح، ما دمنا نعيش في هذه الحياة ونتنفس الهواء ..
وبالأمس حين كانت كل شعوب العالم، فقيرها وغنيها، تمتثل للإحساس بالعام الجديد، كانت أقوى العبارات والمعاني الإنسانية الحكيمة والعميقة هي التي تحرس هذا الشعور مثل تلك التي تقول: رائع أن تبتسم عندما ينتظر منك الآخرون البكاء.. تبتسم وأنت تتمزق.. تبتسم وأنت تختنق.. فلا يمكن أن تعيش دون أمل في أن يأتي الغد أجمل.. لا يجوز أن تعيش بلا فرح بلا احتفاء ..
والجميل في حكايتنا مع بداية العام الميلادي في كل سنة، هو توفر خيارات مختلفة للاحتفاء واستدعاء أحاسيس الفرح والتفاؤل، فمن كان يعاتب الوطن بفشله في منحه ما يكفي من الأفراح ويتخلف نفسياً عن الاحتفاء بذكرى الاستقلال المجيدة، فمن حقه أن يمارس الفرح بنوايا الاحتفاء بالعام الجديد ورأس السنة..
هو مجرد إحساس جميل لا تحكمه طقوس محددة لكنها فرصة لإشاعة الأمل في قلوبنا مثل الضوء ومحاولة الدفع والانطلاق بإحساس جديد في عام جديد، ففكرة مقاطعة الفرح بسبب الإحباطات والضغوط هي الفكرة المتطرفة القاتلة حقاً ..
نحن أبناء وطن جميل عزيز يعيش أهله باعتزاز كبير بأنفسهم ويشهد لنا العالم بصفات لم تحققها أغنى الشعوب ..
نعم ظل تصنيف السودان خلال السنوات الماضية في الكثير من المجالات متراجعاً، بحكم الظروف الاقتصادية التي تمر بها بلادنا، وظل الإنسان السوداني يكابد ظروفاً وصعوبات كبيرة في معيشته.. ظل مخنوقاً بالفقر مختنقاً بالهموم، لكن برغم كل ذلك نجد أن الشعب السوداني يحقق بحسب تقرير للأمم المتحدة في 2016 عن (قيم النزاهة الشخصية)، المرتبة الأولى عربياً والمرتبة الثانية في قائمة (أفضل شعوب العالم من حيث الأمانة الشخصية)، بعد إيرلندا التي احتلت المرتبة الأولى عالمياً في ذلك التقرير .
هذه هي الأشياء التي لا تخضع معاييرها للغنى والفقر، بل تخضع لفحص الخامة والأصل الذي لا يتبدل ..
المال يأتي ويذهب والشعوب تغنى وتفقر، لكن كما تقول العبارة المدهشة إن أفضل الأشياء في هذه الحياة يمكن الحصول عليها مجاناً ..
الشعب الذي يمتلك أفضل الأشياء وأثمنها من حيث القيمة الإنسانية لا يجب أن يفقد الأمل في الحصول على ما هو دونها قدراً وقيمةً ..
هنيئاً للوطن بذكرى الاستقلال المجيد، وهنيئاً لكم عامكم (2018)، الذي نتمنى أن يكون هو بالفعل عامنا نحن السودانيين لو أردنا ذلك.. لو أردنا السلام وأردنا مضاعفة الإنتاج وأردنا التغيير، سيكون النجاح أسهل مما نتصور..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين..
اليوم التالى
|
خدمات المحتوى
|
جمال على حسن
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|